٤٤. كلمة الحب ♥️

60 4 2
                                    



كلمة السر التي تفتح جميع الخزائن هي كلمه الحب
-مثل ألماني

الأحد - ١٠:٠٠ صباحاً
-ضع الحقيبة هناك
-كل هذه حقيبة كتب ؟ أهذه مكتبة متنقلة ؟
-مضحك جداً
حان وقت الإنتقال للشقة الجديدة، فقاما كلا من سام و آدم بإحضار الحقائب و البدء بالتجهيز للعيش هنا .
-حسناً عملي انتهى هنا ، وداعاً سام سميث
-أستذهب ؟
-هل تريدين مني البقاء ؟
-أنا أعلم بأنك لن تتركني
-أأصبحتي تعرفينني الآن ؟
-ليس وحدك من تعرفني يا آدم ميلر
-لا تثقِ بي كثيراً يا سام سميث
-و إن فعلت ؟
-أخشى أن تقعِ لي
-و إن حدث هذا ؟
-أخشى أن أقع لكِ
-و بعدها ؟
-حسناً من أين سنبدأ ؟
-نبدأ بماذا ؟
-بالتنظيف
-لكنك لم تجب على سؤالي
-دعِ كل شيء لحينه
-حسناً يا سيد غامض ، بدايةً لنبدأ بالمطبخ
-أجل أجل ..
قال آدم بملل
-ماذا ألا تريد مساعدتي ؟
-و هل لي خيار آخر ؟
-إما أن تساعدني و إما أن ..
-أن ؟
-أن تساعدني
-سام سميث المتسلطة
-هيا الشقة الصغيرة لن تأخذ وقتاً طويلاً
-و بماذا سننظف ؟
-لا أعلم ليس لدي شيء
-بإمكاننا التنظيف برواياتك
-على جثتي
-أنا أمازحك فقط
-سأذهب لأطلب من السيدة أن تعطيني منظفات و الأدوات
عادت سام و أحضرت معها كل اللوازم و بدأت هي و آدم بتنظيف و تعقيم المطبخ من الأرض إلى السقف ، ثم ذهبا لغرفة المعيشة و رميا بدلو الماء على الأرض ، رفعت سام شعرها بعشوائية و أمسكت بالمكنسة و بدأت بالتنظيف بينما ترتدي بنطال الجينز الواسع التي رفعته طرفه خوفاً من الماء و تي شيرت رمادي اللون.
-لم أتوقع أنني سأراكِ يوماً هكذا ، تبدين ربة منزل بإمتياز
-ربما تظن أنك تعرفني ، لكنك لا تعرف سوى القليل
-دعيني أعرف إذاً
-لن أشبع فضولك ، هيا أمسح الطاولة 
-سأكتشف بنفسي
اكملا تنظيف الأرضية ، و إزالة الغبار عن الأثاث ، فبدأ آدم بمسح زجاج النوافذ و هو يصدر أصوات مضحكة و يضحك ببلاهة  .
-لا بد أنك فقدت عقلك
-سيكون هذا بسببك
-و ما شأني أنا ؟
-من يدري
-لا تتحدث بالألغاز
-أنا لغز كبير لكن حله سهل و هو بحاجة فقط لبعض التفكير
-شكسبير اخرج من جسد آدم من فضلك
-مضحك جداً
-ألا تلاحظ أنك فقدت صوابك اليوم ؟
-ربما ، أنا متحمس فقط
-هل هنالك شيء ؟
-شيء مهم جداً ، لهذا أنا في مزاج رائع اليوم
-ما هو ؟
-أأنتِ فضولية ؟
-يبدو أنه شيء مهم ليجعلك غريب أطوار
-من أهم الأشياء التي سأقوم بها بحياتي
-أخبرني ما هو ؟
-لن أفعل
-أخبرني ! لا يجب عليك أن تخفِ أسرارك عني
-بصفتكِ من؟
-سام سميث
-و من هي سام سميث؟
-ماذا ؟
-ماذا تعني سام سميث لآدم ميلر ؟
-و ماذا يعني آدم ميلر لسام سميث ؟
-أجيبي أولاً
-لن أفعل فأنا أيضاً لدي أسراري
-حسناً إذاً لن أخبركِ بالسر الذي سيغير حياتي
-سأعرف عاجلاً أم أجلاً !
استقامت سام من مكانها مغتاظة لتحضر هاتفها بعد أن انتهيا من المطبخ و غرفة المعيشة ليحظيا بإستراحة ، و لم تنتبه لبقعة الماء بجانب غرفة النوم فانزلقت على الأرض بجانب الباب ، و امتص بنطالها كل المياه وتأوهت بألم طفيف ، نهض من مكانه بسرعة البرق خوفاً عليها ، لكنه لم يدرك أنه لم يكن يرتدي حذائه و لا تزال الأرض رطبة فسقط على الأرض بجانب سام.
-يا للهول ، هل أنت بخير ؟
شعرت بالخوف الشديد و اهتز صوتها عليه بينما هو بعالم آخر فبدأ بالضحك و هو نائم على ظهره ، يغطي وجهه بيداه .
-أنت اليوم تخيفني ، هل شربت الكحول صباحاً ؟
-بالرغم من أن كتفي يؤلمني إثر السقوط ، إلا أنني حقاً سعيد
-سعيد ؟ أنت تفقدتي صوابي
-لا عليكِ هل أنتِ بخير ؟
-أجل
ذهبت سام لتغيير ملابسها التي تشبعت بالمياه فسمعت صوت إشعار الهاتف ينبه بوصول رسالة ما ، تفحصت محتواها و قد صدرت من رقم غير مسجل و حملت في ثناياها " مرحباً سام سميث ، معكِ  مالك البناية ، لقد نسيتي صندوقاً بشقتك أرجو أن تأتي لأخذه "
صندوق ؟ أي صندوق ؟ أنا متأكدة من كوني لم أنسى شيئاً ! ، سأرى لاحقاً ما الأمر
ردت على الرسالة بقول "مرحباً ! سأتي غداً لأخذه شكراً لك لإخباري " 
اكملت تفحص هاتفها و إرسال رسالة إلى المجموعة مع جينا و هانا للإطمئنان عليهم فلم تسمع عنهم أية أخبار و لعل كل واحدة منغمسة بعالمها الخاص خاصة هي .
-بالمناسبة هل وصلك رد بشأن الوظفية ؟
-ليس بعد
-إذاً كيف تشعرين الآن ؟
-بأن ظهري قد كسر ، و أنت ؟
-أكاد لا أشعر بيداي
-تبقى غرفة النوم فحسب ستأخذ وقتاً لذا دعنا نتناول الغداء
طلبا الوجبات السريعة برفقة البطاطا المقلية مع الكوكاكولا التي يسبح بداخلها قطع الثلج ، فعلاً الأكل الغير صحي دائماً ما يكون لذيذ .
بعد الإنتهاء دخلا غرفة النوم و باشرا العمل بجد ، في الواقع آدم ماهر بهذه الأمور أكثر من سام نفسها ، أخذت تسترق النظر إليه من حين إلى آخر بملامح وجهه الجادة و هو يركز بعمله .
-ما الأمر ليس لك صوت
-لا شيء فقط كنت أفكر
-بماذا ؟
-بكيف أن هذا الأسبوع قلب حياتي ١٨٠ درجة بطرفة عين
-لا تتعجلي ربما القادم يقلبها إلى ٣٦٠ درجة
-هل تعتقد هذا ؟
-كل شيء ممكن
اكملا التنظيف و أخذت سام تفتح الحقائب وترتب الملابس بالخزانة بينما استلقى آدم على السرير يشعر باللذة لانتهاء عمله فكل ما تبقى هو إفراغ صناديق الملابس و الكتب و إلى ما ذلك ، فنتيجة لذلك استسلم للتعب و لثقل جفونه و نام .
-هل تعلم يا آدم أنا حقاً مدينة لك فلولاك كنت سأكون كالمشردة ، لا أعلم كيف سأشكرك لكن .. لكن أنا حقاً ممتنة لوجودك
صمت ..
-أنا حقاً سعيدة لدخولك حياتي
المزيد من الصمت ..
-آدم؟
التفتت لتراه نائم بعشوائية ، ابتسمت لرؤيته و لسماع صوت تنفسه المتعب ، فغطته و ربتت على رأسه بحنية ثم اكملت العمل بهدوء خشية إيقاظه .
عندما انتهت نسبياً و لم يتبقى سوى بعض الأمور السهلة استلقت على الأريكة بغرفة المعيشة و امسكت هاتفها مجدداً أتاها الرد من صاحب البناية " ابعثي لي برسالة قبل أن تأتي لأفتح لك باب الشقة و تستلمي الصندوق "
أجابت " حسناً ، شكراً مجدداً"
فتحت الدردشة مع صديقاتها فكانت جينا قد أرسلت صورة لها برفقة جون ثم كتبت بالأسفل " أصبح لدي عشيق ! "
شهقت سام عند رؤية الصورة ، جينا و جون معاً حقاً ! ما الذي يحدث هنا !.
"يا إلهي أنا سعيدة لكما ! "
"شكراً لم يكن هذا ليحدث لولاكِ!"
"أنا أتشوق لمعرفة كل شيء حصل"
"سنلتقي و أخبركم بالتفصيل ، على أي حال كيف حالك أنتِ ؟ أعتذز لإنقطاعي عنكم كنت مشغولة جداً"
"لا عليكِ و أنا أيضاً حدثت معي الكثير من الأمور"
"حقاً !  جيدة أم سيئة ؟"
"سنلتقي و سأخبركم "
"بالمناسبة أين هانا ؟"
"خرجت برحلة برفقة ديفيد "
"رائع"
"إذاً أنا العزباء الوحيدة هنا ؟"
"يبدو ذلك "
"يا لي من بائسة "
"ماذا عن آدم ؟"
"ماذا عنه ؟"
"ألا زلتي غير متأكدة من مشاعرك تجاهه ؟"
"أنا أعلم ما هي مشاعري ، لطالما كنت أعلم لكنني أتظاهر بجهلي فحسب"
"يبدو أن الكثير حدث بهذه الفترة "
"أكثر مما تتخيلي "
نامت سام بوضعية نصف مريحة و هي تمسك هاتفها و تتنفس بهدوء .
٧:٣٠ مساءً
استيقظت سام و أخذت تفرك عيناها و تتحرك على السرير بتململ ، مهلاً لحظة ! سرير ! .
استقامت و نظرت حولها و خرجت تبحث عنه لكن يبدو أنه خرج فلاحظت ورقة كتب عليها " كوني جاهزة تمام الساعة ٩:٣٠ ، ارتدي ملابس أنيقة و ضعي المكياج ، كوني متألقة "
لِمَ بحق الله يريدني أن أفعل هذا ؟ هل هنالك شيء ما ؟ لم يخبرني مسبقاً .
حسناً في النهاية لا يجب علي أن أرفض له طلب مهما كان .
لحظة! هل لربما تكون حفلة ؟ مناسبة ما ؟ أما لربما موعد ؟ ، حسناً لا ترفعي سقف أمالك كثيراً .
حسناً لنترك سام تأخذ حماماً ساخناً ليزيل أوساخ الغبار و المنظف برائحة الياسمين عن ملابسها ، و ترتدي ملابس جميلة لكي تبدو متألقة !.
بالنسبة لمشاعر سام و إضطراب قلبها المزعجة ، تأكدت بلحظة عابرة عندما كانت تستلقي على السرير و تنظر للسقف و تفكر و تتأمل الأحداث من حولها ، اشتغل شريط حياتها برفقة آدم من لحظة تغشيشيها للإجابة بعدها الإصصدام و اللقاء بالكافيتيريا ثم المطعم و صوت البيانو العذب مروراً بمحاضرات الأستاذ ويليام و الكشف عن سر الصندوق ، و حين حملها على ظهره و هي تبكي و تنهمر الكحلة من عينيها ، و حين أنقذها من أيدي البحر ، و حين قلق عليها مئات المرات ، حين رقصا معاً بسلاسة، حين ساعدها بينما تجلس على قارعة الطريق كالمشردين ،حين عاملها كفرد من أفراد عائلته ، حين تحمل معها نتيجة كذبها ، و الكثير من المواقف التي أثبت فيها آدم شخصيته و وقوفه بجانب سام كأمير شجاع بإمتياز ، فأدركت ضخامة الغشاء الذي أخذ يغطي عينيها طوال هذا الوقت و يحجب عنها رؤية الحقيقة فجعلها عمياء لا ترى الواقع، و هو إيقان تام بأنها بالفعل تحبه ، تحبه بصدق .
انتهت سام من إرتداء ملابسها ، فستان حريري لامع أسود اللون ، وكعب عالٍ أسود ، شعر مموج منثور ، و أحمر شفاه أحمر صارخ .
لم تختر ستايلاً لطيفاً و ألواناً زاهية بل كان ملفتاً و جريئاً غير معهوداً خاصةً لكونها سام سميث ،على أي حال ارتدت سترتها الجلدية و الساعة أصبحت ٩:٣٠  ، فطرق الباب ، أحب الأشخاص الدقيقين بالمواعيد ! ، فتحته فوجدته يستند على طرف الباب بحلته و جماله المعهود ببدلة رمادية قاتمة و ربطة العنق الفيرانية ، بإبتسامة لعوبة ، أجل تلك التي أهدته إياها سام هل تتذكرون ؟ ،  مدَّ لها باقة من زهور التوليب بألوانها المختلفة ،الأحمر ، الأبيض ، الوردي و أخيراً الأرجواني .
-خشيت ألا ينجح معنا اللون الأرجواني
امسكت سام بالباقة و هي تنظر له بإعجاب و تشم رائحة عطره الرجولي النفاذ التي طغت على رائحة الزهور ذاتها .
-تبدين رائعة الجمال
-أنت أيضاً تبدو مذهلاً
-هل أنتِ مستعدة؟
-أجل، إلى أين سنذهب ؟
-ممنوع الأسئلة ، هيا دعينا لا نضيع أي لحظة
مدَّ يده و هو يبتسم لها فأمسكتها و شابكا أيديهما معاً .
-أنذهب سام سميث؟
-نذهب آدم ميلر
دخلا السيارة بعد أن فتح لها الباب و جلست راضية سعيدة بجانبه . 
-أتعلم هذه أول مرة أراك تقود
-هناك كثير من الأشياء التي ستعرفيها عني بمرور الوقت
-حسناً هل تعلم بأنني لا أملك رخصة قيادة حتى ؟
-قُدِّر لكِ أنني سأقود عنكِ
-أظن هذا
اكمل آدم القيادة و هو يبتسم و يدندن مع مسجل الموسيقى بينما أخذت سام تنظر إليه بسعادة عارمة .
-وصلنا
فتح لها باب السيارة مجدداً ، امسك يدها و دخلا مطعم راقٍ من إحدى مطاعم نيويورك الفاخرة ، المطعم المنير المضيء ، الأرضية الرخامية ، و ورق الجدران الذهبي اللامع ، الندلاء ينتشرون في كل مكان ، صوت الموسيقى الذي يخترقه طرق الكؤوس و طقطقة الملاعق ،جلسا معاً بالقرب من الفرقة الموسيقية و بموقع إستراتيجي .
-أعجبك المكان ؟
-إنه رائع بحق ، إذاً ما هو سبب مجيئنا هنا ؟
-أنتِ حقاً غير صبورة
-أنا فضولية فحسب
-دعينا نتناول العشاء و بعدها سأخبركِ
خلعت سام سترتها الجلدية بينما أخذ النادل الطلب .
-هل أخبرتكِ أنكِ تبدين جميلة ؟
-أجل لقد فعلت
-حقاً ؟ أنتِ جميلة مجدداً
-هل تعلم ، أحب عندما نتصرف بهذه الطريقة
-أي طريقة ؟
-أنت تعلم ، هذه الطريقة
-لم أفهم
وضع يده على ذقنه مدعياً عدم الإستيعاب .
-اشرحي لي
-أحب عندما نكون و كأننا لوحدنا بالعالم ، و كأنك الشخص الوحيد الذي أراه
ارتشفت قليلاً من الماء متجنبةً إظهار خجلها .
-أنا سأكون الشخص الوحيد الذي ستريه ، كوني متأكدة من هذا
أتى النادل محملاً بالطعام ، فتناولا الطعام بهدوء بينما تحاول السيطرة و التحكم بنفسها .
-هل انتهيتِ من العمل بالشقة ؟
-أجل نوعاً ما ، الفضل لك
-ألم تخبري أحداً بعد ؟
- سأخبر هانا و جينا غداً
-على أي حال أنتِ مدينة لي مجدداً
-دائماً مدينة لك
بعد الإنتهاء ، عُزِفَت مقطوعة سام المفضلة ، أنتم تذكرونها أليس كذلك ؟ .. لا تذكرونها! ، حسناً لن أخبركم عقاباً لكم لكي تتعلموا القراءة بتركيز ، هذه التفاصيل مهمة يا أصدقاء ، استقام آدم منتشلاً سام من مكانها ليرقصا معاً ، وافقت بلا أي ذرة تردد ، تشابكت أصابعهما معاً ، رمت رأسها على صدره مستمعةً لدقات قلبه ، و أحاط خصرها بيده مستنشقاً عبير شعرها ، استمرا على هذه الحال لدقائق حتى انتهت المقطوعة نظر لساعة يده ثم امسك بيدها و انتشل سترتها و خرجا من المكان بأسره .
ظلت تحدق بتشابك أيديهما حتى داعب الهواء البارد وجهها فاستيقظت من غيبوبتها .
-الجو رائع لا يجب أن نضيع الوقت بمكان مغلق
-أنت محق ،لكنه بارد قليلاً
-هذا ما يجعله رائعاً
-هيا لنذهب كي لا نتأخر
-إلى أين ؟
-ممنوع الأسئلة ، اتبعيني فحسب
قال بينما يضع سبابته على شفتيه محذراً .
دخلا السيارة مجدداً و انطلقا قرب منتزه سنترال بارك الشاسع الكبير لمشاهدة الألعاب النارية ، خرجا و جلسا ببقعة جغرافية بعيدة عن تجمع الناس، فأنطلقت الألعاب النارية و أصدرت أصواتها العالية التي تصم الأذان و بريقها اللامع المتشتت في السماء .
ذهب آدم للحظات ثم عاد وهو يحمل كوبان من الكابتشينو لكي يشعرهما بالدفء .
-الألعاب النارية مذهلة بحق
-هل تريدين أن نشعل واحدة ؟
-أنستطيع ذلك ؟
-بالتأكيد
اقتربا من الحشد المجتمع ، احضر ألعاب نارية على هيئة صاروخ صغير ثم امسك ولاعة و أعطاها لسام ، اشعلت سام الفتيلة بحماس و ابتعدت بسرعة و هي تمسك بيد آدم بحماس فائض.
-ستشتعل ، ستشتعل
ثم دوى صوت الصاروخ الصغير ذو الصوت الكبير و ضحكا معاً و اكملا رؤية الألوان التي ترسم خطوطاً في السماء السابعة .
رأى آدم الكثير من الأشخاص يلتقطون صور للألعاب النارية و لأنفسهم برفقة أصدقائهم و عائلاتهم على سناب شات و إنستجرام و غيرها.
-بالتفكير بالأمر ليس لدينا صورة معاً
-هل تريدين أن نلتقط صورة ؟
-بالطبع !
أمسك هاتفها بسرعة و تصورا عدة صورة على السناب شات و فلاتره الغريبة المضحكة .
و على ذكر سنترال بارك هذا إقتباس راق لي من رواية سنترال بارك للكاتب غيوم ميسو :
"تكفي لحظةٌ واحدة، نظرةٌ واحدة ، لقاءٌ واحد ، كي تتغير حياتك ، يكفي الشخص المناسب في اللحظة المناسبة ، يكفي أن تتواطأ النزوة مع الصدفة" .
-هل استمتعتِ اليوم ؟
سألها بينما يقف بالردهة أمام باب شقتها الجديدة.
-كان يوماً رائعاً بحق ! ، لنعد الكرة مرة أخرى
-لكنني لم أنتهي بعد
-ماذا تعني ؟
-اليوم لم ينتهي بعد ما زال هنالك شيء لم أفعله
-ما هو ؟
-هذا ..
أمسك وجهها بكلتا يديه الباردتين ، و اقتربت أكثر فأكثر حتى امتزجت أنفاسه المنتظمة بأنفاسها المضطربة ، اقترب أكثر ليقلص المسافة بينهما ، و قبلها بدفء ، فأغمضت عيناها و انسجمت بالقبلة ، بعد لحظات ابتعد عنها و همس بأذنها مسبباً لها قشعريرة بكامل جسدها .
-أنا أحبكِ سام سميث
نظرت لها بأعين متسعة و بقلب يكاد يخرج من قفصها الصدري مطالباً بالرحمة .
-أنا أيضاً أحبك آدم ميلر
وضع يده يداعب خدها و يبتسم براحة ، و أخيراً قد صرَّح بمشاعره و أزال العبء عن كاهله .
-منذ أول يوم رأيتكِ فيه عرفت أن هنالك شيء مثير بأمركِ ، أحب كل تفصيل صغير بكِ  ، أحب خجلك و إبتسامتك ، أحب نظرات أعينك تجاهي ، أحب مجيئك إلي عندما تحتاجين المساعدة ، أحب كوني سند لكِ  .. أتصبحين حبيبتي ؟
-هذا ما أنتظره
قفزت و عانقته و هي تضحك بسعادة بينما أخذ يدور بها بالممر مسببين إزعاج للجيران ، أخيراً وُضِعَت النقوط على الأحرف و تبين حل كل المواقف و كل اللمسات و النظرات ، كل هذا ملخصه كلمة واحدة ، و هي كلمة الحب .

سمفونية التوليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن