صباح ممطر في تُركيا..
استيقظت هازان من نومها متعبة يبدو أن برد الشتاء قد أثر عليها..
نهضت ودخلت للحمام أخذت حماماً دافئاً وارتدت ثياباً ثقيلة كي تُدفئ جسمها..
ونزلت للأسفل..
كان والدها يتناول قهوته البرازيلية التي تعشق هازان رائتحها بشدة..هازان: صباح الخير ابي كيف حالك..
اقتربت منه وقبلت رأسه..
يبدو على وجهها المرض..
أنفها الأحمر وعيونها المنتفخة..حازم:أهلا حبيبتي..
ماذا بك ..يبدو عليك المرض..
أحضر لك الطبيب؟هازان: لا لا أبي أنها مجرد نزلة برد لا أكثر
سأجلس بجانب المدفأة علّي أتحسن..نادت على الخدمة ناجية..
هازان:ناجية أين أنت ..أسرعت ناجية ..
ناجية:نعم آنسة هازان..
هل أحضر لك شيء..هازان:نعم ..
حّضري لي القهوة خاصتي حضّري الفطور واحضري لي المسكنات..ناجية:أمرك هازان هانم..
حازم:اسمعي هازان يابنتي
هازان:نعم أبي ..
حازم:لدنيا طلبية تسليم مواد غذائية ستصل إلى المرفأ بعد يومان ستذهبين أنت للمرفأ لاستلامها
سيأتي شاب مع الباخرة ستتعاملين معه وتدفعين له الأموال وتوقعين على إستلامك للطلبية..
اتفقنا..هازان:لا تقلق والدي ..
سأكون عند حسن ظنكحازم:أنا أثق بك يا حبيبتي..
رنّ الهاتف..
كان بجانب حازم..
حازم:يبدو أنها عمتك..
إنه رقم من خارج البلد..حازم:ألو..
فضيلة:صباح الخير أخي كيف حالك..
وكيف حالك حبيبتي هازان..حازم بفرحة كبيرة:أهلا أهلا أختي يا حبيبتي كيف حالك ..كيف هي صحتك هل أنت بخير..
كيف حال ياغيز..فضيلة:حمداً لله يااخي ..إننا بخير ولا ينقصنا غير رؤيتكم..
حازم:اشتقنا لك يا فضيلة ألن تعودي يكفي غياب..
فضيلة:أنني اتصلت من أجل ذلك..
بعد وفاة زوجي لم يبقى لنا شيء هنا
قام ياغيز ببيع كل مانملك وتحويله إلى تركيا وقررنا أنا نعود ..
أريد منك أن تجد لي بيتاً يناسبنا أنا وياغيز..حازم:ولما البيت ياأختي ..
بيتي هو بيتك ستسكنين معنا أنت وياغيز..
بيتي كبير ويساعنا جميعنا ..فضيلة:لا ياأخي لا أريد أن أحرج هازان ف ياغيز شاب وقد تخجل منه..
حازم:اصمتي ارجوك من من تخجل ..
من إبن عمتها..
هيا احجزي وانزلي نحن بإنتظاركم ..
سأجهز لكم جناح خاص بكم..
ونعيش سويتاً..فضيلة:كما تريد ياأخي..
يومان ونكون عندكم..
أراكم بخير..حازم:أراك بخير مع السلامة
فضيلة:مع السلامة..
هازان:ماذا يوجد أبي..
حازم:عمتك فضيلة وابنها ياغيز سيعودون وس يعيشون معنا ..
هازان:كيف ذلك..
معنا ..معنا..!!حازم:نعم معنا أين ستعيش إذن..
هازان:عمتي قادرة على شراء افخم البيوت هنا في بلدنا..
ليست مجبرة على العيش معنا..
لما ستعيش هنا..حازم:هازان مابك..لما لا تريدين عمتك أن تعيش معنا..
هازان:لا شيء أبي..
ف ياغيز لا أطيقه منذ آخر زيارة أتتها عمتي لبيتنا كان ينظر لي نظرات غريبة ..ضحك حازم من قلبه على كلامها ..
حازم:كنتم صغاراً حبيتي أما الآن ف كبرتم تلك كانت حركات أطفال..تمتمت هازان بصوت منخفض..
هازان:نعم سيد ثلاجة يرى نفسه فوق الجميع لايعجبه أحد أكرهه..حازم:ماذا قلتي هازان..!!😉
هازان:لا شيء أبي..
حازم:حسناً ..
سأذهب أنا الآن للشركة وأنتي اعتني بنفسك ولا تخرجي بهذا البرد اتفقنا..هازان:حسنا..
انتبه لنفسك..اقترب منها وقبل رأسها..
حازم:حماك الله يا صغيرتي الجميلة..وخرج..
أتت ناجية حاملة معها فنجان القهوة الكبير..
ناجية:تفضلي هازان يابنتي..هازان:شكراً لك خالتي..
هيا اجلسي معي ..ناجية:ولكن آنسة هازان..
هازان:قلت لك ألف مرة ناديني هازان وحسب أنت بمقام أمي وأنت ربيتيني..
لا داعي لهذه الألقاب..
هيا اجلسي..ناجية:كما تريدين يا ابنتي..
هازان:حديثني عن أمي خالتي..
فأنا لا أتذكرها إلا قليلا وكدت أنسا ملامحها..ناجية :تعلمين ياهازان..
أمك كانت رائعة جداً
كان والدك يحبها أكثر من أي شيء آخر
عندما علم بخبر حملها بطفل صغير ..
جُن جنوناً من فرحته..
جهز لك غرفة خاصة بك وملئها بالألعاب وضع لك سريراً جميلاً بلون الفراشات..
بلون الزهر الذي تحبه أمك..
كان قلبه يقول له أنه سيصبح أبا لفتاة جميلة مثلك ياهازان..
مرت تسعة شهور ووالدك لم يبخل على أمك بشئ..
كانت إن احتاجت شي في منتصف الليل يذهب ويحضره لها كان يعشقها جداً..
إلا أن أتت تلك الليلة التي حانت ولادة امك كانت تتألم بشدة اسرعنا في الذهاب للمشفى ودخلت امك للعمليات أخبرنا الطبيب أنها تعاني من فقر دم وضغط منخفض حاول الطبيب إبقائها على قيد الحياة ولكن للأسف انتهى عمرها مع والدتك
كانت تتمنى أن تراك أحببتك جدا ياهازان..
في يوم من الأيام أخبرتني وأوصتني بك
وبعد وفاتها ربيتك أنا وكنتي لي ابنتي
كانت عمتك تحاول أن يتزوج والدك ولكن كان يرفض في كل مرة وأقسم أنه لن تدخل لهذه البيت إمراة غير امك..
وهاهو للآن لم يتزوج وأمضى حياته كلها معك ..هازان:تعلمين أنني أحبك جداً
أنت وامي رحمها الله وأبي أحبه كثيرراً ..والآن دعنيا نخرج ونتمشى قليلاً ..
شهقت ناجية:ماااذا..
اصمتي هازان اصمتي أنت مريضة كيف ستخرجين ابقي بجانب المدفأة وسأحضر لك حساءاً لذيذاً وإن خرجتي لن أتكلم معك..
فهمتي..ضحكت هازان:حسناً حسناً لن أخرج..
ذهبت ناجية للمطبخ بينما كان استقلت هازان وغطت نفسها بغطاء سميك وشردت في تلك النار..
رأيكم..🌸