في ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
* .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قبل المغيب بقليلٍ، كانت إيڤـا تسير بينما تقضِمُ أظافرها بتوترٍ شديدٍ قاصدةً الشرطةِ، وذلك بعدما هاتفت الثنائيّ و أعلمتهما بما حصل معها، أسئلة شتى أخذت تتضاربُ في ثنايا عقلها، كيف حدث ذلك وقد كان معها منذ دقائق معدودات؟ أتُراه يمزحُ معها؟ماذا إن خُطِفْ! الإحتمالُ الأخير زاد الطين بلّةً، وزادَ من قلقها؛ لتسرع في سيرها بينما تتلفت باحثةً عنه، ولتشوشِ ذهنها، وقِلّة تركيزها فيمَ حولها؛ فقد اصطدمت بظهر أحدٍ ما، ممَّ جعلها تقع أرضاً إثر الصدمةِ، وتتأوه معتذرةً لمن أمامها جاهلةً بهويته، تمسكت بكفهِ الممدود ناحيتها، ثم نبست بتفاجئٍ حالما ميزت هيئته المألوفة : جونغكوك؟
«مرحباًجارتي!» نبس باسماً، وردت تحيته، لتخبرهُ بأمرها دون تفكيرٍ؛ إنَّهُ شرطيٌ، وقد ساعدها من قبلُ، فتحدثَ مكتفاً ذراعيه، بينما يهز برأسهِ : أنتِحقاًمهملةٌياإيڤـا! صمتت لثوانٍ تفكر فيمَ قالهُ، وقد بدا منطقياً جداً بالنسبةِ إليها «مهملة» أخذت تعيدُ تلك الكلمةَ في عقلها مراتٍ حتى توصلتْ لشيءٍ، وهو أنّها قد فشِلتْ في كلِ حياتها، فحتى رعاية الصغير لم تفلح فيها! أخذت كلماتُ والدتها تستحوذ على عقلها، معيدة إياها لأيامٍ جاهدت لنسيانها، غابت عن الوعي للحظاتٍ، بيدَ أنها أفاقت من شرودها حين الشعورِ بيدَي جونغكوك تمسح وجنتيها برفقٍ، بينما تعتلي الدهشةُ ملامحَه : أناآسفٌحقاً! لمأقصدجرحكِ؛لاتبكيأرجوكِ! هل هي تبكي حقاً؟ لم تشعُر بذلك إلا عندما نطق! أمسكت كفيه تنزلهما عن وجهها، مبتسمةً بانكسار : لابأسجونغكوك؛أنتَمحق،أنامهملةٌوفاشلة! أعلمُأننيكذلك! وضع سبابته أمام ثغرها، مانعاً إياها من إكمالِ ما تودُ قوله : هذهالكلماتلنتُعيدهإليكِ؛عليناالإسراعُبالبحثِعنهُبدلاًمنذلك! أومئتْ، ليشرعا بالبحثِ، بينما كان يتصل بالشرطةِ الآخرين، يعلمهم باختفاء الطفل الأشقر.