" تمر بي لحظات أُحِب فيها أن أكون وحيدة، أستسلم لحزني وكآبتي دون أنا يراني أحد "
فيودور دوستويفسكي - الفقراء .يقف جورج حائراً مشتتاً ، بدأ عقله يتصارع مع قلبه ، فاستجمع نفسه و قرر الذهاب بطريق قلبه ، طرق الباب فلم تجب سام ثم أعاد الكرة فلم تجب أيضاً ، أعاد المحاولة مرةً تلو الأخرى و لم يشعر باليأس ، بدأ ينادي بإسمها ، لكن دون جدوى ، عاد إليه ضعفه و تبددت مخاوفه فأبتعد عن الباب و عاد إلى شقة جون نادماً أشد الندم على فعلته بسام ، فهو يدفع ثمن ذلك الآن، بماذا كان يفكر عندما أعتقد أنها ستفتح الباب و تسامحه ؟ ، بالطبع لن تفعل ! ، في هذه الأثناء كانت سام وحيدةً تتكور حول نفسها بجانب سريرها تستمع لطرقات الباب المنتظمة، تبكي بحرقة و كأن دموعها سيلٌ من الحمم البركانية ☄️ ، كانت تبكي على نفسها ، انفتحت صفحات قديمة من ماضيها ،صفحات قد حاولت بجد طيّها لكن دون جدوى فهي ستظهر في يومٍ ما ، كانت تحاول دائماً الخروج من قوقعتها و وحدتها لكن كلما خرجت أو فكرت بالخروج تعود مجروحة الفؤاد ، فقررت الإبتعاد و الإنغماس بقراءة الكتب و الإستماع إلى الموسيقى بعيداً عن البشر ، تذكرت ماضيها الذي جمعها مع والدها العزيز ، تمنت لو أنه هنا ،يقوم بالتربيت على ظهرها و يخبرها بأن كل شيء سيكون بخير ، تمنت لو تخبره بما يزعجها أو تخبره بتفاصيل يومها كما كانت تفعل دائماً ، فقط تمنت لو أنه هنا ، ما الذي فعلته لكي يسحق قلبها و يُرمى على قارعة الطريق؟ ، الأمر لا يتمحور حول جورج فقط ، بل الكثير من الجروح و الكدمات التي حصلت عليها سام منذ ٢٠ عام حتى يومنا هذا ، فقد صبرت و تحملت مراتٍ عديدة لا يعلم بها مخلوق ما عدا خالقها ، لم تقم قط بإيذاء أحد فهي تؤمن بمقولة "كما تدين تدان " فإن لم يكن الأذى بيديها سيكون بيديّ شخص آخر ، كانت نقية جداً بطريقة يسهل خداعها ،ليس لأنها غبية بل لأنها تثق و تحب بصدق و هذا ما سبب لها الألم و المعاناة ،لقد سقطت مئات المرات لكنها في كل مرة تنهض و تقف على قدميها و تبتسم و ستظل دائماً تنهض في كل مرة يُصاب قلبها بالسهام ، لماذا؟ لأنها قوية ،لأنها واثقة ، لأنها تعلمت من أخطائها ، لأنها سام.
لأنها سام التي قررت السير بطريقها الطويل و المظلم لوحدها ، هي لم تهتم بوجود أي أحد معها ، كانت تكتفي بنفسها فهي أقرب صديقة لها ، لهذا السبب واجه الضربات القوية برحابة صدر فهي لن توقعك على الأرض بقدر ما هي سترفعك طبقات للأعلى .
أنت هو المسؤول عن قراراتك و كيفية إستقبالك للألم بإمكانك البكاء لكن إياك أن يرى أحد جانبك الضعيف أبقِ حزنك لك و لوحدتك، السؤال هو هل ستشتكي و تذرف عيناك الجميلتان دموعاً طوال الوقت؟ هل ستقبل أن تكون هشاً سهل الكسر؟ أم ستصبر رغم الصعاب و تبتسم بوجه الظروف؟ فكر جيداً ماذا ستفعل و بأي طريق ستسلك ، مع تمنيات الكاتبة لك بالتوفيق .
أنت تقرأ
سمفونية التوليب
Short Storyفي أعماق مدينة نيويورك الضخمة ، و شوارعها الصاخبة المزدحمة ، تقبع سام سميث على كرسيها منغمسةً بالقراءة و الإستماع للموسيقى، رائحة القهوة و الكتب العتيقة تندمج مع الأكسجين في الأثير ، يخرج بطلها الحقيقي من روايتها و تنقلب حياتها رأساً على عقب ، الكثي...