الصفحة الخامسة والخمسون من مذكراتي العريزه ؛صباح اليـوم كان عاصفاً مُلمّاً بكل مايدعو للكآبه
ترجلّت عن سريري اُزيح هلاوس الاحلام من عقلي ، أحلامٌ غريبه تزورني كل خميس
حتى اصبح يوم الخميس هو موعد الافلام بالنسبة لعقلي .وبينما اغسل اسناني ضحكت لأنني تذكرت ممّن امتلكت عادةً النوم بلا ملابس ، لقد كانت آخر مرةً أكون فيها جامحاً ، آخر مرةً استيقظ دون خطط ليومي ، دون ان آخذ حذري من كل تصرفٍ مهما كان صغيرا .
في الواقع كانت آخر مرةً اكون حيّاً .منذ ذلك تلك العلاقة تحديداً تخليت عن ذلك الرّجل المُغامر ، عِشت في صندوقٍ خشبي وكان المهم والاهم عندي ان أعيش " بهدوء "
ولا اعرف لما حياتي بتلك الأهميه بينما لا أفعل فيها شيئاً يستحق .
بعد كيّ قميصي البُنّي وارتداءه مع بنطالي الاسود التقطت معطفي الاسود وغادرت منزلي
بما انه يوم الخميس فهو يوم الخروج من المنزل ومقابلة العالم الخارجي كما تردد ناديا .
أسير نحو المقهى بينما احاول ازاحة عُقد السلسلة الذهبية المرتبطة مع نظارتي ، لأتجنب بها أشعة الشمس القويه .
- هـا آنتي ذا .
تبتسم ؛
- صغيري لقد مضى وقت طويل منذ رؤيتك .صغيري ..صغيري .. صغيري.. رغم انني سأنهي العشرين لكنها لا تنفضّ ترددها
ارتشف من قهوتي التي قد طلبتها مُسبقاً بالفعل .
اهمّ بالسؤال :
- كيف حالهم ؟تبتسم :
- بأفضل حال .. يسألون عنك كثيراً ، انهم يفتقدونك زين !