لو قفزت أنت سأقفز معك، و لن أتركك بمفردك."
التايتنك - جاك
الخميس - ١٢:٠٠ صباحاً
قام الجميع بترتيب حقائبهم و حزم أمتعتهم، و تجهيز أنفسهم للمغادرة بعد ساعتين ، خرجوا من غرفهم نحو المطعم ليتناولوا طعام الفطور ، الجميع قلق على آدم ، منهم من يجلس بجانبه و يحضر له كل ما يحتاج كديفيد، و منهم من يساعده بنصائح طبية كوالدا هانا ، و منهم من يضحكه كجون ، و منهم من يسأله عن أحواله من جهة و يراقب جون من جهة أخرى كجينا ، و منهم من يوبخه و يحضه على الإهتمام بنفسه كهانا ، و آخر يتناول طعامه بهدوء من الخارج و صخب من الداخل كسام .
-ديفيد لآدم: هل ترغب أن أقوم بإطعامك ؟
-آدم:يا أصدقاء أقسم بأنني بخير ، أستطيع تناول طعامي بمفردي
-هانا: نحن نقوم بتدليلك
-جون : هل ترغب بوضع القليل من الملح ؟
-آدم: أنا بخير ، لا تقلقوا علي
-جينا: لا تتناولوا الكثير من الطعام فنحن لدينا طريق طويل للديار ، ستصابون بالغثيان
-جون : أجل جينا محق
-هانا تغمز: بالطبع هي محقة ، أليس كذلك يا سام ؟
-سام بملل :أجل .. بالطبع
-هانا: حسناً أظن لو أنا سام من عرضت عليه إطعامه لَقَبِلَ ذلك
-ديفيد: ياللتمييز !
ابتسم آدم و فتح فمه و هو يقترب من سام التي كانت ترفع ملعقتها ، الملعقة قد غيرت وجهتها و اكملت طريقها نحو فم آدم ، كانت سام ترتجف و هي تمسك بالملعقة و تقربها نحوه ، بينما هو لاحظ توترها ، فامسك يدها و قرب الملعقة و تناول الطعام بإنتصار ، بينما يمسح طرف فاهه بإبهامه و يعود لوضعه الطبيعي و تقام حفلة بداخلها .
انتهى الجميع من طعامه ، فقرروا الإستماع بآخر رحلتهم ، عادت هانا للغرفة لإكمال ترتيب حاجياتها الكثيرة بحقيبة قد ابتاعتها حديثاً ، ديفيد يجلس على السرير المجاور لهانا و يدمر ترتيبها بينما تغضب و تضربه بملابسها ، سام خرجت من الفندق و ذهبت لموقع الصخرة ، يداها مفتوحتان للبحر ، تناثر شعرها من الرياح ، إبتسامتها التي ارتسمت و زينت وجهها ، بينما هو ينظر لها من الجسر الخشبي ، موقع جريمة البارحة !، أما عن جينا فكانت تجلس على كرسي ما ، ترتدي قبعة لوقايتها من الشمس ، و تمسك كتابها ذاته ، هو يقترب و يجلس على طرف الكرسي و يقول : جينا .. هل لي بسؤال ؟
-بالطبع
يضع يده خلف عنقه فينظر لها تارة و ينظر للكتاب تارة أخرى
-هل تريد معرفة عنوان الكتاب ؟
-ماذا ؟ أي كتاب؟
-الذي كنت تنظر له
-ماذا ؟ لا .. إنه فقط .. فلتسمعيني جيداً
-حسناً
أخذ نفساً عميقاً و نطق بجملته التي قد تدرب عليها لساعات فقال : هل تودين الخروج معي ؟
توسعت حدقتا جينا ، ارخت يداها عن الكتاب حتى انزلق من يدها .
-أنا لست جيداً في هذا ،و لست من النوع الذي لديه شعبية لدى الفتيات ، لكن أنا فقط ..
-أجل !
-حقاً ؟
-أجل ! أجل !
قالت جينا بحماس مفاجىء
-هذا بالفعل جعلني سعيداً
-أنا لست جيدة بهذه الأمور أيضاً ، صدقني أنا أفشل منك حتى
-هل علي طلب رقم هاتفك الآن؟
-ربما !
-هل لي برقم هاتفك ؟
-بالطبع .. مدت له الهاتف فدون رقمه و فعلت المِثْل
-سنخرج بعد أن تنتهي من إمتحاناتك ، لا أرغب بإشغالك الآن فحتماً لديكِ أطنان من المذاكرة
-هذا جيد و مناسب جداً
-و من فضلك لا تخبري هانا حتى أعود للمنزل
-ضحكت جينا على كلامه و قالت :سأهتم بهذا الأمر
-يبدو أن حاجز الخجل قد ارخى دفاعه
احمر وجه جينا ، فهو ذكرها بخجلها الذي قد نسيته للحظات و تجرأت و قبلت مواعدته كما و أعطته رقمها ، وضعت يدها على وجهها، فابتسم لتصرفها و قال: بالمناسبة ما هو عنوان الكتاب ؟
-لن أخبرك
-عنوان جميل
في هذه الأثناء ، تصعد سام عبر الدرج الخشبي المؤدي للجسر ، فسارت بخطوات رتيبة بينما تراقب البحر ،فاصطدمت بإحدٍ ما .
-آسفة !.. هل أنت بخير! ... أليكس!
-شاردة كعادتكِ
-ما الذي تفعله هنا ؟
-و لِمَ أنتِ مهتمة ؟ هل تريدين إفساد رحلتنا؟
-أليس من المفترض أنكما تقضيان شهر العسل بجزر المالديف ؟
-لقد عدنا و قدمنا هنا البارحة ، على أي حال لن أخبر إلين عنكِ فلا أريد لمزاجها أن يتعكر كما تعكر مزاجي للتو
-قالت سام ببرود : فلتفعل ما تريد
ذهب أليكس بينما اكملت سام سيرها ، رفعت نظرها فرأت آدم يسند بظهره على الحافة الخشبية و يضم يداه لصدره و هو يكتم ضحكته .
-دعني احزر لقد كنت تعلم مسبقاً !
-أنا أعتذر ، لكنني لن أضيع ردة الفعل هذه
اسندت ظهرها بجانبه كما يفعل هو و قالت :
-أنا لا أطيقه إنه مجرد متعجرف
-حسناً لا بد أنه لا يزال يحقد عليكِ منذ ذلك اليوم
-أنا أكره ذلك اليوم
-لا عليكِ ، إنه مجرد يوم من الماضي ، فلتنسي أمره
-أنت محق ! و أنت أيضاً لا تفكر بالماضي كثيراً
-أنا أحاول ذلك
-جيد
-سام ..
-أجل ؟
-هل لا زلتي تلومين نفسكِ بشأن البارحة ؟
-هل تسمح لي بإجابتك لاحقاً ؟
-بالطبع ، في إنتظار ردكِ
٢:٠٠ ظهراً
يجلس الجميع بالسيارة كما جلسوا أول مرة ، جينا تبتسم و تغمض عيناها متذكرةً طلب جون ، جون يجلس و هو يراقب خصلات شعرها ويخطط للموعد بمخيلته ، هانا تمسك بيد ديفيد و يتحدثان معاً ، آدم يضع سماعات الأذن التي قد أقتسمها مع سام كقطعة حلوى لذيذة بنكهة الموسيقى.
٥:٤٠ مساءً
عادت سام للمنزل فساعدها جون بحمل الحقيبة ، و صعدا معاً حتى دخل كلٌ منهما لشقته ، ذهبت سام لتأخذ حماماً ساخناً ، بعدها ارتدت ملابسها و أخرجت هدية ليزا من حقيبتها ، و توجهت لشقتها ، ففتحت الباب بحماس و دخلت بسرعة دون إنتظار الرد ، فتفاجئت بوجود فتاة جميلة بسن العشرينات تجلس على الأريكة لوحدها ، خجلت سام من دخولها المفاجىء أمام غريبة ، فقالت تلك التي تجلس على الأريكة : مرحباً ! لا بد بأنك سام
-مرحباً ... أعتذر بشأن دخولي هكذا قالت بإحراج
-لا عليكِ ! ليس عليك الطرق لا بد أنكِ معتادة على ليزا
-أجل ، شكراً لمجيئكِ و الإعتناء بليزا، أعتذر إن سبب هذا أية مشاكل
-هو سيسبب مشاكل لكن من يهتم ! فلتنسي الأمر تعالي و اجلسي
جلست سام بجوارها و قالت:
-أين هي ليزا ؟
-لقد ذهبنا لزيارة السيدة الكساندرا و أنا شعرت بالضجر فعدت لهنا
-مواضيع كبار السن لا تلائمنا احياناً
-أجل أنتِ محقة ، إذاً هل استمتعتي برحتلكِ ؟
-أجل لقد كانت ممتعة ! هل استمتعتي برفقة ليزا؟
-بالطبع ! جدتي هي الأفضل و طعامها كذلك
-أجل صحيح
-أنا مسرورة لأنكِ تعتنين بها ، شكراً جزيلاً يا سام
-لا بأس صدقيني هي الي تعتني بي
-جدتي تتحدث عنكِ دائماً و تحبكِ منذ أن كنتِ طفلة ، من الجيد أنك انتقلتِ لهنا
-أجل انتقلت منذ بضعة أشهر، و أنا سعيدة بهذا
*صوت فتح الباب*
-سام ! لقد اتيتي يا صغيرتي
نهضت سام من مكانها لتعانق ليزا و تقفز كطفلة صغيرة
-اشتقت لكِ !
-و أنا أيضاً يا صغيرتي
-كيف حالكِ ؟
-بخير ، كيف الرحلة ؟ و كيف حال أصدقائكِ؟
-بخير ، كل شيء بخير
-لا بد بأنك جائعة سأحضر الطعام
-سأساعدك
-و أنا أيضا سأساعد ! قالت الحفيدة
الجدة و حفيداتها قمن بتحضير الطعام معاً و سام تحدث ليزا عن رحلتها بينما ليزا تخبرها آخر أخبار الحي، تناولن الطعام بينما يتحدثن بأمورٍ شتى ، فبعد قليل رن هاتف الحفيدة فنظرت للهاتف بتوتر و أجابت عليه ،فبدأت كلامها بكلمة مرحباً أبي و انهته بأجل لقد انتهيت من عملي و سأستقل سيارة أجرة من الفندق و أعود ، وداعاً .
- الحفيدة : سررت بوجودي هنا ، لكن علي العودة الآن
-ليزا: لا بأس يا حفيدتي الجميلة يجب عليكِ العودة حتى لا يقلق والدكِ
-الحفيدة: شكراً جدتي ، سام سررت برؤيتكِ ، فلتعتني بجدتي عوضاً عني
-سام: لا تقلقِ سأهتم بها
نهضت الحفيدة و ودعتهم و عانقتهم و عادت أدراجها للديار فبقيت سام تجلس مع ليزا .
-أين هو جون ؟ قالت ليزا
-قال بأنه لديه أمراً مستعجلاً و سيعود بالمساء
-أجل ، أنا مسرورة كونكما قضيتما وقتاً ممتعاً
-إذاً هل استمتعي مع حفيدتكِ ؟
-بالطبع فأنا لم أرها منذ زمن و يبدو أنني لن أرها لفترة طويلة أخرى قالت ليزا بحزن
-لا تقلقِ ستريها مجدداً و بأسرع وقت
-آهٍ يا سام ، ليت الأمر بهذه السهولة
- هل حدث أمر ما ؟
-لقد كذبت لتأتي لهنا و تراني ، فوالدها يشدد عليها قطع كل إتصالاتها معي
-هل تريدين إخباري بالأمر ؟
-لا عليكِ ، أنتِ متعبة من الرحلة ، فلتسترخي فحسب
-هيا اخبريني لا بأس أنا لست متعبة
-حسناً أيتها العنيدة الصغيرة
عدلت ليزا جلستها و امسكت يد سام و بدأت بسرد قصتها .
عودة للماضي "٢٠١٠ "
١٥/١/٢٠١٠ ، فصل الشتاء ، بيت ليزا و زوجها .
تفتح ليزا باب المنزل لتخرج بينما ترتدي قبعتها الصوفية و تقول : لن أتأخر سأحضر بعض الأشياء و أعود لنحتفل بعيد ميلاد حفيدتنا الصغيرة
-ليس عليكِ الذهاب فالجو بارد و مثلج
-لن أتأخر فقط سأذهب للمتجر و أعود ، لا تنسى تناول دوائك
-حسناً وداعاً
-وداعاً
خرجت من المنزل و توجهت للمتجر ، اشترت حاجياتها و تحدثت مع جيرانها ثم دفعت ثمن الأغراض و عادت للمنزل بسرعة كي لا تتأخر على زوجها المريض .
دخلت المنزل و وضعت الاغراض على الأرض بينما تزيل قطع الثلج الصغيرة عن معطفها و تقول : لقد عدت ! ، لم تسمع أي رد ، لم يكن يجلس بغرفة المعيشة ، لعله ذهب ليرتاح على السرير المريح ! ، خلعت معطفها و دخلت بينما تمسك بكاسة ممتلئة بعصيره المفضل ، لكنها ما إن دخلت الغرفة ، حتى سقطت الكاسة و تحطمت لأشلاء ، صعقت من هول المنظر ، زوجها مرمي على الأرض بجانب السرير و الدماء أخذت مجراها على وجهه ، اقتربت منه بهلع و هي تهزه و تنادي بإسمه ، لكن دون جدوى ، "سكتة قلبية " هذا ما قاله طبيب المستشفى في تلك الليلة الباردة ، المثلجة ، المؤلمة ، فلم يكتمل جرحها إلا بلوم و صراخ ابنها عليها ، لم تجد سنداً ترتكز عليه و تشكو له ، حتى ابنها ، فلذة كبدها نعتها بأسوء المسميات ، و استحقرها و تبرأ منها حتى هذا اليوم .
-لكنه ليس ذنبكِ ، قالت سام بينما تتجمع العبرات بعينيها
-هو يعتقد أنه كذلك
-هل حفيدتكِ تعلم بشأن هذا ؟
-أعتقد أن والدها أخبرها لكنني لم أخبر أحداً بهذا الأمر ما عدا الآن
-هل تخشين أن تخبريها بنفسك ؟
-هي لم تسأل قط و لم نتحدث بالموضوع ، لكنني أشعر بأنها تعلم و مع ذلك هي لم تتوقف على مراسلاتها معي طوال هذه السنوات
-هل كنتِ تحملين هذا العبء طوال هذا السنوات؟
-و هل لدي خيار اخر يا صغيرتي
-أعتذر لسماع هذا ، لا أعلم ماذا أقول
-ليس عليكِ قول شيء ، لا بأس ، أشعر أنتي بحالٍ أفضل الآن
-أنا دائماً هنا لدعمكِ !
-تعالي و عانقيني
عانقت سام ليزا ثم ابتعدت و حدقت بها و قالت : لقد ذكرتيتي بوالدي لوهلة
-حقاً؟ بأي جزء؟
-و لا جزء ، أشعر أنني اشتقت له فحسب
-ليته كان حاضراً ليراكِ الآن
-الموت لا رحمة لديه
-كلنا سنموت يوماً ما يا سام ، هي فقط تواريخ مختلفة
-لقد توفي بعيد ميلادي السادس عشر
-أنت تكبرين سنة و هو تنتهي سنينه و يذهب للعالم الآخر
-هل تعتقدين أن بإمكانه سماعي؟
-أنا متأكدة من هذا
-على أية حال ، أحضرت لكِ شيئاً
-حقا؟ ما هو ؟
أخرجت سام الميدالية الصدفية و مدتها لليزا التي امسكتها بينما تبتسم و قالت : سأضعها لمفتاح الشقة، شكراً لكِ
-العفو
*صوت طرق الباب*
-ليزا:ادخل
دخل جون و ألقى التحية بينما ليزا استقبلته بعناقٍ حار فجلس برفقتهم فقال بعد لحظات : إذاً هل كل شيء بخير ؟
-ليزا : كل شيء بأفضل حال ، ماذا عنك ؟
-جون: جيد جداً بل ممتاز !
-سام : ما بك؟
-جون: أنا سعيد جداً
-ليزا: أخبرنا لنشاركك الفرح
-جون : لقد وافقت على الخروج معي !
-ليزا: من هي؟
-جون :جينا
قهقهت سام عند سماعها لكلامه و نظرت لها بدهشة و قالت : هل أنت جاد ؟
-جون : بالطبع أنا كذلك
-ليزا : جينا اللطيفة ! يا لك من محظوظ
-سام : إذاً أنت بالفعل معجب بها
-جون : أجل !
-سام : متى حدث كل هذا !
-جون : هذا الصباح قبل عودتنا لهنا
-سام:ما الذي فعلته بصديقتي
-جون : لم أفعل شيئاً هي التي فعلت
-ليزا : ستكونان ثنائي لطيف و مميز
-سام : فلتعتني بصديقتي جيداً و جهز نفسك لإستجاوبك من قِبَلْ هانا
-جون : لا تقلقا ، سأهتم بهذا الأمر
-ليزا : لِمَ تأخرت ؟
-جون: لقد ذهبت لرؤية جورج
-ليزا : جيد
١١:٠٠ ليلاً
عادت سام لشقتها بعد ليلتها الطويلة و التحدث عن تفاصيل و مغامرات الرحلة ، بالطبع إلا بعض التفاصيل الخاصة بسام وحدها ، ارتمت على السرير و كانت تريد النوم إلا أن هنالك شيء لم تنجزه بعد ، لم ينتهي يومك بعد ، انهضي ! ، امسكت هاتفها و اتصلت عليه و انتظرت رده بينما تنظر لصورته ، حتى أجابها بصوته المتعب .
-صباح الخير سام سميث
-مرحباً ، هل أيقظتك ؟
-لا بأس لقد نمت للتو ، فعلتي خيراً بإتصالك
-أنت من قال أنك تفضل المكالمة
-هذا صحيح فبهذه الطريقة أستطيع كشف حقيقتك من صوتك، عوضاً عن الرسائل النصية المختصرة
-اتصلت لأخبرك بجواب السؤال ، لكن هل لك أن تسألني إياه مرة أخرى
-حسناً ، هل لا زلتي تلومين نفسكِ بشأن البارحة ؟
-ما سأقوله الآن سيبدو فظاً نوعاً ما ، أعتذر مسبقاً ، جوابي هو ..
صمتت لبرهة قبل أن تكمل
-جوابي هو أنه لو عاد بي الزمن و وضعت بنفس الموقف سأفعل كما فعلت بالضبط ، سأمسك بالسوار و لن أدعه يفلت ، أعلم أنني وضعتك بموقف سيء و أعلم أنني جعلتك وجه لوجه مع مخاوفك و رميتك لها و أنا أعتذر لأنانيتي لكنني .. لكنني أحببت هذا الجانب منك ، أنا أحببت خوفك ، هذا هو جوابي
صمت آدم و هو يعيد كلامها برأسه مرةً تلو الأخرى و قال : و أنا أحب جانب سام سميث الأناني
-لست أنانية !
-سام سميث ، أنتِ لم تتركيني لقد كنتِ هنا من أجلي ، شكراً
-أنا سأساعدك دائماً مهما تطلب الأمر
-و لِمَ ستفعلين هذا ؟
-لأنني ..
-لأنكِ ؟
-لأننا سام سميث و آدم ميلر ، هذا هو الأمر !
-هذا صحيح ، لقد عرفتِ بشأن سري الصغير فيحق لي معرفة أحد أسرارك يوماً ما
-ليس لدي شيء أخفيه
-كلنا لدينا شيء نخفيه ، ربما يكون صغير و ربما كبير
-ستعرف يوماً ما بسري
-أستخبرينني؟
-ف الوقت المناسب
-في الإنتظار ، تصبحين على خير
-تصبح على خير
أغلقت هاتفها و استسلمت للنوم و هي تفكر بسرها الصغير المأسور بداخل قلبها .
أنت تقرأ
سمفونية التوليب
Short Storyفي أعماق مدينة نيويورك الضخمة ، و شوارعها الصاخبة المزدحمة ، تقبع سام سميث على كرسيها منغمسةً بالقراءة و الإستماع للموسيقى، رائحة القهوة و الكتب العتيقة تندمج مع الأكسجين في الأثير ، يخرج بطلها الحقيقي من روايتها و تنقلب حياتها رأساً على عقب ، الكثي...