٢٩. بيد غيري و الآن بيدي

60 5 1
                                    



الإثنين -٤:٠٠ عصراً
سام ، هانا ، جينا ، ثلاثة لبؤات تحومن حول فريستهن لتصيدها و تملّكها لصالحهن ، اللبوءة المعادية المتحكمة بالفريسة ، لبوءة شقراء بقوام ممشوق و وجه مزيف مملوء بمساحيق التجميل ، الفريسة شورت جينز فاتح من أحدث الموديلات المحدودة نسبياً ، تقترب اللبوءة هانا من فريستها بخطوات حذرة رتيبة ، تقترب من هدفها أكثر فأكثر بينما صديقاتها يساعدها من الخلف قالت بينما تزمجر : فلتسبقاني  دقيقتان و أعود مع الفريسة
-جينا و سام : حسناً
خرجتا من مكان الصيد ، و انتظرتا هانا ، اللبوءة الكبيرة ، فما ان لبثتا حتى خرجت هانا و هي تمسك الفريسة بكيس كرتوني من أجود أنواع أماكن الصيد ، بدأت بالسير بسرعة و لحقتاها صديقاتها فجلسن بعيداً عن منطقة الصيد.
-هانا بإنتصار و هي تمسك الشورت و تخرجه من الكيس : لقد أمسكت بك
-جينا: يا للدهشة! كيف أخذتيه لقد كان بحوزتها
-هانا:لقد أخذته منها دون أن تعلم و ابتعته ثم خرجت
-سام: هذا هي هانا التي أعرفها 🤚🏻
-جينا:إنه جميل
-هانا: أجل! و هو آخر قطعة من هذه المجموعة هل تريدينني أن أعطيه اياه ! على جثتي
-سام: حسناً بما أننا أنتهينا من التسوق ليوم غد لنذهب و لنتناول شيئاً
-هانا: هيا هيا!

٤:٣٠ عصراً
تشيز برغر ، أصابع البطاطا المقلية ، بيتزا ، سلطة الميونيز ، كوكاكولا مع قطع الثلج .
-سام: نحتاج لشحن طاقتنا مجدداً
-هانا: الآن يمكنني أن أتناول طعامي بينما أشعر بلذة الانتصار
-جينا: إذاً هل تبقى لدينا شيء لشرائه؟
-هانا: لا ، لا شيء لقد انتهينا
-سام: جيد
-هانا: بالنسبة لغداً جينا سأمر لاصطحابك بالسيارة أولاً أما بالنسبة لجون و هانا فسأمر عليهم بعد ذلك ، لكن ماذا بشأن ادم ؟
-جينا:آدم؟
-هانا و هي تغمز لسام و تخاطب جينا: إنه صديق سام ، عازف البيانو من ذلك اليوم
-جينا : هذا رائع يا سام !
-سام: أياً يكن هو مجرد زميل لا أكثر
-هانا: آهٍ يا جينا كان عليكي رؤية ملامح وجه سام عندما رأته
-سام: اصمتِ أيتها العقربة
-جينا: إذاً ماذا بشأنه ؟ هل هو قادم معنا؟
-هانا:بالطبع فسام قد عرضت عليه ذلك و وافق دون تفكير حتى
-سام : هذا غير صحيح أنت من عرض عليه القدوم
-هانا: أجل أجل، على أية حال أخبريه أن يأتي عندكما أنتِ و جون لاصطحبكم معاً و لا نتأخر
-سام: ماذا ؟
-هانا: ماذا ماذا ؟
-سام: ماذا ماذا ماذا ؟
-جينا: توقفا من فضلكما
-هانا: ما المشكلة بالأمر ؟ أم أنك خجولة ؟
-سام:لا مشكلة فلتنسي الأمر و لتأكلي بهدوء
-جينا: أنا أشعر بالحماس ليوم غد !
-هانا:بالطبع فجون قادم أيضاً 😉
-جينا:ماذا
-سام:اصمتِ و إلا دعوت تلك الأفعى أيتها العقربة
-هانا:أقتلكِ يا سحلية

٥:٤٥ مساءً
تمسك سام هاتفها و تحدق بمجموعة الأرقام التي على الشاشة ، هل اتصل الآن ؟ ، أغلقت الهاتف ثم لحظات و عادت لفتحه، فتحت أستوديو الصور لتنظر لصوره مجدداً و هي تبتسم لعفويته و صوره الغريبة تلك ، رأت الصور مجدداً حتى وصلت لصورتها المفضلة ، تلك الأسنان البيضاء على جانبيها تستند غمازاته ، فوقهما تلك العيون الخضراء ، التي أخضرت و رممت قلب سام ، شعره المرفوع و المائل بحركة عشوائية لجهة اليمين ، بتلك البدلة السوداء التي تتفق مع البيانو الذي خلفه بنفس اللون ، لم تقدر أن تتصل فبعثت رسالة نصيبة بأحرف و كلمات موزونة و جافة ، لحظات و رن هاتفها فأبعدته عنها بحركة مفاجئة ، إتصال هاتفي من  " آدم "   .
رنة ، رنتان ، ثلاث رنات .
-مرحباً سام سميث
-مرحباً..
-إذاً ما الذي تريدين التحدث حوله؟
-لقد بعثت لك رسالة نصية تبين ذلك
-الرسائل النصية ليست لشخصٍ مثلي ، أنا أفضل سماع صوتك
-..
-إذاً ما هو الأمر؟
-..
-سام؟
"انتهت المكالمة "
نهضت سام من الأريكة تاركةً هاتفها لوحده بينما دخلت لغرفتها و هي تتنفس الصعداء، يا إلهي أنا لا أستطيع فعل ذلك !.
نامت قليلاً و كعادتها توجهت لشقة ليزا وجلستا على الشرفة لبعض الوقت ثم تناقشت بشأن تجهيزات غد مع جون بينما تساعده في ترتيب أغراضه.
عادت لشقتها و هاتفها لا يزال على حاله ، أمسكته و نظرت لكم الرسائل التي وصلها منه .
استجمعت قواها و اتصلت به فأجابها بصوته العذب الممزوج بالقلق
-سام ! هل أنتِ بخير؟
-أجل أنا آسفة بشأن ذلك هاتفي قد نفذته بطاريته و اضطرت لشحنه
-زفر براحة من خلف السماعة  و قال: حمداً لله ، لا بأس
-إذاً هل قمت بجميع التجهيزات ليوم غد؟
-نوعاً ما ، لدي بضع الأشياء التي لا زال علي شراؤها
-هل تريد مساعدة ؟
-هل ترغبين بالقدوم؟
-أجل لا مشكلة لدي
-حسناً سأبعث لك موقع المكان الذي سنلتقي به
-حسناً
-وداعاً سام سميث
-وداعاً آدم ميلر
"انتهت المكالمة"
يا الهي لقد كان قلقاً بينما كنت أتجاهله ،  سام! حافظي على هدوئك ، لا تشتتي تفكيرك أبداً ، ستساعديه الآن و غداً ستخرجا معاً من نفس المكان، ليس هنالك ما يدعو للقلق ،إنه مجرد صديق، صديق؟ أليس كذلك هو قالها بنفسه، عاتبت سام نفسها ثم غيرت ملابسها و خرجت لتلاقي صديقها، بجدية هل هذه الكلمة الصحيحة؟.

٧:٥٠ ليلاً
سام ، آدم ، تضع سام يداها بجيوب جاكيتها القطني بينما آدم يختار نوع واقي شمس، حتى لا يتحول لكتلة سمراء جميلة
-سام هل تعتقدين هذه النوعية جيداً؟
-لقد سألت الشخص الخطأ
اشترى بضع الأمور من الصيدلية ثم خرجا متجهان نحو البقالة .
-آدم:أمي قد طلبت مني شراء بعض الأمور
-سام:حسناً سأحضر عربة لنضع فيها الحاجيات
-حسناً
أحضرت سام عربة و قسما ورقة الحاجيات عليهما كل شخص استلم فرع ما و اتفقا بالالتقاء بالقرب من المدخل عندما ينتهيا .
سام تتضبع بقسم المنظفات التي رائحته نفسها تنبىء بالنظافة و التعقيم ، انتهت من اخر قسم لها و جرت عربتها مروراً بعدة أقسام ، وقفت أمام رفوف ما و هي تتفحص انواع القهوة المختلفة حتى دهشت لرؤية علبة قهوة تركية قد اختفى إستيرادها منذ مدة ، قد كانت العلبة الأخيرة ، لعل يوجد الكثير من مدمني قهوة هنا كحالها ، مدت يدها لتمسكها لكنها تلامست مع شيء آخر ، لم تلمس الغطاء البلاستيكي ، بل شيء آخر، فرفعت يدها و هي تنظر للشيء الذي لمسته ، يد بشرية!، رفعت رأسها لتنظر من الذي ينافسها على علبة القهوة التركية ، فتفاجئت و بقيت تحدق به فهي على جهة اليمين و هو على اليسار من علبة القهوة .
-يقولون أنهم سيعاودون إستيراد هذه القهوة مجدداً
-من يعلم ما يهمني هو أخذ هذه العلبة قالت سام
-لا أظن ذلك قال بينما يمسك العلبة
مدت يدها لتنتشل علبة القهوة من يده و قالت:
-دع ظنونك لنفسك
-هكذا إذاً ؟
-أجل هكذا فلتعطني إياها
-لن أفعل
-ستفعل يا جورج فلتعطني إياها
-ما الأمر يا سام ، هل هنالك مشكلة ؟ قال آدم من خلفها بينما تتصل عيناه بعينا جورج
-سام:أجل هنالك مشكلة اعطني علبة القهوة
-جورج: لماذا لتشربيها مع هذا "قالها بينما يؤشر بسبابته نحو آدم" أنسيتينني بهذه السرعة ؟
-آدم:لست من محبي القهوة لكن إذا كانت سام من ستعدها لي فستكون عسلاً على لساني
وضع آدم يداه على كتف سام و هو يبتسم
-جورج:يبدو أنك لا تعرف من الذي تتحدث معه؟
-آدم:الشخص الذي يحمل قهوة سام؟
-جورج: حبيب سام
-سام: حبيب سام السابق الخائن
-آدم: مثير للإهتمام ، بما أن سام اكملت حياتها الآن فلتكملها أيضاً بعيداً عنها
-جورج: سأموت قبل أن اعطي سام لشخص غيري ، هل تسمعني؟ على جثتي
-آدم: حسناً إذاً يبدو أن ستموت مبكراً
-سام هي تهمس لادم :دعك منه
-جورج: حسناً هذه المرة سأضع الكرة بملعبكم او لنقل علبة القهوة ، لكن يا سام صبري بدأ ينفذ مع الوقت ، و أنا لست مسؤول عن أي شيء سأفعله لاحقاً
-آدم:ضع القهوة
وضع جورج القهوة فامسكتها سام و هي تنظر لجورج بتحدٍ و غضب .
اكملا سيرهما بالعربة و دفع الأغراض بما فيهم القهوة ،شعرت سام بالفراشات تتراقص بمعدتها، آدم اليوم أخذ جائزة نوبل بالكلام الجميل الذي يقتل سام ، طلبا سيارة أجرة و عادا ، وقفت السيارة بالقرب من محطة الحافلات لتستقلها سام، التفتت سام لادم قبل الخروج ، و ابتسمت له و قالت: هل أنت بالفعل لا تحب القهوة ؟
-حسناً انا لا أحبها لكنني أحب الناس الي تحبها
-جميعهم ؟
-من يعلم
-أراك غداً آدم ميلر و شكراً مجدداً
-وداعاً سام سميث لا تقلقي جميعنا لدينا ماضٍ عاطفي سيء
-هذه هي الحياة
أغلقت سام باب السيارة و جلست تنتظر الحافلة القادمة ، فتحت هاتفها و هي تنظر لتلك الأرقام التي بدأت توشم بذاكرتها، و فوق تلك الأرقام تقبع تلك الصورة الجميلة ، صورتها المفضلة.

سمفونية التوليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن