*
.رنةٌ مزعجة ملأ ضجيجها الغرفة مما أزعج النائمة بعمقٍ، والتي ما عادت تحتملُ، لتقوم بإمساك المنبه ورميه ليلتصق بالجدار المقابل، فأصبح في خبرِ كان، ولحقَ به مصيرُ ما سبقه من منبهاتٍ قبله!
ولكن ما زادَ من إنزعاجها أنَّ الصوت لم يتوقف مطلقاً.
نهضت مكفهرة الوجه، وشعرها الأصهبُ بحالةٍ يرثى لها، زمجرتْ بغضبٍ
وهي تنظر لهاتفها الذي يرنّ مسبقاً؛ فمن ذا الذي يتجرأ على إيقاظها من سباتها يوم العطلة يا ترى؟
ثم ما لبثت ثويناتٍ حتى تذكرت أنّها النغمةُ الخاصة بوالدتها!
كان يجدرُ بها معرفة ذلك منذ البداية! زفرت بضيقٍ قبل أنْ تجيب : ماذا؟.•**˚✧₊⁎❝᷀ົ⁎⁺˳✧༚**•.
كانت منهمكةً بتنظيفِ أرضية المخبز، وفي أذنيها سماعاتُ الرأس تطرب مسمعها بألحانها المفضلة، لكن بالها مشغول بالتفكير بمكالمةِ والدتها الصباحية التي لا زالت تطالبها بالإفصاحِ عن مكان إقامتها؛ كي تجيءَ إليها، لكنّها
امتنعت كما كانت تفعلُ دائمًا.(فــاشــلـة) هي تلك الكلمة التي لازمتها طيلة حياتها، أرادتْ وبشدةٍ أنْ تكونَ كشقيقتها ذكية، ومحبوبة، وجميلة جدًا.
لكن والدتها لم تكن بالشخص المشجع لها بالمرة. عقدتْ حاجبيها وعزمت ككل مرةٍ تتذكرُ فيها كلماتها اللاذعة، على إثباتِ كم أنّها مخطئةٌ وأنهم جميعًا سيعترفون بها يومًا!مرت بذهنها صورٌ من اليوم الذي التقت فيه الطفلَ الأشقر جيمين، قد مرّ أسبوعٌ بالفعل منذ ذلك اليوم. تمنت من قلبها أنّه على خير ما يرام، وتسائلت في نفسها: ما عسى لطفلٍ بحالهِ عمله في ليلة الميلاد؟ من الواضح لها أنه وحيدٌ بلا أهلٍ ومسكن يلتجأ إليه، فكرت كثيرًا في أمره وطباعه؛ صحيحٌ أنه ليس أول من تقوم بمساعدته إلا أن معظم من تقدم لهم يد العون من الأطفال والمحتاجين يقومون باستغفالها وسرقتها أو يلاحقونها لتعطيهم المزيد وإن أفرغت جيوبها، أما عنه فلم ترَ فيه أيًا من ذلك، أبصرت في عينيه فرحًا بما فعلتهُ لأجله لكنه كان هادئًا ولبقًا طوال الوقت، كما لو أنه ليس مشردًا.
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
Fanfictionفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...