كأمطار أكتوبر

627 146 66
                                    

*

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

*
.

اتجهت صهباء بنظاراتٍ طبية خارجَ ثانويتها التي ستودعها اليوم وإلى الأبد، شدت على أوراقِ نتائج الإمتحانات النهائية التي كانت بحوزتها ثم اتخذت من الرصيف المقابل للمدرسةِ مجلساً لها، بينما دموعها تبلل ما بيديها بصمت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اتجهت صهباء بنظاراتٍ طبية خارجَ ثانويتها التي ستودعها اليوم وإلى الأبد، شدت على أوراقِ نتائج الإمتحانات النهائية التي كانت بحوزتها ثم اتخذت من الرصيف المقابل للمدرسةِ مجلساً لها، بينما دموعها تبلل ما بيديها بصمت.
زملائها لا يزالونَ في الداخل يحتفلون بتخرجهم من الثانويةِ العامة، بينما قد انسحبت هي بهدوءٍ من ذلك الجو الصاخب لتختلي بذاتها وتبكي دون الخوفِ من أن يراها أحد.

تبكي في يومٍ يُفترض به أن يكون أسعدَ أيامها، لكنهُ بات الأسوأَ مع نتيجةٍ كتلكَ التي حصلت عليها.
وما همها سوى ما ينتظرها عند عودتها إلى المنزل.
عليها أن تُعّد نفسها لتوبيخٍ قد يؤدي بها إلى الهروبِ من المنزل ذات يوم، وجهُ والدتها لم يفارق عقلها مذ رأت نتيجتها المزرية.

لكن الأمر كان خارجاً تماماً عن سيطرتها؛ فكيفَ لها أن تدرسَ بجدٍ ووالدها قد توفي قبل الإمتحانِ بيومين ليس إلا؟
لقد كَرهَت كل شيءٍ بعد رحيله، وخطرتْ على بالها أفكارٌ سوداوية بشعة قد تخلصها من البؤسُ الذي هي فيه.
من المحتملِ أنها ستفقدُ آخر خليةٍ عصبيةٍ لديها اليوم، ما إن ترى والدتها نتيجتها تلك!

لو امتلكت أماً أُخرى لكان الوضعُ مغايراً، ولو أنّ شقيقتها لم تكُن بذلك الذكاء المخيفِ لما تعرضت للإهانةِ والمقارنةِ بها
مراتٍ لا تحصى! لم يبث النور في قلبها ويشجعها على الاستمرار في هذا العيشِ المرير سوى والدها.
وهاهو قد أمسى تحت الترابِ فمن لها يا ترى؟ قد صارت من بعدهِ كفراشةٍ قُصّ جناحها الذي كان سّر جمالها!

ليـلة الميـلادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن