29

2.7K 328 13
                                    

و اخيراً، نزع يونغي جبيرته، بمجرّد أن خرجنا من باب المستشفى، فتح يونغي ذراعاه، يرفع رأسه و يجعل من جسده مستشعراً كلّ نسمة هواء و كأنه يحلق عالياً.

"اخيراً، انا حُر."
تلفظ يونغي.

"أنزل ذراعاك، أنت تحرجنا."

تبسم بجانبية و مُكر ، و بدأ يركض و يدور حول نفسه بدوائر وهميّة.

تهزأت نبرتي:
"لا أعرف هذا الشخص."

يونغي ركض حولي قبل أن ينشأ و يحويني بعناق خلفي.

"بالتأكيد تعرفيني، أنا حبُّكِ."

"انت تجعلني اتقرف."

"اللهي، الثنائيات هذه الايام ظُرفاء حقاً."
سمعنا ذلك من امرأة مسنة تجلس على كرسيٍ متحرك بينما تدفعها الممرضة.

إرتدت ملامح يونغي إبتسامة نرجسية، قائلاً:
" أنتِ تقولين اني مثير للاشمئزاز لكن الجدّة تقول أننا ظرفاء!"

"اياً يكن."
أضفت بعدها:
"لنذهب للمطعم كي نحتفل بحريّتك و حريتي."

"في الواقع نحن كذلك."

~~~

ذهبنا الى إحدى مطاعم يونغي المفضّلة، بمجرد أن جَلسَ هو بدأ بطلب كلّ ما يحبه، و حقيقةً طعامنا كان عبارة عن 80% من اللحم و 20% الاخرى كان نباتياً، او يحوي على الخضار.

وضع يونغي اللحم في صحني.

وضعت قطعة اللحم على الخس، لففتها و بعدها وضعتها بفمي بواسطة أعواد الطعام.

توقف يونغي ينظر اليَّ لبرهة.

"ماذا؟"
تساءلت و فمي مملوءٌ بالطعام.

"بغض النظر عن الحقيقة التي هي أنّك تأكلين و فمكِ مملوءٌ بالطعام، مقزز. الا أنكِ تتناولينه بشكلٍ خاطئ كذلك."

إبتلعتُ الطعام، و بعدها قلت:
"إذاً كيف لي أن آكله؟"

إلتقط قطعةً من اللحم، وضع عليها التوابل ثم شرع في التقاط الخس باليد الاخرى واضعاً أيّاه امام فمه، بدأ بحشو القطعة داخل الخس و تناولها.

هذا الرجل...

"مثير للاهتمام."

أعطيت نفسي محاولة اخرى، و جرّبت طريقته... أحببتها اكثر، كانت اسهل.

بعدما إنتهينا من تناول الطعام، ذهبنا في موعدٍ بسيط... تمشّينا في شوارع سيول، شاهدنا فيلماً، متناولان طعاماً مجدداً من الشوارع.


~~~

حرمان النَوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن