الفصل ال 26

1.5K 58 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل السادس والعشرون
💜💜💜💜💜💜💜
دلفت توليب بجوار اياس الى الفيلا الخاصة بمهران حتى تطمئن على بيلسان فقد اخبرهم ايهم انه سيأخذها الى منزله وما ان رأت ايهم الذي يقف امام باب احد الغرف وبجواره والده حتى اتجهت اليه وهي تقول بقلق
توليب: طمني يا استاذ ايهم ،بيلسان كويسه ،هي فين ؟
ايهم: بهدوء: بيلسان جوه والدكتور/
معاها ودلوقتي يخرج ويطمنا كلنا عليها ان شاء الله
اياس: هو فيه حاجه حصلت ليها ولا ايه ،كاسبيان كان بيقول انها كويسه
مهران: دلوقتي الدكتور يطمنا عليها
في تلك اللحظة خرج الطبيب من الغرفة وما ان وقف امامهم حتى تحدث قائلاً
الطبيب: الحقيقة الانسة بيلسان عندها صدمة عصبية حادة ولازم تحاولوا على اد ما تقدروا انكم تخرجوها منها اما بالنسبه للجروح الى في رأسها والكدمات ان شاء الله مش هتسيب اثر ،انا اديتها منوم وهتنام لغاية /
بكره لان النوم احسن ليها من اي حاجه دلوقتي
مهران: ان شاء الله ،شكراً يا دكتور
الطبيب: لا شكر على واجب انا معملتش حاجه
ايتعد الطبيب وسار معه اياس ليرشده لطريق الخروج بينما دلفت توليب الى داخل الغرفة لتطمئن على بيلسان ولاحظ مهران شرود ايهم والحزن الواضح على وجهه فتحدث اليه قائلاً بصوت هادئ
مهران:هتعمل ايه مع بيلسان يا ايهم؟
ايهم: هتجوزها يا بابا  ،هجيب ابوها من تحت الارض واتجوزها /
انا لا يمكن اسيبها لوحدها تاني
مهران:بتنهيدة: عين العقل يا بني بيلسان محتاجه اننا كلنا نكون جنبها الفترة اللي جاية ومينفعش نسيبها مهما يحصل بس هتعمل ايه في التحقيق
ايهم: انا هكلم زيدان واقوله يباشر هو التحقيق ده وكمان هي كانت بتدافع عن نفسها ،المهم دلوقتي نخلص كل الاجراءات عشان كتب الكتاب
اياس: وهو يقف بجوارهم: انت بتتكلم جد يا ايهم هتتجوز بيلسان ايهم: ايوه يا اياس انا بحبها ومش هسيبها مهما حصل/
حرك اياس رأسه بالايجاب ونظر بأتجاه توليب التي تخرج من الغرفة ويبدوا على وجهها البكاء الشديد واقترب منها وقال
اياس: اهدي يا توليب بيلسان هتكون كويسه ان شاء الله
توليب:ببكاء: مش قادره يا اياس انت مشفتش هي عامله ازاي دا بهدلها اوي منه لله ربنا ينتقم منه
مهران: رامز خلاص مات يا بنتي مبقاش يقدر يأذيها تاني مهما حصل
بكت توليب مرة اخرى وحاول اياس تهدئتها حتى تكف عن البكاء
💜💜💜💜/
صرخت الماس برعب عندما استمعت لصوت الطلقة النارية واغمضت عينيها حتى لا ترى وجه داغر الفاقد للحياة ولكن ما جعلها تفتحها بذهول هو صوت داغر الذي يتحدث اليها ويبدوا على وجهه القلق الشديد
داغر:انتِ كويسه يا الماس ،افتحي عنيكي ارجوكي
فتحت الماس عينيها فرأت ان الغرفة قد امتلئت بأفراد الشرطة فنظرت بأتجاه المجرم فوجدته قد فارق للحياة ،ارتجف جسدها وبكت بقوة دون ان تعلم ما سبب بكاؤها ،شعرت بأحتضان داغر لها فأذدادت /
وتيرة بكاءها وهي تفكر انها كادت ان تقتل او تتسبب في مقتل داغر الذي اتى الى هنا ليعثر عليها ،شعرت بالالم يزداد في رأسها ثم فقدت الشعور بكل ما حولها .
لاحظ داغر ان الماس قد صمتت وارتخى جسدها بين ذراعيه فشعر بالقلق الشديد عليها وخاصة جرح رأسها الذي ينزف بغزارة ،انتبه لصديقة الذي جثى بجواره وهو يقول
محمود: انت كويس يا داغر ؟
داغر:بتساؤل : محمود ،انت اللي بلغت البوليس؟
محمود: ايوه ،لما اتأخرت عرفت/
انك اكيد في ورطه ،لازم نروح المستشفى حالاً لان انت بتنزف والماس كمان بتنزف
داغر: حاضر ،عندك حق
اعتدل داغر وحمل الماس بين ذراعيه رافضاً اي معاونة ممن حوله فلن يدع اياً منهم يلمسها ،تجاهل الالم المتزايذ لجرحه وسار بها حتى وصل الى سيارة الاسعاف المتوقفة بالخارج وما ان وضعها على الفراش حتى سقط ارضاً غائباً عن الوعي
💜💜💜💜
في اليوم التالي
دلف ايهم الى داخل الغرفة الخاصة/
ببيلسان فوجدها تجلس على الفراش وتنظر امامها بشرود فجلس على المقعد المجاور للفراش وتحدث بصوت خفيض وهو يقول
ايهم: انا اتكلمت مع معتصم وعرفت مكان باباكي ،النهارده هروح ليه عشان اكتب كتابي عليكي ،انا عارف ان دي انانيه مني لما استغل فقدك للأهليه واتجوزك من غير موافقتك بس صدقيني انا بحبك وبعمل كل ده عشان بحبك مش عشان اي حاجه تانيه ،انا كل اللي انا عايزه انك تكوني في امان واني اقدر احميكي بجد من اي حاجه ممكن تحصل ليكي
صمت ايهم ونظر لبيلسان /
التي لم تتحرك من مكانها او تنظر اليه بل استمرت بالنظر بشرود للأمام وقبل ان يشعر باليأس رأى الدموع التي تنهمر على وجنتيها فأقترب منها واخذ يمحو تلك الدموع بأنامله بحنان شديد وشعر بأن عينيه هو الاخر امتلئت بالدموع عندما مرت انامله على وجنتيها المكدومتين فرفع بصره لتتلاقى اعينهم وقال بصوت خفيض هادئ
ايهم: بلاش اكون سبب في دموعك انا كل اللي عايزه انك تكوني بأمان ،انا بحبك يا بيلسان ومش عايز اي حاجه تانيه من الدنيا غيرك ،ومستعد استناكي يوم ،شهر او حتى سنه/
عشان ترجعي بيلسان بتاعت زمان ،بيلسان القويه اللي مفيش اي حاجه تقدر تكسرها مهما كانت ،ارجوكي كفايه عياط ،وحاولي تتكلمي معايا ،قولي اي حاجه ،اصرخي عيطي بصوت عالي كسري اي حاجه حواليكي بس متسكتيش كدا ،متحسسنيش انك جسم من غير روح ،ارجوك يا بيلسان وحياة اغلى حاجه عندك حاولي تتكلمي وصدقيني هعمل اللي انتِ عايزاه
لم تجيبه بيلسان ولكن عينيها اتجهت اليه بصمت فأبتسم ايهم اليها وهو يحاول ان لا تنتصر عليه دموعه وتنهمر على وجنتيه ورفع كفها/
وطبع قبلة هادئة على باطنه وهو يقول بهدوء
ايهم: انا هتجوزك عشان اقدر احميكي من كل اللي حواليكي ،عشان اقدر احضنك من غير ما اكون بعمل حاجه غلط وصدقيني كفايه عليا انك تكوني جنبي مش هطلب منك اي حاجه تانيه
انهى ايهم حديثه ولكن خاب امله عندما لم تجيبه بيلسان ولكن ما منح قلبه الامل هو انها لا تحيد بعينيها عنه وكأنها تخشىى ان يختفي من امامها ان فعلت ذلك
💜💜💜💜/
سار داغر بأتجاه غرفة الماس بمساعدة افيندار الذي كان يسير بجواره على مضض وهو يقول
افيندار: انا مش عارف ليه انت بتعند ،الدكتور قال انها لسه مفاقتش وقال انك محتاج ترتاح عشان الدم اللي انت نزفته وبردوا مصمم انك تروح ليها
داغر: بألم: مش قادر مشوفهاش يا افيندار ،انا قلقان عليها اوي وخصوصاً انها لسه مفاقتش ،قلقان ليحصل ليها حاجه
افيندار: متقلقش هي هتكون كويسه الحمد لله وكمان الدكتور قال انها نايمه عشان كان بقالها فتره مأكلتش/
حاجه ونزفت كتير انما هي كويسه
داغر: معلش اشوفها بردوا واطمن عليها
سار افيندار بجوار داغر ببطء حتى يجاري سيره المتعب وشرد تفكيره في ليلاف التي ذهبت بالامس مع والديه الى منزلهم ولم تتحدث معه او تجيب على اتصالاته على هاتفها فعلم انها غاضبة منه ،تنهد بحيرة فهو يريدها ان تصبح اقوي ،يريدها ان تعلم ان الحياة مليئة بالخير والشر ويجب ان تكون قوية لمجابهة الشر فالاستسلام ليس الحل المناسب لمشاكلنا ،لاحظ توقف داغر/
فوقف هو ايضاً وهو يلاحظ انهم اصبحوا امام غرفة الماس فترك داغر يدلف بمفرده ليحظى بالخصوصية التي يحتاجها ووقف بالخارج يفكر في معشوقته التي لا تريد التحدث معه
💜💜💜💜
ضمت ليلاف ساقيها الى صدرها واستندت بظهرها على ظهر المقعد الذي تجلس عليه وهي تفكر في تخلي افيندار عنها وارسالها لمنزل والديه ،تنهدت بحزن فهي لم تفكر يوماً انه قد يتركها بمفردها فمنذ ان تأكدت من مشاعره تجاهها وهي تشعر انه هو كل ما لديها في الحياة واذداد /
هذا الشعور بعد وفاة والدها ،هبطت دموعها على وجنتيها وهي تفكر في والدها الذي توفى وتركها بمفردها فتلك المرة الاولى التي تشعر فيها بالوحدة فقد كان افيندار دائماً بجوارها ويتحمل كافة تقلباتها المزاجية دون شكوى او ملل ،خرجت من شرودها على رقية التي جلست على المقعد المقابل لها وهي تقول بحنان
رقية: بتعيطي ليه يا لي لي؟
ليلاف: ابداً يا طنط انا بس عينيا اتطرفت ،حضرتك رايحه المستشفى لداغر والماس
رقيه: ايوه يا حبيبتي انا مستنيه /
عمك يلبس وهننزل على طول ،قوليلي بقى ايه اللي مزعلك ؟
ليلاف: مفيش حاجه انا بس افتكرت بابا الله يرحمه
رقية: الله يرحمه يا بنتي ،اوعي تكوني زعلانه من افيندار عشان جابك عندنا ،افيندار بيحبك واكيد عمل كدا لانه شاف ان ده الصح
ليلاف: بدموع: وهو الصح انه يسبني لوحدي ،انا اه معترفه اني غلطت لما حاولت انتحر بس بردوا انا لسه محتاجه ليه ،مكنتش ينفع يسبني دلوقتي ،بس واضح اني خلاص بقيت حمل تقيل عليه وعايز يخلص مني وخلاص /
رقية: لا انا كدا ازعل منك ،انا اكتر واحده عارفه افيندار بيحبك اد ايه ومش هخبي عليكي انا كنت عايزاه يتجوز واحده تكون قريبه من سنه عشان تفهمه بس هو بيحبك انتِ ومش عايز غيرك انتِ ولما خلاكي تيجي معانا كان وقتها بيفكر فيكي انتِ وانك لازم تبقي قويه من غير مساعدة اي حد تاني
ليلاف: ببكاء: بس انا مش هكون مبسوطه وانا بعيده عنه ،حاسه اني مش مرتاحه وكان نفسي يأخدني في حضنه ويقولي يلا بينا نرجع بيتنا مكنتش اتخيل انه يخليني اجي هنا
تنهدت رقيه واقتربت من ليلاف /
واحتضنتها وهي تقول
رقيه: هو فعلا افيندار اتسرع لما عمل كدا بس خلاص اللي حصل حصل ودلوقتي لازم تثبتي ليه ولكل اللي حواليمي انك تقدري تكوني قويه وتعتمدي على نفسك ،اثبتي للكل ان باباكي عرف يربيكي كويس وانك تقدري على اي حاجه طول ما انتِ واثقة في نفسك
تنهدت ليلاف وهي تجفف دموعها وتفكر في حديث رقيه وهي تشعر انها على حق فيكفي بكاء فقد اتى وقت العمل
💜💜💜💜/
بعد مرور اسبوع
دلف داغر غرفة الماس التي صرح لها الطبيب بالخروج وهو يفكر في الحديث الذي يحاول منذ فترة كبيرة ان يخبرها به ولكن كلما نظر الى عينيها لا يستطيع التفوه بكلمة واحده ،تنحنح ليجذب انتباهها وما ان نظرت اليه حتى لاحظ احمرار وجنتيها فتحدث بخفوت قائلاً
داغر: ازيك يا الماس عامله ايه دلوقتي ؟
الماس: الحمد لله ،انت عامل ايه والدكتور قال ايه على الجرح بتاعك؟
داغر: الحمد لله الجرح كان سطحي/
والدكتور قال اني اقدر اخرج النهارده انا كمان عشان كدا جيت ليكي اطمن عليكي وكمان في موضوع عايز اتكلم معاكي فيه
الماس: موضوع ايه ؟ هو فيه حد من الاداره كلمك ؟
داغر: بتساؤل: الاداره ،اشمعنا يعني
الماس: ابداً اصلي افتكرت انهم كلموك عشان الريس كلمني النهارده وقالي انهم عرفوا كل حاجه عن المجرم اللي كان خاطفني عشان كدا هروح ليهم دلوقتي
داغر: طيب استنيني هاجي معاكي ،متروحيش لوحدك /
الماس:ملوش لزوم خليك انت لسه تعبان
داغر: حتى لو بموت مش هسيبك تروحي لوحدك مهما حصل ،ايه يا الماس انتِ لسه معرفتيش انتِ بالنسبه ليا ايه ولا ايه
الماس: بتوتر: انا مش فاهمه انت تقصد ايه يا داغر
داغر: وهو يقترب منها: مش فاهمه ازاي ،يعني كل اللي انا بعمله ده مش مبين ليكي اي حاجه ،انا بحبك يا الماس ،بحبك ومش هسيبك لراجل تاتي غيري مهما حصل
اتسعت اعين الماس بذهول/
وهي تستمع لحديث داغر وما ان ادركت ما يعنيه حتى شعرت بأن دقات قلبها قد توقفت وفكرت هل من الممكن ان تموت من سعادتها الان
💜💜💜💜
نظر ايهم لبيلسان التي تجلس بجواره على المقعد الموجود في الحديقة وابتسم بحب وهو يراقبها بحب بينما تنظر امامها بشرود وتذكر ما حدث عندما ذهب لوالدها حتى يعقد قرانه عليها وكيف استغل والدها الموقف وقام بطلب مبلغ مالي كبير حتى يقوم بتزويجها اياه ،تذكر سعادته بعقد القران وعودته الى هنا مسرعاً ليكون بجوارها ولا يفارقها ابداً /
تنهد وهو ينظر اليها وقال
ايهم: ايه رأيك نروح النهارده المطعم بتاعك انا اتأكدت انه اتفتح من تاني والناس اللي كانوا شغالين فيه رجعوا يشتغلوا فيه تاني ،ايه رأيك موافقه؟
نظرت بيلسان اليه بهدوء وحركت رأسها بالايجاب فأبتسم لها ايهم وهو يحتضن كفها بين كفيه ويقول
ايهم: خلاص يبقى نتغدى ونروح على طول ولا اقولك تعالي نروح دلوقتي
حركت بيلسان رأسها بالايجاب وهي تفكر في ايهم وما يفعله معها دون اي مقابل ،تمنت للحظات ان يعود كل/
شيء كما كان قبل ان تقابل رامز ولكنها تعلم ان لا شيء يعود وان ما حدث قد حدث وها هو رامز قد قتل بيديها وتمكنت من الانتقام لعائلتها شعرت بكفيه يحتضنان كفها بحنان فنظرت اليه وتمنت بداخلها ان تتمكن من التحدث مرة اخرى لتخبره بما تشعر به لعل الحديث يريحها من ما تشعر به
💜💜💜💜💜💜💜

رواية العذاب انتِ... انجي عصام الدين .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن