*
.
أوصدت باب الشقة باحكامٍ ثمَّ استدارت بجذعها نحو من يقفز فرحاً ولا يطيق الانتظار حتى تطئ قدمه الصغيرة ارض الألعاب كما أسماها هو، أمسكت معصمه برفقٍ متجهة للمصعد، الذي فتحَ مظهراً لها آخر آدمي ترغب برؤيته في الوقت الراهن!
«أوه، مساء الخير إيڤا!»
«مساء الخير جونغكوك...» قامت بالرد عليه بخفوتٍ تنظر لكل ما يقبع قربها عدا وجهه؛ فما حدث معها منذ يومين كان كفيلاً بجعلها تقتنع بفكرةِ استئجار شقة أخرى، والذهاب بعيداً حيث لن يمكنه رؤيتها.
«كنتُ ماراً لإخباركِ أن دراجتكِ في الأسفل!»
التفتت له بفرح : حقاً! ثم تحمحمت خافضة من نبرتها المتحمسة : أعني، شكراً لك.
سلمها مفاتيحها الجديدة قائلاً : العفو آنستي! حكّ مؤخرةَ عُنقه بتوتر مردفاً : وآسفٌ على التأخير في تسليمها؛ فقد حاولت جعلها مشابهةً لسابقتها.«لطيف!» تمتمت بهدوءٍ لتجعلها ملامحه المشدوهة تدركُ حماقة ما تفوهت به تواً، لتحاولَ أن تصيغَ جملتها مرةً أخرى : أعني هذا لطيفٌ منكَ حقاً، أشكركَ مجدداً! قابل كلامها بثغرٍ باسمٍ، ثم انتبه للذي يشاركهما الوقوف، فانحنى مخاطباً إياه : مرحباً ! ما اسمكَ يا صغير؟ خبّأ المعني جسده الضئيل خلف ساقي أمه يشد على معطفها، وأجابَ
بصوتٍ أقربَ للهمس : جيمين.
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
Fanficفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...