في ليلةٍ ينعمُ الأطفالُ فيها بدفءِ العائلة، كان يفتقدُ سقفًا يحولُ بينهُ وبين ثلوج ديسمبر، وأبوينِ يغدقانه بالحب، فاحتوتْ ضعفهُ بلا مقابلٍ؛ يدفعها عطفها الذي تغمده، وكما أمسكتْ يديهِ وبثت فيه النور لتدبَّ في أوصاله الحياةُ بعد انطفائه، فقد كانت تلكَ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
* .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تنهدت بعمقٍ وهي تستذكر ماحدث معها منذ ايامٍ معدودة؛ ذلك اليوم لا يغيب عن بالها أبداً. شعور انها لم تعد نكرة بالنسبة لهذا العالم قد راقها كثيراً، أحست أخيراً أنها تعني شيئاً لأحدهم بعد أن اعتادت على انها لا شيء. نامت ليلتها براحةٍ تامةٍ وهي تستشعر انفاسه بالقرب منها.
اخرجت هاتفها المحمول من جيب سترتها وأخذت تمعن النظر في الصور التي التقطاها معاً بثغرٍ باسمٍ وعينين ملأهما الشوق.
اليوم هو أول يومٍ له في المدرسة، وقد إستطاعت أن تلمح في عينيه لمعةً عند مغادرتها لكنها سرعان ما تداركت الوضع وقامت بتهدئته قبل ان ينفجر باكياً، وقد جعلته يعِدُها بأن يمتنع عن البكاء في غيابها وان يجد الكثير من الأصدقاء.
شردت في الصورة التي التقطتها له قبل ذهابه الى المدرسة؛ لقد كان مظهره بالزي المدرسي أمراً يفوقُ القطط لُطفاً. دارت في خلدها أسئلة كثيرة، أبخيرٍ هو يا ترى؟ هل وجد أصدقاء جدداً ام أنه خجلٌ كعادته؟ أأخلف وعده لها وشرع بالبكاء أم أنّه لا زال صامداً؟
ابتسمت باتساعٍ ثم ضحكت بخفةٍ على ذاتها وفكرت أنها انسجمت في دور الأم بسرعة! «ماهذاالآن؟تحدقينبهاتفكِوتضحكينبرقة؟أمسكتُبكِإيڤـاريكس! أنتِحتماًواقعةٌفيالحب!» نبست صديقتها الشقراء بينما تضع صينية الطعام التي بين يديها على المنضدة، ثم وقفت متخصِّرةً امام التي أجابت بهدوءٍ مطلق «أجل،أناكذلك».