*
.فرّق أجفانهُ ببطءٍ فتبان عيناه الناعستانِ تتفحصانِ المكان من حوله؛ فهو غير مألوفٍ لهُ بالمرّة.
نظر ليسارهِ ليجدَ موقداً صغيراً و بجانبه شجرة ميلادٍ بسيطة، ثم نظر إلى جسده الملفوف
بفراشٍ دافئٍ وقد غادرته الحمى مسبقاً.
آخرُ ما يذكره هو الإستلقاء على الرصيف عقب نهر الخباز له.
تسلل صرير الباب الى مسمعه؛ مما جعله يغمض عينيه ويتظاهر بالنوم، ثم سمعَ صوتاً خافتاً أشبه بالغناء ففتح حدقتيه بحذرٍ، ثم فتحهما على مصراعيهما لما التقطتاه، تعرف على هيئتها التي لم تغب عن باله لحظة! وكيف له نسيان من كانت سبباً في سعادته؟اِستدارتْ ليقطع الشّك بالأمر اليقين، وتلاقت الأعين بينما إبتسامة دافئة قد رُسمت على محياها.
أهلكت المسافة بينهما، وجثت على ركبتيها تتفحص حرارته بينما كفها يتموضع على جبينه:
لقد ذهبت عنك الحمى، هل تشعر بتحسنٍ الآن جيمين؟
اكتفى بإيماءة وابتسامةٍ صغيرةٍ لينقل ناظريه للأسفل خجلاً، ثم شهق لتذكره أمراً هو بغاية الأهمية بالنسبة إليه
«ســــكـــويـــك!»
نبس بنبرةٍ قلقةٍ وملامحه قد تبدلت إلى الضياع«أتقصدُ ذلكَ القط؟ انتظرني لحظةً!»
أجابت مستقيمة بجذعها، ثم عادت بعد ثويناتٍ حاملةً قطه الذي ما إن لمح مالكه الصغيرَ
حتى فرَّ قافزاً نحوه، والآخر بدوره احتضنه بقوة.
«ما رأيكَ بالاستحمام مع صديقك اللطيف؟»
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
Fanfictionفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...