الإثنين - الساعة ٩:٣٠ صباحاً
-جامعة نيويورك
تجلس سام بمقعدها أثناء المحاضرة مرتديةً قميصا ً أبيض مع بنطال جينز ممزق قليلاً و سترتها الجلدية السوداء المفضلة لديها من ماركة H&M و حذاء (converse) باللون الأسود ، تنهدت و هي تنظر إلى ساعة يدها منتظرةً إنتهاء هذه المأساة ، أخذت تحدق سام بوجه أستاذها الجامعي ، الأستاذ ويليام ، و هي تنجرف إلى عالم الخيال ، فايقظها صوته الأجش و هو يناديها بإسمها سائلاً إياها عن رمز الإجابة ، فتجمدت سام بمكانها و هي تنظر مباشرةً إليه فاتحةً فاهها دون النطق بأي حرف ، فسمعت صوت همس من خلفها يقول لها : الإجابة "ب" ، الإجابة "ب" قالت سام
الأستاذ : صحيح ، انتبهي للمحاضرة كي لا تتأخري بالإجابة مرة أخرى و الآن نعود لموضوعنا ...، التفتت سام للأشخاص الذين خلفها فرأتهم كلهم منتبهين مع الأستاذ و لم تعرف هوية منقذها ، خرجت من المحاضرة لتلتقي بهانا بالكافيتيريا ، فوجدتها تتحدث مع فتاة قد بدت مألوفة جداً لسام فاقتربت أكثر و ألقت التحية و أمعنت أكثر بوجه الشابة المجاورة لهانا ، فقالت سام بصوت مرتفع قليلاً : جينا !
جينا : سام !
هانا : ما الذي يحصل هنا! هل تعرفان بعضكما البعض! ، سام : لقد التقينا بالمكتبة يوم السبت
جينا (بنبرة صوتها الهادئة و المنخفضة) : اه أجل ، مرحباً سام
سام : أهلاً ،من الجيد رؤيتك مجدداً
جينا بإبتسامة صغيرة : أجل انتِ أيضاً
جينا " ١٩ عاماً ، طالبة بجامعة نيويورك بتخصص التمريض ، فتاة إنطوائية هادئة و خجولة جداً ، بشرة سمراء ،قامة قصيرة نوعاً ما ، شعرها المجعد (الكيرلي) يكسوه اللون البني المتناسق مع لون عيناها ، رسامة ماهرة تخفي موهبتها تحت نظارتها و ملابسها الواسعة و خجلها المفرط " .
سام :إذاً هل أعجبكِ الكتاب؟
جينا : إنه رائع لقد قاربت على إنهائه ،شكرا لكِ مجدداً ، هانا : لمعلوماتكم أنا هنا 🙄 ، بالمناسبة سام إن جينا تدرس معي بنفس التخصص
سام : هذا رائع لم تخبريني عنها قط ، على أي حال تعبت من الوقوف لنجلس قليلاً و نشرب شيئاً ما ، جلسن يتكلمن و يتبادلن أطراف الحديث و يبدو أن خجل جينا قد قل و بدأت تشارك بالحديث ، أما هانا فهي كعادتها بكامل نشاطها و قوتها ،هذه الفتاة تجعل كل من حولها يصبحون ثرثارين مثلها ، أما سام فكانت تحتسي كوباً من القهوة و هي تنظر إليهن و تشاركهن الكلام و تضحك على ردة الفعل المضحكة لهانا و هي تتحدث بحماس ، عمّ الصمت لعدة ثوانٍ فكسرته سام و هي تقول قصتها مع شاب الإجابة "ب" ، أجل إنه شاب ، عرفته سام من صوته الرجولي ،لكنها لم تكن بكامل تركيزها فلم تفكر بالأمر و تركته يفلت .
سام : حسناً أنا فضولية قليلاً حول هوية الشاب
هانا : ياللرومنسية ، طلاب التمريض أنانيون لا يساعدون أحداً
جينا : أجل أنتِ محقة
قطع الحديث رنة هاتف سام فنظرت إلى اسم المتصل بلمحة سريعة و أغلقت الخط .
هانا :من المتصل ؟ ،
سام : لا أحد مجرد رقم مجهول ، علي المغادرة الآن لدي بعض الواجبات علي القيام بها للاستاذ ويليام و تسليمه إياها غداً ، وداعاً أراكن غداً، قامت بتوديعهن بإبتسامة ، تبادلن الإبتسامات و الوداع ، استقلت سام الحافلة للعودة للمنزل ، فجلست بجوار الشباك ،واضعةً سماعات الأذن ، تفكر بالرقم المجهول ، أو الرقم الذي أصبح مجهولاً بالنسبة لها .
أنت تقرأ
سمفونية التوليب
Historia Cortaفي أعماق مدينة نيويورك الضخمة ، و شوارعها الصاخبة المزدحمة ، تقبع سام سميث على كرسيها منغمسةً بالقراءة و الإستماع للموسيقى، رائحة القهوة و الكتب العتيقة تندمج مع الأكسجين في الأثير ، يخرج بطلها الحقيقي من روايتها و تنقلب حياتها رأساً على عقب ، الكثي...