💙البارت السادس عشر💙

29.8K 902 84
                                    

فى غرفة داليا ....
ذهبت نور إليها لتجد الغرفه مظلمة بشده وهناك نور بسيط من الشباك على سرير داليا وجدتها تضم ساقيها إلى صدرها وتسند وجهها على قدمها وتنظر للأمام بشرود وعيناها منتفختان ولاكن من الواضح أن دموعها قد جفت ..!! نعم لقد جفت من كثره الهموم من كثره الظلم ...لقد اقسمت  أن تكون قويه ولا تبكى مره اخرى ...هى تره أن الدموع ضعف وهى ليست ضعيفه هى قويه ولاكن لكل انسان طاقه ولاكن مازالت طاقتها موجوده حته تنتهى من انتقامها من عمها الذى ظلمها وانتهك برائتها و أعاشها فى خوف لمدة سنوات طويله واهم شئ أنه لهو جزء كبير من حزن نور ورغبتها فى الانتقام تزداد يوم بعد يوم ....فليكفى أنه ظلم اعز أصدقائها التى بقيت سندا لها حتى بعد معرفتها حقيقه عمها ...مجرد التفكير فى حقارة عمها تزداد فتيلة الانتقام بداخلها رويدا رويدا .... اقتربت نور منها بهدوء ووضعت يد على كاتف داليا والتى كانت عينها حمراء تدل على غضبها وتوعدها لعمها ...ربتت نور على ظهرها فنظرت لها داليا نظرت قوه ولاكن تحمل الانكسار فأسرعت إلى حضن صديقتها فهو أمانها الوحيد بعد الظلم الذى عاشته هى تحتاج لمن يوسيها ويخبرها أن كل شئ بخير ...!! تحتاج أن تعامل كطفله بدلا من طفولتها التى سلبت منها قهرا ...هى فقت تريد الراحه كانت تريد البكاء لاكن دموعها تأبى النزول فكبريائها لا يسمح لها بذلك هى تريد القوه وسوف تحصل عليها فى داليا السيوفى التى نازعت القدر و اصبحت اصغر سيدة أعمال ...
نور بهدوء : داليا عيطى ....لا تعرف لماذا طلبت منها هذا لاكن هذا هو الحل هذا ما سوف يريح نارها التى بقلب صديقتها ...
داليا بقوه وعيناها ينطلق من الشرار  : وقت العياط  خلص دور ناس تانيه تعيط ...أما خليته يعيط بدل الدموع دم مبقاش داليا السيوفى ...هو عشان فاكرنى بنت مش هقدر اعمل حاجه يبقى غلطانه انا هوريه النجوم فى عز الضهر قربت نهايتك يا محمد يا سيوفى
نور مبتسمة بنصر : هى دى داليا الى عرفها ...ثم اكملت بجديه : لو فى حاجه خطر على حياتك مش هتكملى فى اللعبه ....
داليا بسخرية : خطر !!! ده انا جوايا نار تحرق مليون زيه انا مش هتراجع حتى لو كان فى أمل بس بعد الى سمعتوه عمرى ما هتراجع حتى لو بموتى ...ومتقلقيش أسهم سعد اعتبريها وقعت انا كنت عارفه من الاول بس بجمع معلومات انا مش غبيه للدرجادى.....اكتفت نور بهز رأسها لها ونظرات غموض منها لا يستطيع أحد فك شفراتها .....
______&______&_____&_____&_____&______&______&______&_____&______
فى فيلا فى الاسكندرية ....
كانت ورد تمسك بألوم صور ودموعها على خدها وتتحسس وجه جاسم فى الصوره ...كانت تبتسم بأنكسار ..لاتريد أن تضعف عزيمتها ولاكن ما بليد حيله فقد مرت اربع سنوات على موته ....نعم اعترفت بموته الان ولاكن هو حى بقلبها وعقلها وروحها ايضا !! هى مازلت تضع عطره على الوساده لتشعر بالأمان حتى ولو قليلا ...أجل هى تشعر بالخوف فى الليل حتى ولو كانت فى بيت والدها وهناك حرص ولاكن هذا ليس مبررا بأن لا تشعر بالامان إلى فى حضنه هو .. نزلت دموعها مره اخرى فهى اشتاقت لحضنه الدافئ الذى يمنحها الامان ....دخلت والدتها للغرفة لترا كالعاده ابنتها تمسك صورة زوجها الراحل كما يعتقدون و تبكى ...لقد وبختها كثيرا فهى لا تهتم بأطفالها هى من تراعهم ومن تلعب معهم حتى انها تتيقن أن ابنتها لا تعرف عمر أطفالها ...هى فقد فى دوامة الماضى لها ...هى تدعى على من السبب مرارا وتكرارا  أى بالاخص تدعى على نور فهى من بخت سمومها لورد أن نور هى الفاعله لأنها كانت ترى أن نور تأخذ زوج ورد منها لا تعرف حقيقه علاقة نور وجاسم ....
الأم موبخه : انتى هدنك كل يوم كده بقالك اربع سنين وانتى قاعده نفس الاقعده دى ايه مزهقتيش ده بدل ما تترحمى عليه وتكملى حياتك وتتجوزى وانتى لسه صغيره كده ...عند هذه الكلمه لم تستحمل توبيخ أمها ...نعم !! ايعقل أن تكون لغيره !!! احدا غيره يلمسها !! احد اخر يشاركها حياتها وغرفتها غير معشوقها !!! ابدا هى اقسمت انها سوف تظل لهو فقط حتى تموت ...لم تسمح بغيره أن يدخل قلبها وعقلها غير معشوقها ....
نور بغضب ممزوج بصراخ : لحد اتجوز وبس انا عمرى ما هتجوز على جوزى هيدنه اسمى على اسمه ...محدش هيلمسنى غيره ..محدش هيدخل قلبى وعقلى غيره انتى فاهمه الى بقوله حتى لو مات هو عايش فى قلبى مش هسمح لحد يجى ويشاركنى قلبى ...
الأم بغضب: يعنى انتى عاجبك نفسك كده طول اليوم قاعده فى الاوضه و بتاكلى وبترجعى تانى ده حتى عيالك انتى مش بتشوفيهم بالايام انتى عارفه اصلا هما عندهم كام سنه !! بيحبو ياكلو ايه ؟! عاارفه هما بيحبو ايه ولا بيكرهو ايه ؟!  انتى تعرفى هما عندهم حساسيه من ايه ؟! ثم أكملت بسخريه : كتر خيرك اصلا انك عارفه اسميهم ....صدمة نور من حديث والدتها ولاكن هى على حقك ولاكن هى تقسم انها تعرف كل شئ عنهم هى تتابعهم من بعيد لبعيد هى حتى تذهب لحضانتهم وتشاهدهم يلعبون هى تسهر بجانبهم حين يكونو مرضة .. هى اوهمت الجميع هذا خوفا من أسئلة أطفالها عن ولادهم ...هى ليس لديها الشجاعه أن تخبرهم انهو ايتام !!
ورد بهدوء : انا عارفه كل حاجه عارفه أن ولادى فى كيجى وان  وعارفه أن اياد بيحب المكرونه الباشميل وعارفه أن معاز بيحب الأكل الى مش دسم رغم سنه الصغيره عارفه انهم بيكرهو الكوسه عارفه ان اياد عنده حساسيه من الفراوله ورغم كده بيحبها جدا ثم اكملت بسخريه : خدى التقيله بقا انك لما بيكونو عيناين بسهر جنبهم ....صدمة والدتها من كل شئ حتى هناك اشياء لا تعرفها حتى ....
الأم بصدمه : طب ليه بعيده عنهم ليه محسساهم أنهم ايتام الأب ولا الأم مع أن ده أهم سن لازم تكونى فى جنبهم وفى ضهرهم..
ورد بدموع : عشان هما فعلا يتامى عشان لو سألونى بابا فين مش هيجيلى قلب اقول لأطفال أنه مات مش هقدر أقلهم أنهم يتمى فهمتى ...كانت فى كل كلمه تشهق بقوه ودموعها تنهمر .. رق قلب والدتها عليها وذهبت وضمتها إلى صدرها حتى لو كانت تقسى عليها فهى فى الاخير والدتها .. 
الأم بحنان : منها الله يا بنتى إلى كانت السبب .. انتفضت ورد من حضن أمها حين سمعتها تدعى على صديقتها فهى فهمت أن والدتها تتحدث عن نور تحديدا ....
ورد وهى تمسح دموعها : ماما لو سمحتى انا قلتلك متدعيش عليها
الأم ببعض الحده: لسه بدافعى عنها بعد الى عملته فيكى ...
ورد ببسمه منكسره : ده قدر ومهما كانت عملت هى هدنها صحبتى واختى نور جميلها عليا كتير .. ثم ذهبت إلى أطفالها فقد قررت أن تتقرب لأطفالها فالبعد ليس طريقه للهروب..  وتركت والدتها غاضبه من كلامها....
______&______&_____&_____&______&______&______&______&_____&______
فى المعسكر .....
كان اسر يمشى فى المعسكر بشرود ولاحظ نور تجلس فى مكان بعيدا نسبيا عن المعسكر وتجلس شارده ...فذهب إليها وربت على كاتفها
اسر بهدوء : ممكن اقعد
نور بسخرية : ما انت قعد خلاص
اسر بمرح : خلاص يا ستى مالك هتكلينى ولا ايه ده انا حته حليوه وقمور .. ثم غمز لها ...جاهدت فى عدم الأبتسام ولاكن فشلت فى النهايه ظهرت ابتسامه صغيره على شفتيها ...
اسر بمرح لك يعتد عليه من سنوات : اهو فكيها يا ستى مش مستهلا
نور بغموض : مفيش حاجه تخلينى ابتسم فى حياه مفيهاش غير الظلم والحقد والنهب والسلب
اسر بهدوء : مش كله كده ...بس معظمهم كده بس كل الى علينا اننا ندعى ربنا للطريق الصح ويبعدنا عنهم ...
نور بشرود : وهتبعدهم ازاى وهما حواليك ومعاك ...نظر لها اسر بعد فهم فهى غامضه كثيرا..
اسر بأستغراب : ازاى ...
نور مغيره للموضوع : سعد اعترف بكل حاجه
اسر بصدمه فهو لم يصدق أن يعترف سعد : ازاى
نور رافه حاجبها : هو ايه الى ازاى
اسر ومازال مصدوما : ازاى اعترف
نور بغرور مصطنع : سر المهنه بقا ...ثم وقفت وتركته وذهبت تحت صدمته التى لم تزل بعد ....
_____&_____&_____&____&____&_____&______&_____&_____&_____&____
فى منزل عز الدين ...
كان يجلس بغرفنه ويتذكر أيامه الأولى مع سميره فكم كانت مجروحه و صوت الانكسار بصوتها ولاكن رغم كل ذالك كانا تحاول أن تبين أنها قويه ....وابتسم حين تذكر اول كلام بينهم ...

الوحش الكاسر انثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن