اليـك ايها الكتَاب الجديد : سأكتب فيك كل حرفٍ يهوي في بحر عقلي الصغير ، او الكبيـر سلفاً ، لأنه عندما تشرّحه سيبدو اصغر من قبضتي ، بل وأرق ، وستثيرك تفاصيله وانحنائاته العديده ، ومن يصدّق ان هذه الانحنائات فيها كل مشاعري ، وأفكاري ، وتصرفاتي ، وقوقعته تُدير حياتي .لقد أودعت دفتر يوميّاتي القديم الى الصندوق الذي أُخفي فيه قلادة بييـر ، وخاتمه الذي إعتاد وضعه في إبهامه ، الى جانب تاج جدتي الذي ارتدته يوم زواجها ، وصورة عائلتي .
لانه قـد انتهى ، مثل كل الاشياء في ذلك الصندوق .لقد طوَيت آخر صفحاته التي كتبت فيها عن بعض أفعال جاري الكاهن المُخيفه .بعكس ما تخيلته قبل عامين ، تخيلت انني سأظل اكتب في هذا الدفتر عن مفاجآت بيير التي يفتعلها ، وعن جديد ذوقه الموسيقي الذي يتجدد كل يوم
لكن حدث مالم يكن في الحسبان ، وانتهى بيير ، وآخر صفحةٍ كتبتها عنه كانت الصفحة الاربعة وخمسون ، منذ ذلك الحين بتّ أكتب عنه لكن بصيغة الماضي ، أسلّي نفسي بذكرياته ، وأبتسم عنوةً حينما أتخيّله يدخل المنزل حاملاً كيساً ورقيّا فيه تفاحٌ اخضر ، لانه لا يُحب التفاح الاحمر .أما انت ايها الدفتر الجديد ، المكوّن من مئتي ورقه ، سأبدأك بتعريف نفسي ، حتى ( معاذ الله ) ان لا تنسى من اكون .
اسمي هو زين ، زين مالك ان صح التعبير لولا ان أبي لايعجبه انني أحمل اسم عائلته ، وهو يخبر الجميع انني سافرت الى الى افريقيا ولن أعود قريبا .
من عائلةٍ متديّنه ، مُحافظه ، وتسير بجانب الجدار .
لكنني شذذت عنها ، وخالفتها بطريقةٍ كادت ان تتسبب بوفاة أبي .
عُمري هو عشرون وأصعد بالسلّم حتى رقم ثمانيه .
في الثالث من يناير وقعت في حب فتىً فرنسي ، يُدعى بيير ، وقد كان غير مُبالٍ واحمق ، ويستمع للموسيقى بينما أصرخ به الّلا يترك الباب مفتوحاً كي لا تغادر القطّة المنزل .
لا يتعلم من اخطاءه الا بعدما يقع في حفرةٍ ضخمه ، لم يتعلّم ان يغلق باب المنزل خلفه الا بعدما دُهست قطته كيتي.