في ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
* .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عند عودة مارك إلى منزلهِ كان باسماً على غير عادته، اليومُ مميزٌ للغايةِ بالنسبة إليه؛ كيف لا وهو وجيمين الآن صديقان! لقد ظَّن أنَّ هذهِ هي نهايةُ الحربِ بين والدتيهما ولكنهُ لم يعلم بأنَّها ستكونُ عمَّ قريبٍ في أَوْجِها!
فتحَ لهُ السائِقُ باب السيارةِ لينزلَ منها مسرعاً، متشوقاً لإخبارِ والدته بما حدث، رآها جالسةً في البهوِ برفقةِ صديقاتها بينما يحتسينَ الشاي، فذهبَ لها من فورهِ قائلاً : مرحباًأمي! لنتُصّدِقيماحصل! لقدأصبحناأناوجيمينصديقين!أوليسَهذارائعاً؟
شردت لثوانٍ قبلَ أن تُجيبه بتعايبرَ تدُل على السعادة : حقاً؟إنهُلأمرٌرائعٌبالتأكيد! أنافخورةٌبكَياولدي! هياإذهبلتُبّدلَلكَالخادمةُملابسكَ،وسألحقَبكَعمّقريب. أنهت حديثها بقبلةٍ على وجنتهِ ليعانقها بسعادةٍ بدوره، وذلك وسط نظراتِ صديقاتها الحاسداتِ اللواتي احترقْن غيرةً مما شاهدنه، أحسّت هي بتلكَ الأسهُمِ الموجهةِ نحوها فابتسَمت نحوهنّ بفخرٍ وغطرسةٍ لا يسبقها بها أحد!
ودعتهُنَّ بعد مُدَّةٍ لتختَفي ابتسامتها الصفراءُ، وتحِّلَ محلها أماراتُ السخطِ الشديد، صعدت السلالمَ نحو غُرفةِ ابنها الذي ينتظرُ قدومها بفارغِ الصبرِ ليُخبرها عن التفاصيلِ الصغيرة، فقد أعجبهُ ذاك عندما قصَّ عليهِ جيمين بعضاً مما يفعلهُ مع أمّهِ عادةً.