نصيحة اليوم : افعل دائماً ما تخاف أن تفعله ✨الجمعة - ١١:٠٠ صباحاً
-سام أين كنتِ البارحة ؟ لقد قلقت عليكِ
-آسفة لقد كنت منشغلة قليلاً
-لا عليكِ المهم أنكِ بخير
-إذاً كيف كان الموعد ؟
-ألم تقرأي الرسائل ؟
-لم أقم بقرائتها ، فهي كثيرة جداً
-هانا يجب أن تكون محققة و ليس ممرضة
-هذه هي هانا ، إذاً أعتقد أنه سار على نحوٍ جيد
-كان رائعاً بحق .. كما تعلمين .. إنه جون ..
قالت بينما تلعب بخصلات شعرها المتموجة و تنظر للأرض بهدوء .
-لست بحاجة لإخباري التفاصيل هانا ستقوم بهذا بدلاً عنكِ
-أنا متأكدة من هذا
-على أية حال ، ما سبب مجيئنا للجامعة بيوم العطلة ؟
-أجل .. بشأن هذا الأمر .. دعينا ندخل أولاً
دلفت الفتاتان لمبنى الحرم الجامعي ، كان جينا تمسك قبضتها و تقاوم توترها و إنقباضة قلبها ، بينما سام تسير معها دون معرفة سبب تواجدها بالأساس ، وقفتا أمام غرفة إدارة الجامعة ، بينما جينا تخرج بعض الأوراق من حقيبتها الصغيرة .
-جينا ما هذه الأوراق ؟
-ستعرفين الآن
طرقت جينا الباب و دخلت هي و سام ، جلستا أمام المسؤول الذي يبدو أن جينا تحدثت معه مسبقاً كونه لم يتفاجأ بوجودها .
-هل كل الأوراق جاهزة يا جينا ؟
-أجل سيدي ، كل شيء هنا ، بقيت موافقتك و توقيعك فحسب
امسك بقلمه و خط توقيعه على الورقة و مررها لها.
-مبارك قبولك بكلية الفنون
شهقت سام عند سماعها لكلامه و نظرت لجينا بدهشة و بفاهٍ مفتوح .
خرجتا من الغرفة بينما سام تقفز من شدة الفرحة و تعانق جينا .
-هل هذا صحيح ! لا أصدق ما سمعته للتو
-أجل أجل و من الآن فصاعداً أنا بكلية الفنون
- يا الهي ! هذا رائع ، يجب علينا أن نحتفل !
- لم أرك متحمسة هكذا قط
-و أخيراً ستحققين حلمك ، كيف لي أن لا أفرح! أنا سعيدة جداً من أجلكِ
-كل هذا بفضلك يا سام ، لولا دعمك لي لما فعلت هذا
ابتسمت سام بخفة و عانقتها مجدداً ثم ابتعدت و قالت : بالمناسبة جينا كيف اقنعتي أهلك بهذا الأمر
-لم أقم بإخبارهم
توقفت سام عن السير و نظرت لجينا و هي ترفع إحدى حاجبيها كأنها تقول "ماذا !".
-لم أقم بإخبارهم ، لا أحد يعلم بهذا الأمر سوى أنتِ فقط
-لم أتوقع أن لديكِ جانب جريء كهذا
-لقد سئمت من كوني روبوت يتحكم به والديّ
-هل أنتِ واثقة من قرارك ؟
-بالطبع أنا كذلك ، هذا هو حلمي يا سام
-حسناً إذاً فليحدث ما يحدث ، أعتقد أن والديكي سيتفهمون الأمر لاحقاً
-هل تعتقدين أن ما فعلته صحيح ؟
-بالطبع ، كانت خطوة كبيرة و جريئة بحق ، بدأت أخاف منك بالفعل
قهقهت جينا و قالت : و أنا لم أتعرف على نفسي أيضاً
-لا بأس يا جينا ، كوني واثقة بنفسك و تمسكي بحلمك جيداً
-سأفعل ، أنا سعيدة حقاً لحصولي على صديقة مثلكِ
-وأنا أيضاً ، إذاً هل تودين أن نحتفل اليوم ؟
-بالطبع ،سنخرج مساءً ، هل لديكِ أي إقتراح لمطعم جيد ؟ فليكن شيئاً مختلفاً لم نجربه قط
-في الحقيقة لدي مطعم رائع للغاية
-حسناً إذاً نلتقي مساءً و سأخبر هانا بالأمر حينها
-حسناً سيكون هذا جيداً
عادت سام للشقة ، لشقة ليزا بالأصح ، فتفاجئت بعينا ليزا المحمرتان و بوجهها الشاحب الهزيل ، اقتربت منها بخوف و هي تمسك يديها و تتفحصها بعيناها و تقول : هل أنتِ بخير ؟ ما الذي حدث ؟
-حفيدتي ..
-ما الأمر !ما بها حفيدتكِ ؟ هل حصل لها مكروه؟
-والدها .. والدها علم بشأن الاتصالات بيني و بينها
-ماذا !
قالت سام بصدمة
-أنا لست بخير يا سام ، لقد قرر إبعادها خارج نطاق نيويورك كلها
-حسناً حسناً فلتهدئي
-أنا لن أستطيع رؤيتها مرة أخرى
-لا تقولي هذا يا ليزا
-أنا خائفة يا سام
-لا تقلقِ كل شيء سيكون بخير ، أين هي الآن ؟
-آخر ما سمعته منها أنها بطريقها نحو المطار
-متى ستقلع طائرتها ؟
-بعد ساعة تقريباً
-حسناً فلتنهضي لا وقت لدينا
-إلى إين ؟
-إلى المطار ..
أنت تقرأ
سمفونية التوليب
Short Storyفي أعماق مدينة نيويورك الضخمة ، و شوارعها الصاخبة المزدحمة ، تقبع سام سميث على كرسيها منغمسةً بالقراءة و الإستماع للموسيقى، رائحة القهوة و الكتب العتيقة تندمج مع الأكسجين في الأثير ، يخرج بطلها الحقيقي من روايتها و تنقلب حياتها رأساً على عقب ، الكثي...