الفصل الرابع

16.7K 359 10
                                    

كانت تتأمل حديقة القصر من خلف زجاج النافذة ، وهي تفكر أنها عادت لعملها مع الجدة منذ خمسة أيام ، وعاد الاستقرار لحياتها لكنها كانت تذهب يومياً لزيارة والدتها بناءً على اتفاق مع هاشم بيك ، ولمست وجنتها التي كانت منتفخة قبل أيام ، وداعبت أوتار قلبها تلك الدغدغة التي لا تعرف سبباً لها ، والتي أصابتها عندما اقترب منها هاشم أثناء حديثهما في مكتبه بعد لقائها مع الجدة ، كانا يتحدثان بهدوء عندما فاجأها بقيامه من خلف كرسيه مقترباً ببطء منها ليباغتها بيده التي تلامس ذقنها ليرفع وجهها نحوه ، وتأمل وجنتها التي كانت تعتقد أنها أخفتها بمهارة عنه ، يدٌ لها رائحة مميزة ودفء هوى بقلبها إلى الدرك الأسفل من صدرها وهو يسألها بامتعاض :

- إجى عمك عندكم هاليومين ؟؟

شدت على شفتيها ارتباكاً وهي تخفي وجنتها بكتفها، لكن يده الحازمة عادت ترفع وجهها ووجنتيها تشتعلان خجلاً من ملامسته لها ، ارتفعت يده قليلاً ليبعد شالها الذي شدته على وجهها بطريقة مبالغ فيها كي تغطي الانتفاخ في وجهها ، اشتدت شفتاه بطريقة فاجأتها وهي تعبر عن ضيقه وهو يعاود سؤالها بغضب هذه المرة :

- ضربك ؟ ليش نفسي أفهم ؟

ترقرت الدموع في عينيها خجلاً من وضعها وقهراً من عمها وحزناً على نفسها ، ولما رأى هاشم ارتباكها ، تركها ليعود خلف مكتبه ويجلس على كرسيه وهو يأمرها بصوت حازم :

- احكيلي بالزبط شو صار؟ وهلأ .. وإياك تغفلي معلومة وحدة !

غادرت النافذة وهي تتذكر ضيقها من تسلطه عليها وكيف أوشكت أن تقول له أن لا شأن له بأمورها الخاصة ، لكنها تراجعت وهي ترى الاهتمام الحقيقي في نظراته نحوها ولم تجد نفسها إلا وهي تخبره بما حدث شارحة له دواخل علاقتهم بعمها منذ وفاة والدها ... طبعاً إجابة على أسئلته التي كان يطلقها نحوها بحزم وذكاء أرهقاها !
توجهت نحو سريرها وهي تفكر أنه منحها يعد محادثتهما استراحة يومية لمدة ساعتين أو ثلاثة تذهب لتمضيها مع والدتها خشية من زيارة مفاجأة من عمها ...

خمسة أيام مرت دون أن تراه إلا لماماً أثناء دخوله أو خروجه من غرفة جدته لزيارتها ، فيما كانت هي تنسحب بلباقة لتتركهما على راحتهما ... الجدة التي عادت لها حيويتها ونشاطتها بعد عودة يارا إليها وهي تستقبلها بالأحضان جعل الأخيرة تجهش بالبكاء على صدرها وهي تشعر بيدي الجدة تحتضناها بحب و تسألها ما بها ولم تركتها، فتحججت يارا بعمها اللئيم الذي لاتريد له أن يعرف بعملها في منزل عائلي لأنه سيقيم لها فضيحة ويتهمها باتهامات قد تمس شرفها !

هبطت إلى الدور الأسفل مهرولة وهي متحمسة لاستراحتها اليومية مع والدتها ، توجهت نحو غرفة المكتب كي تستأذن هاشم بالذهاب كما طلب منها أن تفعل كلما أرادت الخروج ، كانت في مزاج جيد وهي تترنم بلحن عذب لم تتوقع أن من تبحث عنه يبعد عنها خطوات قليلة فقط ، واستمرت في مشيها السريع حتى اصطدم جسدها الغض بجسد آخر صلب ومتين و .. ذو رائحة رجولية زكيّة ، شهقت وهي ترفع وجهها كي تلتقي عينيها بعينيه الذهبيتين ، شعرت بيديه على ذراعيها وهو يمسك بها بنعومة كي يخفف من وطأة ارتدادها إلى الخلف وبالتالي يمنع وقوعها ، كان يشدها بحزم وهو يجعلها على مقربة منه دون أن تلامسه في ذات الوقت وهمس لها :

سلسلة النشامى /الجزء الأول /  جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة /معدلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن