بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثاني
****************
اتجهت ليلاف الى داخل الجامعة بينما تتبعها نظرات افيندار الذي ما ان تأكد من دخولها بأمان حتى انطلق بسيارته مسرعاً بأتجاه الشركة بينما كانت ليلاف تسير رآت صديقتها تتجه اليها مسرعة فأبتسمت لها واحتضنتها وهي تقول
ليلاف: عامله ايه ياسارة؟ وحشاني والله
سارة: بأبتسامة: انا كويسه الحمد لله
قوليلي انتِ عامله ايه وافيندار عامل معاكِ ايه ؟
ليلاف: بحزن: كويس بس بابا واحشني اوي
سارة: معلش يا حبييتي ربنا يرجعه بالسلامه ان شاء الله
ليلاف: انا معرفش هو ليه مرضاش يأخدني معاه عشان ابقى جنبه فترة علاجه
سارة:بمواساة: معلش انتِ عارفه باباكي بيحبك اد ايه واكيد مكنش عايز انك تشوفيه وهو بيتعذب ربنا يهون عليه مرضه ويرجعه بالسلامه ان شاء الله
ليلاف: ان شاء الله ،قوليلي بقى انتِ
عامله ايه مع مراد؟
سارة: محاولة الابتسام: مراد كويس ،لسه معرفناش نفهم بعض وفيه بينا مشاكل كتير بس انا متأكده اننا هنقدر نعدي المشاكل دي كلها
ليلاف: ربنا معاكِ يا حبيبتي يارب
سارة: يارب ،يلا بينا بقى على المحاضرة عشان فاضل عليها خمس دقايق بس
ليلاف: حاضر يلا بينا
اتجهت ليلاف وسارة الى المحاضرة بينما كلاً منهما تفكر في حياتها وما يحدث بها **********
خرج مهران من غرفته واتجه الى الاسفل فوجد ابناءه الاثنان يجلسان معاً لتناول الافطار فأقترب منهم وهو يقول
مهران: صباح الخير يا ولاد عاملين ايه ؟
ايهم: الحمد لله يا بابا حضرتك عامل ايه ؟
مهران: انا كويس الحمد لله
اياس: بعتاب: كويس ازاي يا بابا والبودي جارد بيقول ان حضرتك رجعت متأخر وفيه بنت وصلتك وكنت تعبان جداً ومش قادر تمشي حتى وعرفوا ان جاتلك غيبوبة سكر
ايهم:بتساؤل: اه صحيح وليه مأخدتش البادي جاردز معاك وانت خارج امال هما لازمتهم ايه وبيقبضوا فلوس ليه ؟
مهران: انا قولتلكم كذا مره انا مش بحبهم بحس انهم بيقيدوا حركتي وكمان انا كل اللي عملته اني خرجت اتمشيت شويه وروحت مطعم
اياس: مدام كدا بس غيبوبة السكر جات من ايه
مهران: انا بس مأخدتش الدواء بتاعي امبارح ولما روحت المطعم مكنش ليا نفس اكل فشربت قهوه ساده عشان كدا تعبت مش اكتر
ايهم:بذهول: يا نهار ابيض يا بابا مش الدكتور
مانع عن حضرتك القهوة بتشربها ليه بس
مهران: هو الدكتور ده بيفهم حاجه ،انا مقدرش اقعد يوم واحد من غير القهوه دي حاجه اساسيه ،وكمان خلاص الموضوع خلص وانا بقيت كويس
تنهد ايهم وهو ينظر ليأس ثم نظر لوالده مرة اخرى وهو يقول بحزم
ايهم: لو سمحت يا بابا احنا ملناش غير حضرتك في الدنيا دي كلها عشان خاطرنا خلي بالك من نفسك وخد الادوية بتاعتك في معادها
مهران: حاضر متقلقش ،قولي صحيح
يا اياس انت مسافر النهاردة
اياس: ايوه يا بابا لازم اروح فرع الشركة اللي في انجلترا عشان في حاجات جدت ،محتاج حاجه اعملها قبل ما اسافر
مهران: لا يا بني تروح وترجع بالسلامه ان شاء الله
ايهم: وهو يقف: تمام يلا بينا يا اياس عشان اوصلك قبل ما اروح الشركة هتيجي معانا ولا ايه يا بابا
مهران: لا اسبقوني انتوا يا ولاد وانا هروح المطعم بتاع امبارح اشكر البنت اللي ساعدتني دا انا حتى امبارح نسيت انها جات بعربيتي
وانها هترجع بتاكسي ومعزمتش حتى عليها ان حد يوصلها
ايهم: بأستنكار:بس ازاي البنت دي توصل واحد غريب متعرفش عنه حاجه فوقت متأخر كدا دي شكلها مستهتره
مهران: متحكمش على الكتاب من عنوانه يابني في ناس كدا بتحب تساعد غيرها من غير ما تفكر في اللي بتعمله ده صح ولا لا
اياس: وهو يقف: بابا عنده حق ياايهم وانا من رأيي تعالوا وصلوني المطار وروحوا مع بعض المطعم ،يلا بينا بقى عشان الحق الطيارة
تحركوا ثلاثتهم الى الخارج ليستقلوا جميعاً سيارة ايهم وتبعتهم السيارة الخاصة بالحراسة
********
تابعت بيلسان رواد المطعم ونظرات الرضا على وجههم بسبب سعادتهم بمستوى الخدمة التي تتقدم لهم وعلى الرغم من تذمرات العاملين لديها بسبب تكدس العمل عليهم بسبب قلة عددهم الا انهم يقومون بعملهم بصورة رائعة ،لاحظت اقتراب احدى النادلات منها ووجهها يبدوا عليه الشحوب فأقتربت منها مسرعة وهي تقول
بيلسان: مالك يا مروة وشك مصفر كدا ليه انتِ تعبانه ؟
مروة: معلش يا انسه بيلسان انا لازم امشي دلوقتي جوزي كلمني وقالي ان ابني وقع على رجله اتكسرت
بيلسان: لا حول ولا قوة الا بالله ،روحي يا مروة وخدي اسبوع اجازه ومتقلقيش مرتبك هيكون كامل
مروة: الف شكر يا انسه بيلسان انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي
بيلسان: ملوش داعي يلا روحي غيري هدومك وانا هنزل مكانك
اسرعت مروة لتغيير ملابسها وتبعتها بيلسان لتقوم بأرتداء الزي الخاص بالنادلات لكي تحل محل مروة في العمل وعلى الرغم من شعورها بالارهاق بسبب قلة ساعات نومها فقد اضطرت للأستيقاظ مبكراً لتوصيل توليب الى المطار ثم عادت مباشرة الى المطعم حتى تقوم بفتحه لاستقبال الرواد الذين يأتون لتناول وجبة الافطار ،ما ان انتهت من ارتداء الملابس الخاصة بالعمل حتى اتجهت الى الخارج لتباشر عملها دون ان تمنح نفسها لحظة واحدة لتتذكر حياة الطرف التي كانت تحياها سابقاً
**********
كان داغر يجلس بجوار افيندار الذي يراقب ما تفعله ليلاف ولم يلاحظ مراقبة داغر له سوى عندما استمع له وهو يقول
داغر: هي وحشاك اوي كدا ،امال لو مش متجوزين بقى
افيندار: بسخرية: اللي يسمعك بتقول كدا يقول انك متعرفش اللي فيها يعني
داغر: بتنهيدة: للأسف عارف ولغاية دلوقتي انا مش عارف ايه اللي يخليك تفضل على الوضع ده ومتقولهاش انك بتحبها وعايزها تبقى مراتك بحق وحقيقي
افيندار: بحزن: مقدرش اقولها طبعا
انت عارف اد ايه ليلاف حساسه واخاف اقولها كدا تفتكر اني بضغط عليها وخصوصاً انها لسه صغيره وموضوع جوازنا ده جه بوظ كل حاجه
داغر: والله انا من رأيي انك تقولها انك بتحبها وزي ما تيجي تيجي بقى مهو انت مش هتفضل عايش بالطريقه دي انت من وانتوا صغيرين
وانت بتحبها بس عمرك ما فكرت تصارحها
افيندار: بتنهيدة: انا عارف كدا كويس وكنت ناوي اصارحها لما ييجي الوقت المناسب بس سفر بابا وماما ومع عمي وجوازي انا وليلاف عشان متقعدش لوحدها ده كله اجل الموضوع بتاعي
تنهد داغر على حال شقيقه ورفع بصره لينظر الى ليلاف ولكن بدلا من ذلك وجد نفسه ينظر الى الماس التي كانت تبتسم على شيء ما قد قالته ليلاف وما ان تلاقت نظراتهم حتى عبست في وجهه بحدة فشعر بالذهول وهو يفكر في ما فعله لها الان ليستحق هذا الوجه العدائي وقبل ان يتحدث دلفت زوجة خاله الى الغرفة وهي تقول
زوجة خالة: منورين والله يا افيندار بقالنا كتير مشفناش حد فيكم
افيندار: معلش يا طنط سامية شوية
مشاغل والله ،امال خالي فين ؟
سامية: لسه مرجعش من الشغل انت عارف الشركة بتاعته دخلت مناقصه جديده والشغل فيها كتير
داغر: ربنا يقويه يارب ،اهم حاجه نشوفه قبل ما نسافر احنا مش عارفين هنقعد هناك اد ايه
ليلاف: ليه مش المهمه شهر واحد بس
الماس: ايوه بس منعرفش هنقابل ايه هناك فالمهمه ممكن تكون اقل من شهر او اكتر من شهر
سامية: ربنا يقويكم يارب ،اهم حاجه خلي بالك من الماس يا داغر
داغر: متقلقيش يا مرات خالي الماس في عنيا ،رغم انها مش محتاجه حد يخلي باله منها
نظرت له الماس بسخرية فهي الوحيدة التي التقطت نبرة السخرية في حديثة فصرت على اسنانها حتى لا تقوم بالقفز عليه وتحطم وجهه بقبضتها
*********
جلس ايهم امام والده على الطاولة بأنتظار حضور تلك الفتاة المدعوة بيلسان التي لم يكف والده عن الحديث عنها منذ ان قاموا بإيصال اياس الى المطار ،رفع بصره ينظر في ارجاء المطعم فوقعت عينيه على فتاة تتجه
اليهم ولاحظ على الفور لون شعرها الاحمر الغريب الذي تعقده خلف ظهرها بينما تسللت منه بعض الخصلات التي سقطت على وجهها الابيض لتزيد ملامحها جاذبية ،لاحظ وقوفها بجوار طاولتهم ووقوف والده لتحيتها فوقف هو ايضاً وهو يستمع لوالده يتحدث معها قائلاً
مهران: ازيك يا بنتي عامله ايه ؟
بيلسان: انا الحمد لله ،حضرتك عامل ايه النهاردة
مهران: انا كويس الحمد لله انا جيت النهاردة مخصوص عشان اشكرك على اللي عملتيه معايا امبارح وبعتذر عشان مخلتش واحد من الحرس يوصلك
بيلسان: بأبتسامة: حصل خير انا رجعت بتاكسي ،تحبوا اجبلكم ايه ؟
مهران: استني بس اعرفك الاول على ايهم ابني الكبير ايهم ..ثم نظر لايهم ..ودي يا ايهم بيلسان اللي حكيت ليك عنها
ايهم: وهو يصافحها: اهلا بحضرتك وشكرا على اللي عملتيه مع بابا امبارح
بيلسان: بخجل: لا شكر على واجب ،اي حد كان في مكاني كان هيعمل نفس اللي انا عملته
مهران: ربنا يباركلك يا بنتي يارب ،هاتيلي بقى انا وايهم نتغدى حاجه كدا على زوقك
بيلسان: حاضر تحت امر حضرتك ،ثواني ويكون الاكل عند حضرتك
تحركت بيلسان مبتعدة بينما نظر ايهم لوالده وهو يقول
ايهم: ولزمته ايه الاكل هنا يلا اروحك الفيلا عشان اروح انا الشركة
مهران: يعني هي الشركة هتطير لو مروحتهاش النهاردة ،اعتبر نفسك اخدت اجازه
نظر ايهم لوالده بأستسلام واخذ ينظر حوله ويتأمل ديكورات المطعم التي
اعجبته منذ ان دلف الى داخله ،وفكر في ان المطعم رغم بساطته الا انه يبعث الراحة في النفس
*********
دلفت الماس الى حجرتها بعد رحيل اقاربها واخذت تقوم بترتيب حقائبها استعداداً للسفر في اليوم التالي عندما دلفت والدتها الى الغرفة وجلست على الفراش وهي تقول
سامية: هتوحشيني اوي في الفترة اللي هتغيبي فيها دي
الماس: وانتي كمان هتوحشيني يا ماما والله ،وان شاء الله اول ما اخلص المهمه هرجع على طول
سامية: ربنا يقويكي يا الماس يارب وافرح بيكي قريب وانتِ في بيت العدل ان شاء الله
نظرت الماس لوالدتها فهي تعلم جيداً ماذا تعني والدتها بهذا الحديث فحاولت تغيير مجرى الحديث وقالت
الماس: انا هسافر واسيبك انتِ وبابا لوحديكوا مش عايزه شقاوة ههههه
سامية: بتغيري الكلام ماشي يا الماس انا مش هضغط عليكِ بس عايزه اقولك حاجه يا بنتي داغر عمره ما حس بيكي ولا هيحس لانه شايفك اخت ليه مش اكثر فمش معقول تفضلي طول عمرك كدا لوحدك وبترفضي اي كلام في الجواز
الماس: محاولة الابتسام: متقلقيش يا ماما انا عارفه كويس ان داغر مش بيحبني وانا خلاص مبقتش افكر فيه اصلا ،كل الحكاية اني مش عايزه ارتبط بأي حد دلوقتي مش اكتر ولا اقل
انهت الماس حديثها وعادت لما كانت تفعله منذ قليل بينما راقبتها والدتها بحزن فهي تعلم جيداً ان ابنتها لا تقول الصدق ومازالت غارقة في غرام داغر الذي لا يشعر بها
*******
اغمضت توليب عينيها برعب بينما تشعر بالطائرة تهتز بصورة مقلقة فمنذ عشر دقائق وهذا الاهتزاز لم
يتوقف بسبب اقتراب حدوث عاصفة ،شعرت بالرعب وهي تتذكر كافة الافلام التي قامت بمشاهدتها عن تحطم الطائرات ووفاة ركابها ،فتحت عينيها وابتسمت بسخرية وهي تلوم تفكيرها الطفولي ولكن ما لبثت ابتسامتها ان اختفت عندما اهتزت الطائرة بعنف وسقطت اقنعة الاكسجين في كل مكان فنظرت بطرف عينيها للخارج لتتسع عينيها بفزع وهي ترى الجناح الايمن للطائرة مشتعل بالكامل وسمعت صوت قائد الطائرة وهو يخبرهم انهم قد فقدوا للتو محرك الطائرة الايمن ،رفعت كفيها وضمتهم برعب وهي
تفكر انها الان في لحظاتها الاخيرة في الحياة ،لاحظت على الفور ان كل من حولها يحتضن من بجواره ومن معه عائلته يقوم بأحتضانهم وكأنه يريد توديعهم ،اغمضت عينيها لتبكي بحرقة وهي تتذكر والديها وبيلسان فلن تتيح لها الفرصه حتى لتوديعهم ،اتت صورة عدي امام عينيها وهو يبتسم لها ففكرت هل حان وقت ذهابها اليه ،اهتزت الطائرة بعنف اكثر لتصطدم رأسها بالنافذة وتشعر بالسائل الدافئ الذي يسيل على وجهها فلم تجرؤ ان تفتح عينيها لترى ما حدث واستمعت صوت الصرخات تتعالى من حولها قبل ان تسقط في فوهة سوداء لا مفر منها وهي تفكر في عائلتها وكيف سيكون وقع خبر وفاتها عليهم
******
اتجهت ليلاف الى غرفتها لتنال قسط من الراحة فقد عادت من الجامعة الى منزل الماس لذلك تشعر بالارهاق الشديد يسيطر عليها ،لاحظت ان افيندار يقف في الشرفة ويبدوا انه منشغل بالهاتف فأرادت ان تخبره انها ستنام قليلا وليوقظها اذا احتاج الى شيء ،ما ان اقتربت منه حتى سمعته وهو يتحدث في الهاتف ويقول
افيندار: يابابا انا كل اللي عايز اعرفه انتوا هترجعوا امتى؟
افيندار: لا طبعا بس كل الحكاية اني عايز اخد قرار في موضوع معين والقرار ده مش هعرف اخده غير لما ترجعوا
افيندار: خلاص يا بابا هصبر ،اهم حاجه دلوقتي عمي عامل ايه ؟
لم تستمع ليلاف لباقي الحديث فقد استشفت انه يريد عودة والديه سريعاً حتى يتمكن من التخلص منها في اسرع وقت ،لا تعلم لماذا شعرت بالالم في قلبها من مجرد التفكير في انها مصدر ازعاج لافيندار فلم يشعرها يوماً انها كذلك بل كان دائماً متواجداً بجوارها متى احتاجته ،تنهدت بتفكير وهي تفكر في ان
افيندار قد فعل الكثير لها بينما لم تفعل له هي اي شيء ،تنهدت بحيرة وهي تجلس على فراشها وتفكر في ما بأمكانها فعله لترد لافيندار بعض مما فعله معها
*********
أنت تقرأ
رواية العذاب انتِ... انجي عصام الدين .... مكتملة
ChickLitالمرأة كائن ضعيف، من هو الاحمق الذي قال ذلك؟ المرأة هي الام والشقيقة والزوجة هي نصف الحياة اعتقدوا ان بأمكانهم هزيمتها ولكنهم لم يعلموا انهم اذا كانوا تلاميذ الشيطان فأنها معلمته