في ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
*
.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بعد أن فتحَ لها السائقُ باب المقعد الخلفي، حطتْ قدمها -المزينة بحذاءٍ يسترُ قُصر قامتها- أمام بوابةِ منزلها الواسع، وابنها ذو السادسةِ يمشي خلفها بحذرٍ ثم ابتلع رمقهُ كونه على درايةٍ مسبقةٍ بالقادم؛ ما فعلهُ لن يُغتفَر بتلك السهولة.
غلّف الدفىء وجهه وحواسه، معلماً إياهُ بأنهُ داخل المنزل، خلعتْ والدتهُ كلاً من نظارتها العتيقةِ، ومعطفها الفاخر جانباً ثم أمرتْ بإخلاءِ غرفةِ المعيشة من الخدم، فامتثلوا لها جميعهم من دونِ كلمةٍ تُذكر، ونظراتهم مشبّعةٌ بالشفقةِ لمن يقبعُ خلفها؛ فاحمرارُ عينيها وكلامها الموجزُ لهيَ دلائلُ غضبها التي حفظها الجميع، وهو على رأسهم.
لم تستدِر نحوهُ، وإنما بقيَتْ مكانها تنظرُ في اتجاهٍ محدد وهو يترقّبُ العاصفةَ بعد كُل هذا الصمتِ والهدوء.
«مــاركمــارتـــن!»
دوى صراخها أخيراً معلناً عن بدايةِ انفجار مشاعر السخطِ داخلها، لم يكدْ يفتحُ ثغرهُ حتى أردفتْ بنبرةٍ عالية : أتدركُحجمَفعلتكَالسخيفةِهذه؟استدارتْ هذهِ المرة، وعيناها تفترسهُ بأسهمِ نظراتها الحانقة.
حاولَ قدر الإمكان أن يبقيَ ملامحهُ جامدةً، وألا يبديَ تأثراً بكلامها. ما سيفعلهُ أي طفلٍ في السادسةِ هو البكاءُ والخوف، لكنهُ ابنُ ماريان، وليسَ لهُ الحقُ بفعل ذلك؛ فلمْ يجبها بشيءٍ لتردفَ من جديد : ألاتعلمُمِقدارَالإهانةِالتيوجهَتلوالدتكَبسببفعلتكَتلك؟منسمحَلكَبفعلهاأصلاً! إنْطلبتُمنكَأنْتؤذيهُ،فحينهافقطتصرَفكمايحلولكَأيهاالشقي!