الفصل الثامن عشر

24.4K 390 4
                                    


أنهت استحمامها وارتدت ملابسها الداخلية وهي مازالت غير قادرة على اختلاق طريقة تخرج بها من غرفة هاشم دون أن يكشفها أحد ، شعرت بالخزي وهي تفكر أنها تبدو وكأنها في مشهد سينمائي لأحد الأفلام المشهور وبعد مشهد جامح العواطف ، لم تتصور يوماً أنها ستجد نفسها في موقف مشابه ، ماذا سترتدي الآن ؟ اتجهت نظراتها نحو مئزر هاشم الخاص بالاستحمام فلم تجد سواه تحتمي بداخله ، بدت كقطة في فروة دب ! فتحت الباب بهدوء كي تخرج دون أن تزعج منام .. زوجها ! لكنها شاهدته يقف أمام النافذة وقد لف جسده بمئزر حريري أسود ، أضاف لجسده لمسة جامحة وشيطانية ، خاصةً وهو يستدير لتتراقص شفتيه بابتسامة لعوب وهو يرى كيف قمّطت نفسها بمئزره ولفت الحزام حول خصرها بإحكام شديد ، توقفت وهي تراه يقترب منها ويقول : - نعيماً ! شعرت بالارتباك من نظراته ، فتهربت منها وهي تجيب بصوت خافت : - الله ينعم عليك ! التصق بها محيطاً خصرها بذراعيه بتملك شديد ليكمل : - صباحية مباركة يا عروس ! تضّرّج وجهها بلونه الأحمر القاني الذي يعشقه ، ليهمس قرب أذنها : - يسعدلي الخجول بس ! تباعدت قليلاً عنه وكي تقول وهي تلهث من الإحراج : - هاشم .. لازم نروح عند الجدة .. أكيد زعلت منا لإنا مارجعنا مرينا عليها مبارح ، بس مش عارفة كيف بدي أطلع من هون أكيد المعظم بعده نايم بس حتى الخدم أنا محرجة منهم ! قهقه ضاحكاً وهو يقول لها : - يارا .. ليش بتفكري كتير ؟؟!! هلأ زي اللصوص أنا بفتحلك طريق وإنت بتركضي على غرفتك ! ابتسمت بارتياح وهي تسأله بلهفة : - فكرك ؟؟!! ارتفع أحد حاجبيه بخبث وهو يقول : - و أخيراً شفنا هالابتسامة ؟! شدها نحوه مقبلاً إياها بشغف ، خارت حصون يارا المنيعة وكل وعودها بضرورة الخروج بأسرع وقت من الغرفة ، خاصةً وهي تسمع دمدماته العاطفية التي احتلت كل تفكير منطقي في عقلها ، همست بضعف : - هاشم .. لازم نطلع من هون !! شدد من احتضانه لهاوهو يقول : - ليش مستعجلة لسا الساعة ما صارت سبعة ! وضعت يديها على صدره وهي تقول : - صرلنا بهالغرفة من الساعة ستة المسا مبارح .. يعني 12 ساعة بهالعزلة.. ابتسم لها بتآمر : - معلش بعوض شوق شهور ! زحف الاحمرار مجدداً نحو وجنتيها لتقول : - طيب ماشي .. بس بكفي .. عندي دوام وحاسة حالي كتير تعبانة ! استعاد وجهه بعض الجدية وهو يقول : - مافي دوام اليوم ! في حدا بشتغل بيوم صباحيته ! ابتسمت رغماً عنها ليضيف بخبث وابتسامته الصفراء تعود إلى فمه : - خاصة إذا كنت كتير تعبانة .. الله يعطيكي العافية .. غلبناك والله ! تباعدت عنه يارا أكثر وهي تقول له بإحراج : - ياربي منك .. كل شي عندك قلة أدب ! أتاها جوابه السريع : - والله بعد إلي صار فش مجال للأدب بالمرة ! التفتت نحوه وقالت بانفعال : - ممكن تفوت تتحمم خلينا نطلع ؟! رفع لها حاجبيه وهو يتجه نحو الحمام ليقول وهو يقطف قبلة خاطفة ومباغتة ما إن مر بجوارها : - يسعدلي المعصب أنا .. مرتي معصبة علي ! وكأن كلمة مرتي داعبت أوتار الاثنين ليبتسما في نفس الوقت ! تابع هاشم خطواته نحو الحمام في الوقت الذي ارتدت فيه يارا ملابس اليوم السابق ، كانت تشعر بالتوتر الشديد لذلك فكرت أن تحاول الخروج من الغرفة بهدوء شديد بعد أن تأكدت من خلو الممر .. في هذا الوقت من الصباح يكون الجميع نيام ، تسللت بهدوء وسرعة شديدين ، لتصل غرفتها بسلام ، ابتسمت بفرح وهي تفتح خزانتها كي تبدل ملابسه وتحضر نفسها للذهاب إلى الجدّة ، التي تشعر لأول مرة بالارتباك لرؤيتها ، هل ستكتشف ببصيرتها الحادة ما حدث ؟!

سلسلة النشامى /الجزء الأول /  جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة /معدلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن