الفصل السادس

2K 68 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل السادس
****************
في اليوم التالي
وقفت بيلسان بجوار العاملين في المطبخ لتتأكد من وجود كل ما يحتاجونه فاليوم هو موعد مجئ الوفد الخاص بشركة ايهم والذي قد قام بالحجز له مسبقاً ولا تريد اي اخطاء فسوف تكون تلك الزيارة دعاية ممتازة لمطعمها ،تنهدت وهي تخرج من المطبخ لتتأكد من سير العمل في قاعة الطعام وابتسمت برضا وهي
تلاحظ العاملين الجدد الذي قام معتصم بتعيينهم يقومون بعملهم على اكمل وجه ،لاحظت ان ايهم قد حضر ومعه خمسه رجال وقامت احدى نادلات المطعم بأرشادهم الى الطاولة الخاصة بهم والمحجوزة لهم ،اتجهت اليهم بينما ترسم على وجهها ابتسامة عملية فيجب ان ترحب بهم في مطعمها كإحدى اصول الضيافة وما ان وقفت بجوار الطاولة حتى لاحظت ان ايهم يتحدث بغضب في الهاتف فلم تعيره اهتمام ونظرت الى الجالسون حول الطاولة وقالت بلغة المانية صحيحة
بيلسان: مرحباً بكم في مطعمنا انا
ادعى بيلسان انا مالكة المطعم وارجو ان تنال قائمة الطعام اعجابكم
وقف الجميع وقاموا بتحيتها بأحترام فأبتسمت لهم في المقابل وقبل ان تبتعد اقترب منها ايهم وهو يقول
ايهم: انتِ بتتكلمي الماني كويس
بيلسان: بهدوء: ايوه عادي
ايهم: طيب لو سمحتِ انا في ازمه ومحتاج مساعدة حضرتك لو امكن
بيلسان: محتاج ايه ؟
ايهم: المترجم بتاع ااشركة عمل حادثة وهو جاي ومش هيقدر ييجي ولازم يكون فيه مترجم عشان كدا لو ينفع تكوني المترجمه لينا انا هكون
شاكر جداً ليكِ ،وتقدري طبعاً تضيفي المبلغ اللي انتِ عايزاه على الفاتوره في مقابل الخدمة دي قولتِ ايه ؟
بيلسان:بهدوء: انا موافقه اساعدك طبعا بس من غير مقابل ،انا اصلا مش هعمل حاجه وكمان دي فرصه اراجع فيها على اللغة بتاعتي
ايهم: بأبتسامة: انا شاكر ليكِ جدا
بيلسان: لا شكر ولا حاجه انا هروح ابلغ المطبخ بان الوفد جه واجي تاني
ايهم: تمام وانا بانتظارك
ابتعدت بيلسان عن ايهم لتتجه الى الباب الفصل بين المطعم والمطبخ وابتسم ايهم فقد كان يشعر ان كل
شيء على وشك الانهيار فهو لا يتحدث سوى اللغة الانجليزية ،تنهد وهو يفكر ان والده كان على حق فبيلسان من النوع الذي يقوم بتأدية الخدمات للجميع ولا تستطيع ترك اي شخص دون مساعدته
*********
دلفت ليلاف الى الجامعة وما ان رأت سارة حتى ركضت اليها واحتضنتها وهي تقول
ليلاف: عامله ايه يا سارة؟
سارة: الحمد لله ،انتِ عامله ايه ؟
ليلاف: بتنهيدة: كويسه
سارة: شكلك مش بيقول كدا وكمان
التنهيدة دي وراها سر كبير
ليلاف: وهي تجلس: لا سر ولا حاجه ،كل الحكاية ان مشاعري اليومين دول مش متظبطه ،يعني انا امبارح وانا نايمه حلمت بكابوس ولما صحيت افيندار فضل يهدي فيا فتره كبيرة لحد ما نمت ولما صحيت ....وقصت عليها كل شيء... بس بردوا لما صحينا متكلمش معايا في اي حاجه ولا كأن حاجه حصلت
سارة: غريبه دي ،طيب محاولتيش تفتحي الموضوع معاه
ليلاف: لا طبعا اتكسفت اتكلم معاه ومش عارفه اعمل ايه
سارة: بهدوء: بصراحة يا ليلاف الوضع اللي انتِ فيه ده مش معقول ،يعني ايه تكوني انتِ واللي بتحبيه في مكان واحد ومتقوليلوش مش يمكن هو كمان يكون بيحبك
ليلاف:بحزن: لا طبعا انا عارفه اني بالنسبه ليه اخت وبس ،وكمان هو اكيد في واحدة تانيه في حياته واكيد موضوع جوازنا ده عقد كل حاجه بالنسبه لموضوعه
سارة: مهما كان انا بردوا شايفه ان المواجهه اهم حاجه ،افرضي طلع بيحبك يبقى سبتي نفسك طول الفترة اللي فاتت دي تتعذبي من غير سبب
ليلاف: بحزن: وافرضي كلامي انا
طلع صح وطلعت فيه واحدة تانيه في حياته انا هعمل ايه ساعتها بقى بعد ما كنت قلقت من كرامتي
سارة: بحيرة: هو بصراحة الموضوع صعب ،بس ليه حل واحد مش هيكون فيه اي تقليل من كرامتك
ليلاف: هو ايه الحل ده وانا اعمله
سارة: بأبتسامة: ألفتي انتباهه ،يعني بلاش تتعاملي معاه برسمية ،هزري واضحكي معاه ،حاولي تفكريه باللي كان بينكم زمان قبل ما يسافر بس بصوره غير مباشره
ليلاف: بخجل: مش عارفه انا مقدرش اعمل كدا ،اتكسف منه طبعاً
سارة: تتكسفي ليه يعني هو انا بقولك ارقصيلة ،يا حبيبتي اتدلعي وانتِ بتتكلمي ،اقعدي معاه وبلاش تقعدي لوحدك ،اسأليه عن الشغل بتاعه ، حاولي تكسري الروتين اللي بقى في حياتكم يمكن ساعتها يعترف ليكِ بمشاعره لو فعلا بيحبك ،اما بقى لو مش بيحبك الحاجات دي كلها مش هتفرق معاه ووقتها مش هتكوني خسرتي اي حاجه
ليلاف: بتفكير: عندك حق والله ،بس يارب اقدر اعمل كدا فعلا
سارة: هتقدري ان شاء الله بس قولي يارب
ليلاف: بدعاء: يارب يا سارة ،قولي
بقى عامله ايه مع خطيبك ؟
سارة: بهدوء: الحمد لله اهو جاي عندنا النهاردة البيت بس يارب ميتعاركش مع ماما تاني الا انا خلاص زهقت
ليلاف: انا مش عارفه مامتك مش بتحبه ليه مع ان مراد باين عليه انسان كويس
سارة: هو فعلا انسان كويس رغم ان فيه مشاكل كتير بينا بس مش عارفه هو وماما مش عارفين يتفقوا مع بعض على حاجه ودايما بيتخانقوا على اتفه الاسباب
ليلاف: ربنا يصلح ليكِ الحال ويهديهم
لبعض يارب
سارة: يارب يا ليلاف ،يلا بينا بقى احنا الكلام اخدنا والمحاضرة بدأت ،ربنا يستر والدكتورة ترضى تدخلنا
ليلاف: ربنا يستر
اتجهت ليلاف مع سارة الى قاعة المحاضرة وهي تفكر في ما اخبرتها به سارة وتحاول ان تقنع ذاتها ان ما ستفعله هو الصواب
*********
جلست توليب على الشاطئ فليس لديها ما تفعله سوى الانتظار ،لاحظت اقتراب اياس منها وجلوسه على مقربة منها مع الحفاظ على
مسافة مقبولة بينهم فحاولت ان تفتح معه حديث يضيع جو الكأبة المحاصر لهم فقالت بهدوء
توليب: ايه اخبار كتفك دلوقتي لسه بيوجعك ؟
اياس: لا الحمد لله الوجع راح شويه
توليب: الحمد لله ،تفتكر يكونوا عرفوا الطيارة وقعت فين
اياس: مش عارف بس بتمنى يلاقونا بسرعة لان الاكل قرب يخلص ومش هينفع نعيش على الموز
توليب: عندك حق وكمان شجر الموز مش كتير وهيخلص بسرعه
اياس: ايوه وعشان كدا لو محدش جه
هنا عشان خاطرنا لازم نتأقلم مع فكرة اننا هنفضل هنا لفترة كبيرة
احتضنت توليب ساقيها الى صدرها ونظرت للمياة امامها وهي تتحدث بصوت خفيض وتقول
توليب: انا خايفه ميلقوناش ونفضل هنا على طول
اياس: محاولاً التخفيف عنها: متبقيش متشائمة كدا ان شاء الله هيلاقونا قريب
توليب: ياارب ،عارف انا خايفه ان يكون اللي احنا فيه ده عقاب من ربنا عشان انا كنت بتمنى الموت كل يوم
اياس: بذهول: بتتمني الموت ليه ؟
توليب: اصل انا كان معايا في الجامعة .......وقصت عليه كل شيء ،ومن وقتها وانا عايزه اموت ومش عايزه اعيش دقيقة واحده من غيره
اياس: لا متقلقيش اكيد اللي احنا فيه ده مش عقاب ليكِ عارفه ليه ؟ عشان انا كمان معاكِ هنا
توليب: مش عارفه بس التفكير ده مسيطر على دماغي اوي وحاسه اني السبب في موت كل اللي كانوا على الطيارة
اياس: متقوليش كدا اللي حصل ده نصيب وكل واحد ربنا كاتب ليه هيموت امتى وفين وكمان احنا المفروض نحمد ربنا انه نجانا من
الحادثه دي ،مش يمكن ده حصل عشان تحسي اد ايه الحياة جميلة وغاليه علينا
نظرت له توليب وهي تستمع اليه بأهتمام فقد كان على حق الحياة جميلة للغاية لنحياها وليس لنتمى الرحيل منها
*********
انتهت الماس من ارتداء ملابسها وخرجت من المرحاض وهي ترى داغر الذي يرتدي ملابسه امام المرآة وينظر لها بحقد فقد استيقظت في الصباح لتجده بجوارها مرة اخرى فركلته ليسقط ارضاً دون الاهتمام بأيقاظه اولاً كما فعلت بالامس
داغر: ببرود: انا خلصت يلا بينا يا استاذه؟
الماس: ببرود: يلا بينا وياريت تبتسم شويه عشان محدش يشك فيا
داغر: بأبتسامة مصطنعة: حاضر اي اوامر تانيه قبل ما نخرج
تجاهلته الماس واتجهت الى خارج الغرفة لتستقل المصعد بينما وقف داغر بجوارها واحتضن كفها بكفه عندنا لاحظ دخول بعض الافراد الى المصعد ليوهمهم انهم زوجين ،ما ان خرجوا من المصعد حتى استقلوا السيارة التي قام داغر بتأجيرها بحجة زيارة الاماكن السياحية ولكن في الحقيقة يقوم هو والماس بتأمين كل
الاماكن التي سيقوم رئيس الوزراء بزيارتها ،نظرت الماس لكفها الذي كان يقبع منذ قليل في كف داغر وشعرت انها مازالت تشعر ببرودة اصابعه على اصابعها ،اغمضت عينيها بسخرية من تفكيرها فقد اعتقدت لثواني معدودة انهم زوجين بالفعل وليس مجرد تخفي من اجل مهمتهم ،فكرت انها كانت تتمنى بالفعل ان تكون زوجته ولكن هيهات ليس كل ما تتمناه يصلح لان يتحقق ،لاحظت توقف السيارة فهبطت منها بينما تراقب داغر الذي يحمل الكاميرا الرقمية ويضعها حول عنقه ليكمل صورة السائح الذي اتى للأستمتاع
بوقته ،تنفست بعمق وهي تفكر ان وقت عملها قد حان ولا وقت للتفكير في اي شيء خارج المهمة ،اخذت تبتسم لداغر كلما نظر اليها وتموضعت معه في اكثر من مكان ليتمكنوا من التقاط بعض الصور التذكارية حتى يزيلوا الشبهات عنهم ،ما ان ابتعدوا عن الجميع حتى قامت الماس بعملها وتأكدت من تأمين كامل المداخل والمخارج واحصاءها بينما قام داغر بتركيب عدة كاميرات صغيرة للمراقبة في حالة حدوث اي شيء ،ما ان انتهوا حتى اتجهوا الى سيارتهم ليعودوا الى الفندق ليتمكنوا من تناول بعض الطعام وما ان جلسوا
في السيارة حتى تحدث داغر قائلاً
داغر :صحيح يا الماس انتِ ليه متجوزتيش لغاية دلوقتي انا شايف انك جميلك وكل الرجاله يتمنوكي
الماس: ببرود: اظن ان دي حاجه شخصية وملكش تتدخل فيها من اصله
داغر: ببرود: براحه انا قولت ايه يعني لده كله دا كان مجرد سؤال مش اكتر يعني
الماس: ياريت تحتفظ بأسالتك لنفسك لاني مش عايزه اسمعها 
نظر لها داغر بحدة ثم عاد ببصرة للطريق امامه وهو يفكر في ما قالته
ويشعر انها على حق فمن هو ليهتم بمعرفة سبب تأخر زواجها الى الان ،نظر بطرف عينيه اليها وجدها تنظر امامها بغضب فأبتسم بسخرية وهو يفكر ان الماس تشبه الاطفال الصغيرة عندما تعبس ،علت ملامحه الذهول وهو يدرك ما فكر به منذ قليل فمنذ متى وهو ينظر لالماس ويراقب حركاتها؟ ،منذ متى وهو يهتم ؟
***********
دلف عزيز الى غرفة المكتب الخاصة برامز وما ان وقف امامه حتى تحدث قائلاً
عزيز: قالولي بره انك عايزني يا رامز فيه حاجه ولا ايه
رامز: بغضب: انت بتسأل يا عزيز ،انت هتعمل ايه في موضوع بيلسان هتسيبها كدا
عزيز: انت عارف اد ايه بيلسان دماغها ناشفه ومش هترجع في قرارها معهما حصل
رامز: يعني ايه الكلام ده ،اتفاقنا كان اني اشاركك وفي المقابل تديني بنتك
عزيز: انا عارف الكلام ده كويس بس بردوا انت عارف انها مش موافقه على الجواز وخصوصاً من بعد موضوع الحادثه بتاعت امها واخوها وانها عرفت انك اللي قتلتهم يعني مش هيبقى سهل انها توافق على الجواز
رامز: مش بمزاجها ،انا قولت انها هتبقى مراتي مهما كانت الطريقه فاهم ولا لا
عزيز: طيب انا مطلوب مني ايه ؟
رامز: مطلوب منك انك تقنعها ترجع تاني هنا عشان نتجوز والا همحيك من على وش الدنيا فاهم ولا لا
عزيز: بخوف: حاضر يا رامز اهدى انت بس وانا هتصرف
خرج عزيز من الغرفة وهو يفكر في ما سيفعله فرامز يريد بيلسان بأي طريقة ويجب عليه احضارها له حتى لا يخسر كل شيء
********
دلفت ليلاف الى الشقة بينما يتبعها افيندار الذي يبدوا عليه الارهاق ،التفتت اليه وهي تبتسم بهدوء وتقول
ليلاف: ادخل نام شويه عقبال الاكل ما يجهز وانا اول ما اخلص هصحيك
افيندار: لا مش هينفع اسيبك تشتغلي لوحدك انا هعمل معاكي يا اما نشتري اكل جاهز من بره
ليلاف: ملوش لزوم انا هعمل حاجات خفيفه ،ادخل بقى ارتاح انت يلا
ابتسم لها افيندرا ودلف الى الغرفة وقام بالاغتسال وتبديل ملابسه واستلقى على الفراش وهو يشعر انه يريد النوم لعام كامل بسبب الارهاق
الذي يشعر به الان ،سريعاً ما غط في نوم عميق ولم يشعر بليلاف التي دلفت الى داخل الغرفة لتأخذ ملابسه حتى تغتسل في المرحاض الموجود بخارج الغرفة ،وما ان انتهت حتى دلفت للمطبخ حتى تبدأ في تحضير الطعام وهي تفكر في ما قالته لها سارة وتحاول ان تقنع نفسها ان بأستطاعتها ان تتدلل على افيندار فهي امرأة قبل كل شيء ،فكرت كيف ستتمكن من تذكيره بما كان بينهم في الماضي وشردت قليلاً وهي تقوم بتقطيع الخضروات وتذكرت حمل افيندار لها على كتفيه فقد كان دائماً ما يجعلها تتسلق جسده لتجلس فوق
كتفيه على الرغم من تذمرات الجميع ،افاقت من شرودها بصراخ بينما ملامح الفزع ارتسمت على وجهها وهي ترى انها قد اخطأت في التقطيع واصابت اصبعها السبابة بجرح قطعي كبير ،ارتجف جسدها بهلع فهي ترتعب من الدماء ،وخاصة وهي ترى ان الجرح عميقاً للغاية لدرجة تمكنت معها من رؤية عظمة الاصبع
*********

رواية العذاب انتِ... انجي عصام الدين .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن