الفصل ال 17

1.6K 55 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل السابع عشر
❤❤❤❤❤❤
نظرت الماس بحيرة لكاظم وداغر فقد كانوا يتبادلون النظرات الباردة فيما بينهم فبعد ان اصر داغر على طلبه لم تجد مفر من وجود ثلاثتهم في المطعم فلم تستطع الغاء الموعد مع كاظم ولم تستطع ان تبعد داغر عنها وترغمه على الرحيل ،تنهدت وهي تتصنع الاهتمام بلائحة الطعام لعلهم يكفون عن تبادل النظرات ويلتهون في قوائمهم ولكن لم يحدث/
ذلك بل استمعت لصوت كاظم الواضح عليه الحنق وهو يقول
كاظم:اهلا بيك يا استاذ داغر منور
داغر: ببرود: ما انا عارف
كاظم: ببرود: مكنتش اعرف انك هتكون موجود معانا ،انا كنت فاكر اننا هنكون لوحدنا
داغر: ببرود: لا محنا معندناش بنات بيخرجوا لوحدهم مع حد غريب
كاظم:اولاً انا مش غريب ،وكمان من امتى الكلام ده
داغر: من النهاردة اي خروجه هتلاقيني فيها
نظر كاظم لألماس التي توقفت عن/
تصفح القائمة وتسائل بحنق
كاظم :ايه الكلام اللي بيقوله ده يا الماس؟
الماس: متأخدش في بالك يا كاظم داغر بيحب يهزر مش اكتر من كدا
داغر:بتصميم: لا ما انا بتكلم بجد وهتفق مع باباكي على كدا مفيش خروج لوحدكم بعد كدا
الماس: انت بتقول ايه يا داغر هو انا صغيره وكمان كاظم مش غريب دا خطيبي
داغر: بغضب: اولا متقوليش خطيبك لانه لسه مبقاش خطيبك ،ثانياً حتى لو خطيبك مينفعش تخرجوا لوحدكوا/
نظرت الماس لكاظم بقلة حيلة فلا تعلم بماذا تجيب ونظرت لداغر فوجدته يتأملها بأبتسامة غريبة ترتسم على شفتيه فلم تعلم ماذا تفعل وهي تشعر بقلبها الخائن ينبض بجنون لاجله
❤❤❤❤
استقلت ليلاف سيارة افيندار وحديث سارة مازال يدور في عقلها ونظرت بطرف عينيها نحوه فوجدته يتحدث في الهاتف وعيناه على الطريق وحاولت ان توقف عقلها عن التفكير وهي تتذكر معاملته الحانية معها ،ابتسمت وهي ترفع اناملها لتضعها على وجنته فنظر لها نظرة خاطفة/
بأبتسامة ثم اعاد نظره الى الطريق مرة اخرى ،انتطرت حتى انهى مكالمته ثم تسائلت بهدوء
ليلاف: المكالمه دي كانت تبع الشغل؟
افيندار: ايوه في شوية حاجات متلغبطه في الشركة ولازم ارجع تاني بعد ما اوصلك
ليلاف: هو انت هتسبني لوحدي انت عارف اني مش بحب اقعد لوحدي
افيندار: بأعتذار: معلش يا حبيبتي انا لازم ارجع الشركه والله ،تحبي اوديكي عند ماما وارجع اخدك بالليل ولا تروحي عن الماس
ليلاف: بغضب: لا مش عايزه اروح/
في حته انا عايزه اروح الشقة ومش عايزاك تنزل وتسيبني ،انا محتاجاك اكتر من الشركة
افيندار: بهدوء: يا حبيبتي مينفعش والله ،لازم اروح الشركة ضروري ،واوعدك مش هتأخر
ليلاف: بصراخ: لا هتتأخر ومش هترجع في ميعادك وهتسبني قاعده لوحدي وانا خلاص مبقاش ليا حد
افيندار: بغضب: انتِ ليه بتقولي كدا ،بقولك الشركه فيها مشاكل ولازم اروح ،انا مش رايح العب ولا رايح اتفسح ،وقولتلك اوديكي عند ماما او الماس وانتِ اللي مش موافقه اعمل ايه تاني /
ليلاف: ببكاء: متعملش حاجه ،ارميني في الشقه وامشي ما انا خلاص بقيت حمل ثقيل عليك بعد بابا ما مات انا....
افيندار: بصراخ وهو يوقف السيارة: ايه اللي انتِ بتقوليه ده انتِ اتجننتي ولا ايه ،من امتى بتتكلمي معايا بالنبرة دي ،وايه حكاية حمل تقيل دي كمان انتِ نسيتي انا مين ولا ايه
ليلاف: ببكاء: لا منستش بس واضح انك خلاص زهقت مني وحسيت انك اتورطت فيا بعد ما بابا ....
افيندار: مقاطعاً: متكمليش لان كلامك ده بيجرحني على فكره لاني بحس انك مش حاسه باللي جوايا رغم كل/
اللي انا بعمله عشان اثبتلك اد ايه بحبك ،انتِ حياتي يا لي لي ومش عايز من الدنيا حاجه غيرك ،والنهارده عندي ظروف ولو مش عايزه تقعدي لوحدك ولا تروحي عند حد تعالي معايا الشركة بس هتتعبي من القاعده وانا عايزك ترتاحي
بكت ليلاف اكثر عندما سمعت حديثة وشعرت بصدق كلماته فأحتضنها افيندار الى صدره وطبع قبلة هادئة على شعرها القصير وهو يتحدث بصوت خفيض هادئ
افيندار: انا بعشقك يا لي لي وعمري ما ازهق منك مهما حصل واسف اني اتعصبت عليكي وزعقتلك/
بس صدقيني انا في شد عصبي من الصبح بسبب المشاكل اللي في الشركه فعشان خاطري استحمليني شويه
حركت ليلاف رأسها بالايجاب وهي مازالت تحتضنه فأبتسم وربت على ظهرها وهو يقول
افيندار: يلا بينا على الشركة نطلب اكل ونتغدى وبعد كدا اشوف انا شغلي وانتِ خليكي قاعده معايا اتفقنا
ليلاف: وهي تنظر اليه: اتفقنا
ابتسم افيندار وقام بقرص وجنتها بخفة  ثم اعتدل وقام بتشغيل السيارة وانطلق بها الى الشركة /
بينما ابتسمت ليلاف وهي تخبر عقلها ان يكف عن القلق فأفيندار يعشقها ولن يمل منها ابداً
❤❤❤❤
تحركت بيلسان بين صفوف الزائرين بثوبها الذي جعلها اشبه بأميرات الاحلام واخذت توزع ابتساماتها في كل مكان على الرغم من الحزن الذي يملئ قلبها ،ابتسمت لرامز الذي كان يتجه اليها وما ان وقف بجوارها حتى رفع كفها بكفه ليطبع قبلة هادئة على ظهر كفها وهو يقول بحب
رامز: كان نفسي الحفله دي تكون لفرحنا مش لخطوبتنا/
بيلسان: رامز انت عارف شروطي كويس
رامز: مهو مفيش حاجه مصبراني غير شروطك دي
ابتسمت له بيلسان ونظرت مرة اخرى الى مدخل القصر ولكن خاب املها مرة اخرى فلم تأتي توليب رغم انها قامت بدعوتها ،لاحظ رامز الحزن الذي يرتسم على وجهها وقال
رامز: لولا انك هتزعلي انا كنت قتلت السبب في حزنك
بيلسان: بخوف: اياك يا رامز الا صحابي
رامز: متقلقيش انا لسه عند وعدي/
انا بس مش بحب اشوفك زعلانه
بيلسان: لا متقلقش انا مش زعلانه ولا حاجه ،روح بقى لضيوفك رحب بيهم
رامز: حاضر يا قلبي هروح وارجع ليكي تاني
ابتسمت له بيلسان بهدوء ونظرت مرة اخرى بأتجاه الباب واتسعت ابتسامتها عندما رأت توليب التي تدلف من باب القصر فأتجهت اليها مسرعة وما ان وقفت امامها حتى احتضنتها وهي تقول ببكاء
بيلسان: افتكرت انك مش هتيجي
توليب: بدموع: ازاي يعني مجيش /
انا اه مش موافقه على الجوازة دي بس بردوا عمري ما اسيبك في اليوم ده لوحدك مهما كان اللي بتعمليه غلط احنا ملناش غير بعض
بيلسان: بهمس: صدقيني هفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي ،تعالي معايا نقعد في حته هاديه انتِ وحشاني اوي
توليب: حاضر يلا بينا انا كمان عندي حاجات كتير عايزه اقولهالك
سارت بيلسان وتوليب بهدوء بين الحاضرين حتى وجدوا مقعد ثنائي بعيد قليلاً عن الحفل فجلسوا عليه
بيلسان: قبل ما تقولي اي حاجه ،انا عايزاكي تعرفي اني لسه بيلسان/
بتاعت زمان وان مفيش حاجه اتغيرت فيا وكل اللي انا بعمله ده ليه هدف معين هقولك عليه بعدين
توليب: وانا هصبر يا بيلسان لغاية لما تقوليلي ،بس انا خايفه عليكي
بيلسان: لا متقلقيش رامز بيحبني وعمره ما يأذيني ،قوليلي بقى انتِ عامله ايه ؟
توليب: والله انا اليومين دول مش عارفه بعمل ايه ،يعني من حوالي اسبوع اياس طلب ايدي وانا امبارح قولت لبابا اني موافقه عليه بس مش عارفه احدد مشاعري ،اوقات بحس اني زعلانه اوي من نفسي لاني كدا ابقى بخون عدي واوقات تانيه /
بحس اني مرتاحه للقرار اللي انا خدته ومش عارفه اعمل ايه
بيلسان: قرار الموافقه ده كان صح يا توليب ،مينفعش تعيشي عمرك كله على ذكرى وكمان اياس اكيد بني ادم محترم انا اتعاملت مع باباه واخوه ومشفتش منهم حاجه وحشه
توليب: ما انا عرفت ان كان فيه بينكم تعامل ،اصل معتصم حكالي كل حاجه لما لقاني مستغربه من موقف ايهم من رجوعك لرامز
بيلسان:بحزن: ايهم بني ادم محترم ويستاهل كل خير عشان كدا انا هديكي ورق تسلمية لايهم في ايده ومش عايزه حد يعرف عنه حاجه/
توليب: بتساؤل: ورق ايه ده؟
بيلسان: هقولك بس اسمعيني كويس
اخذت بيلسان تخبر توليب عن محتويات الاوراق بصوت خفيض حتى لا يستمع اي شخص لما تقوله بينما مع كل كلمه تتسع اعين توليب عن زي قبل 
❤❤❤❤
دلفت الماس الى حجرتها وكانت مازالت تشعر بالذهول مما حدث فقد استمرت حرب النظرات الباردة والمتحدية بين داغر وكاظم حتى حان موعد رحيل كلاً منهم الى منزله ،ابتسمت بدون وعي عندما تذكرت/
اصرار كاظم على ايصالها الى منزلها لانها تركت السيارة امام المنزل في الصباح لعلمها انه سيقوم بإيصالها وعندما ارادت ان تدلف الى  السيارة فوجأت بأيهم الذي يجلس في المقعد الامامي بجوار مقعد كاظم فتراجعت لتجلس في الخلف وهي تشعر بالذهول بسبب ما يفعله فسيارته متوقفة امام المطعم وعندما سأله كاظم عن سبب وجودة معهم اخبره انه لن يتركهم بمفردهم مهما حدث فأضطر كاظم في النهاية الى الرضوخ لاصرار داغر والانطلاق بالسيارة حتى اوصلها الى هنا وما ان هبطت من السيارة حتى تبعها داغر/
الذي وقف قليلاً ليتأكد من رحيل كاظم ثم قام بإيقاف سيارة اجرة لتعيده للمطعم ليحضر سيارته ،القت جسدها على الفراش وهي تشعر بالحيرة بسبب تصرفات داغر الغير مبررة ،رفعت كفيها لتضعهم بداخل خصلات شعرها لعل عقلها يستنتج سبب ما يفعله داغر الا انها دائماً ما تصل لطريق مسدود ،اتت في رأسها فكرة ان يكون داغر قد اصابته الغيرة عندما علم بموافقتها على كاظم ويريدها لنفسه ولكن ما لبثت ان ابعدت تلك الفكرة عن رأسها فداغر هو من شجعها لتوافق عليه في البداية
❤❤❤❤/
في اليوم التالي
اتجهت توليب الى شركة مهران حتى تقوم بإيصال الاوراق التي اخذتها بالامس من بيلسان وكانت تشعر بالتوتر الشديد لانها سوف ترى اياس لاول مرة بعد ان قام بطلب يدها والاصعب انها ستخبره بموافقتها ايضاً بناء على طلب والدتها حتى يحضر والده ويأتي لطلب يدها ،تنفست بعمق عندما خرجت من المصعد الخاص بالشركة ووجدته ينتظرها خارجه وترتسم على وجهه ابتسامة كبيرة وما ان وقفت امامه حتى قال
اياس: اهلا بيكي في الشركة انا لما/
الامن بلغوني انك هنا مصدقتش نفسي والله
توليب: انا كان لازم اجي بيلسان بعته معايا ورق مهم اوي لاستاذ ايهم وكمان كنت عايزه اشوفك
اياس: بأبتسامة: خير ياترا عايزه تشوفيني عشان الطلب بتاعي ولا لحاجه تانيه انا تحت امرك
توليب:بخجل: ممكن نقعد نتكلم بس بعد ما استاذ ايهم يأخد الورق ده الاول
اياس: تمام تعالي معايا اوديكي مكتبه تبعته توليب حتى وصلوا الى غرفة المكتب الخاص بأيهم ودلفوا/
الى الداخل وما ان رآها ايهم حتى هب واقفاً وهو يقوم بتحيتها ويقول
ايهم: اهلا بيكي يا دكتوره نورتي الشركة والله
توليب: شكراً لحضرتك اسفه اني جيت من غير معاد
اياس: متقوليش كدا الشركة شركتك ،تحبي تشربي ايه؟
توليب: شكراً ملوش لزوم ،انا كنت امبارح في خطوبة بيلسان وبعتت معايا ورق لحضرتك وقالت انه مهم جداً ولازم محدش يعرف عنه حاجه
ايهم: بتساؤل: ورق ايه ده؟
توليب: وهي تضعه امامه: افضل ان/
حضرتك تقراه بنفسك
رفع ايهم الاوراق امام عينيه واخذ يتفحصها بأهتمام شديد وعلامات الذهول تظهر على وجهه اكثر كلما ازداد في القراءة وما ان انتهى حتى نظر لتوليب وهو يقول
ايهم: انتِ كنتي عارفه الورق ده فيه ايه يا دكتوره؟
توليب: ايوه ،الورق ده فيه تفاصيل مهمه عن صفقتين هيدخل فيهم رامز ضد شركتكم وبالورق ده تقدر تحصن نفسك كويس جدا وتعلي عليه في السعر عشان المناقصتين يكونوا ليك /
اياس: بذهول: طيب هي عرفت تجيب الورق ده ازاي؟
توليب: بيلسان عايشه معاه في نفس المكان وهو واثق فيها ومن السهل انها تدخل مكتبه وتأخد نسخه من الورق من غير ما حد يأخد باله منها
ايهم:بقلق: بس هي كدا بتعرض نفسها للخطر اكتر ولو رامز عرف انها بتعمل كدا من وراه هيقتلها
توليب:بخوف: بعد الشر انا قولتلها كدا بس هي مصممه تكمل للأخر ،اهم حاحه محدش يعرف حاجه عن الورق ده عشان اي معلومه هتتسرب هتدفع هي حياتها ثمن ليها /
ايهم : لا متقلقيش مفيش اي حد غيرنا هيعرف بالموضوع ده
شكرت توليب ايهم وخرجت من الغرفة وتبعها اياس الذي ارشدها الى مكتبه وما ان دلفوا للداخل حتى جلس على المقعد المقابل لمقعدها وهو يقول
اياس: بتنهيدة: تشربي ايه الاول ؟
توليب: بتوتر: لا انا مش عايزة اشرب حاجه ،انا جيت النهارده عشان ابلغك قراري انا ....
اياس: مقاطعاً: قبل ما تقولي قرارك انا عايز اقولك حاجه واحده الاول ،لو كان حظي حلو وانتِ موافقه على الارتباط بيا اوعدك/
اني مش هستعجل انك تبادليني المشاعر بالعكس انا هصبر لغاية لما تحسي انك فعلا بقيتي تحسي بحاجه ناحيتي وعمري ما في يوم هضغط عليكي عشان تعملي حاجه مش عايزاها مهما كانت الحاجه دي ايه
توليب: بتوتر: انا موافقه اننا نتخطب ،بس محتاجه وقت اقدر استوعب فيه كل اللي حصل ده ،وقت اقدر ارتب فيه كل افكاري لاني بجد لسه حاسه اني متوتره وافكاري مشوشة
اياس: بهدوء: وانا مستعد استنى الوقت اللي تحدديه مدام وافقتي اننا نتخطب لاني بحبك بجد يا توليب ومستعد اعمل اي حاجه عشانك /
ابتسمت له توليب بتوتر مع بعض الخجل ونظرت ارضاً وهي تحارل اقناع عقلها انها فعلت الصواب غافلة عن اعين اياس التي كانت تتأملها بحب وسعادة ولم تتمكن من سماع اياس وهو يقسم بداخله ان لا يجعلها تندم ولو للحظة واحدة على قرار ارتباطها به
❤❤❤❤❤❤❤❤

رواية العذاب انتِ... انجي عصام الدين .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن