الأربعاء - الساعة ١١:٣٠ صباحاً
تجلس سام بمحاضرة الأستاذ ويليام المنتظرة ، فقد كان وقت الكشف عن الألغاز ، مرر الطلاب الصناديق التي تحتوي على الدلائل و العلامات و اعطوها للأستاذ ويليام ، خمس صناديق و خمسة حلول على وشك أن تكشف، بدأ بفتح الصندوق الأول ،فاخرج منه كتاباً و رفعه و هو يقول :تم حل اللغز الأول ،ثم فتح الصندوق الثاني و أخرج ورقة شجر من شجر السرو الموجود على أطراف الجامعة و قال :اللغز الثاني ، ثم فتح الصندوق الثالث و أخرج عدسة مكبرة ، التفتت سام لآدم فلاحظت علامات التساؤل ترتسم على وجهه فقالت بصوت منخفض :
-هل ترى ما أراه؟
-أيعقل أننا لم نحل اللغز كاملاً ؟
-لا أعلم
ففتح الأستاذ ويليام الصندوق ما قبل الأخير و أخرج منه مخطوطة قديمة ،فتوقف قليلاً و نظر باتجاه سام و آدم و هو يبتسم ، بدأ بفتح الصندوق الخامس فاخرج منه ورقة ، اقترب من الطلاب و نادى على سام و آدم ،تبادلا النظرات لثوانٍ معدودة ثم نهضا و وقفا بجانبه ، فتح الورقة ثم قرأ ما بداخلها بصوتٍ مرتفع :
"وحدنا يمكننا أن نفعل القليل، معا يمكننا أن نفعل الكثير"
صمت قليلاً و قال:ماذا يعني هذا بالنسبة لكما ؟
أجاب آدم و قال:اللغز
-هل تسألتما لماذا اللغز الخاص بكما عبارة عن شيءٍ معنوي و ليس مادي
-بالطبع
فضحك الأستاذ ويليام و قال بحماس:جعلت اللغز المفضل لدي للنهاية ، أنتما لم تنتهيا بعد
صمت كلا من سام و ادم و هما يستمعان إليه فاكمل حديثه و قال : ما زال هنالك شيئاً مادي ، اللغز هذا (قال و هو يلوح بالورقة) ليس سوى مفتاح صغير نحو اللغز
نظر جميع الطلاب إليه بحماسٍ و فضول
شكلوا رقماً من الأرقام التي وجدتموها و اتصلوا به إذا كان هو الرقم المنشود تنجحان و تحلان اللغز و تحصلان على علاماتكما الإضافية
صمت
لكن إذا لم يكن هو ، سيخسر كل الفصل علامات و لن يحصد أحدٌ شيئاً
تعالت أصوات الطلاب و إنزعاجهم ، ارتفع صوتهم أكثر فأكثر و اصبحوا كالبركان الذي على وشك الإنفجار ،اعترضوا و لم تعجبهم الفكرة مطلقاً .
فضرب الأستاذ ويليام بكلتا يده على الطاولة و صرخ قائلاً :هدوء! ألا تثقا بزملائكما !
انخفض الصوت شيئاً فشيئاً .
-سام و آدم معكما اللغز المصيري و الأصعب ،ليس هنالك مجال للتراجع و الإستسلام
-لكن..قالت سام
نظرت سام للطلاب و ملامح الإستياء تملأ وجوههم
-لا عليكما أنا أثق بكما
مد الصندوق لآدم و هو ينظر لعينيه، فامسكه آدم و لم يقل شيئاً،فقال الأستاذ ويليام : معكما ساعة واحدة فقط ، ثم نظر لسام و قال:بالتوفيق.
انتهت المحاضرة فخرج الأستاذ ويليام ثم تبعاه سام و آدم و خرجا مباشرةً تفادياً لأي إحتكاك مع أحد .
-لكن كيف سنعرف أننا اتصلنا بالرقم الصحيح قالت سام
-لا تقلقِ ستعرفين هذا مباشرةً ،في الواقع لقد اعطيتكما تلميحاً جديداً
-متى ؟ قالت سام
-لديكما ساعة واحدة هيا اذهبا ،انتظركما بمكتبي
غادر الأستاذ ويليام أما هما فتوجها نحو شجرة البلوط الضخمة و جلسا على الأرض و هما يمسكان هواتفهما
الوقت المتبقي : ٥٥ دقيقة.
-لدينا هذه الأرقام "١٩٤٥"
"١٥"
"٢٢"
"٣٥٦"
"١٢"
"٣٠" قال آدم
-أيريدنا أن نجربها كلها! ،بالمناسبة كيف سنعرف الرقم المنشود
-لا تقلقِ يا سام سنجد شيئاً ما
-لكنت رأيت ما الذي سيحدث لو فشلنا
-سام
نظر إليها بنظراتٍ جدية و حادة
-حسناً دعنا نجرب
-نحتاح لتسعة أرقام ، جربي الأرقام التي تنجح بأن تكون رقم هاتف
-حسناً و أنت غير الترتيب
-حسناً هيا سأجرب ١٥٣٥٦١٢٣٠ ١+
في هذه الأثناء اتصلت سام برقم ٣٥٦١٢٣٠١٥ ١+
-لم يجيب أحد ،ماذا عنكِ ؟
-إنه يتصل
-مرحباً قالت سام
صمت
-مرحباً ! هل تسمعني ؟
لم يجب أحد فانهت المكالمة و قالت : لا أحد
-هيا لنجرب شيئا آخر !
الوقت المتبقي : ٤٥ دقيقة
-إذاً ؟ قال آدم
-أجابني طفل صغير ذو صوتٍ مزعج
-إمراة مسنة
ضحك كلا من سام و آدم و اكملا الإتصال
-سأتصل برقم ١٥٢٢٣٥٦١٢ +١
-و انا برقم ١٥٣٠١٢٣٥٦ +١
الوقت المتبقي ٤٠ دقيقة
-لا رد قالت سام
-الهاتف مغلق
-لا يمكننا العمل بهذه العشوائية
-أنتِ محقةِ
-ماذا لو كان هنالك رابط ما
-ربما
-علينا طلب المساعدة
-ألستِ أنت من يرفض طلب المساعدة
-ليس و كل علامات الفصل على عاتقي
-حسناً اطلبي من أحدٍ ما
قال آدم و هو يمسك بالهاتف دون النظر لعينا سام
-..
-ألن تنهضي ؟
بقيت سام تحدق به بغضب و قالت : لا تتظاهر بأنك لا تفهم
-ماذا تقصدين ؟
-أنت تعلم تحديداً ما أقصد
-لا ،أنا لا أعلم
-اذهب و اطلب المساعدة أنت
-لا يا سام اذهبي أنتِ
-هيا يا آدم اذهب أنت
-طلاب كليتنا لطيفون سيقبلون مساعدة فتاة جميلة مثلكِ
-هل هذه هي طريقتك لجعلي انهض بدلاً عنك
-أقلت شيئاً خاطئاً ؟
-يا لك من مخادع 🙂 حسناً سأذهب
أنت تقرأ
سمفونية التوليب
Short Storyفي أعماق مدينة نيويورك الضخمة ، و شوارعها الصاخبة المزدحمة ، تقبع سام سميث على كرسيها منغمسةً بالقراءة و الإستماع للموسيقى، رائحة القهوة و الكتب العتيقة تندمج مع الأكسجين في الأثير ، يخرج بطلها الحقيقي من روايتها و تنقلب حياتها رأساً على عقب ، الكثي...