*
.استيقظت إيڤـا صباحاً، لتجِدَ جيمين لا يزالُ نائماً بجانبها، بينما كريس المسكينةُ تنامُ جالسةً على كرسيٍ قُربَ السرير، فركت عينيها واستعدلت في جلستها، لتُدركَ بعدها أنَّها قد عادت قادرةً على تحريكِ جسدها مرةً أخرى! فصرخت من فرطِ البهجة، مسببةً بذلكَ فزعَ كريستينا التي صرخت بصوتٍ مماثل : اللعنة! ما الذي جرى! وضعت إيڤ يديها على ثغرها حينَ تسببت في استيقاظِ صديقتها بفزعٍ، فأجابت بعد ثوان : أستطيع الحراكَ مجدداً كريس! وآسفةٌ لإيقاظكِ بهذهِ الطريقة! تقوست شقاهُ الأخرى إلى الأسفل مخاطبةً إياها : أهذا كل شيء؟ خِلتُ أننا تعرضنا لغزوِ الفضائيين أو شيءٍ كهذا! صوتكِ مرعبٌ يا فتاة.
ضحكت إيڤـا بخفةٍ، ثمَّ استقامت من مضجعها، لتقومَ بتغطيةِ الصغيرِ النائم قائلة : أُنظري إليه، كان بجانبي عندما صرختُ ولم يتحرك مطلقاً؛ لقد تسببت ليلةُ الأمسِ في إرهاقهِ بشدة! تبسَّمت في آخرِ حروفها وأحداثُ الأمسِ تترددُ في عقلها لتتنفسَ إثرها الصعداء بقلبٍ قد خفَّت الأحمالُ على عاتقه، وبالٍ مرتاح، ثمَّ راحت تعانقُ صديقتها بفرحٍ كبير : لا أصدقُ أننا تخلَّصنا من ذلك الوغدِ، وسنتخلَّصُ أخيراً من ماريان! ليسَ في يدها ما تفعلهُ بعد اليومِ، وأنا وجونغكوك في طريقها! بادلتها المقصودةُ العناقَ تُراقِصُ حاجبيها : أجل! أنتِ وجونغكوك، هذا ما يهم. شرزتها الأخرى بأسهمِ نظراتها وخدّاها متورّدان، فقامت بدفعها لتسقُطَ أرضاً، ثمَّ أردفت كريستينا ضاحكة : على رسلك! أنا أمزحُ يا سريعةَ الخجل، لما ردةُ الفعلِ العنيفةُ تلك؟
تجاهلتها إيڤـا، متجهةً إلى الباب : سأشتري قهوةً لنا، لن أتأخر!
أنت تقرأ
ليـلة الميـلاد
أدب الهواةفي ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...