الى الأخ الغالي كيڤن :لقد ارتدّت أفكاري عليّ ، ومؤسف أنني لم استمع لك حين ألححت علي بمغادرة هذا المنزل .
أعلم أنني لم ابعث لك الرسائل منذ مده ، وسأكون شاكراً ان فكرت حتى في فتح رسالتي هذه .
ليس لأنني عجوزٌ غير متطور لازال يبعث بالرسائل الورقية في البريد ولم يواكب التكنولوجيا ويراسلك عبر " واتساب "
بل لأنني اعلم ان مافي جعبتي لا يمكن البوح به عبر رسالةٍ إلكترونيه .انّه الرجل ذاته ، الكاهن المُخيف ، الذي يسدّ شهيتي عن الطعام ويجعل غرائزي البشريه غير مرتاحةٍ طوال الوقت .
انّه كما أشعرني حدسي الأول به , مُطاردٌ مخيف وليس رجل دين وحسب .
لقد طرأت امورٌ عده منذ ان أنتقل للسكن الى جانبي
أبرزها عندما طرق بابي بطرقاته المُعتادة .. فَرحتُ ارتدي قميصي الازرق - وقد كُنت استحم -
وارتديت بنطالي الابيض الذي يحتوي رسوم اسماكٍ ان كنت تذكره فقد اشتريناه من المتجر الذي بجانب المكتبة الرئيسية قبل عامين .وعندما فتحت الباب وجدته يرتدي قميصاً ابيضاً وبنطالاً ازرقاً - بعكس ألوان ما ارتديه انا -
فضحك ، وظلّ يتحدث عن ان الاله جعل هذا يحدث ليدخل البهجة علينا !وهذا حقيقةً ما أرعبني .... أنه يفسر القدر على هواه !
ويجعلك تشعر كما لو أنه الانسان الوحيد في هذا الكوكب وان الكون يسير وفقاً له .وأخيراً بعد ان لاحظ ملامح وجهي المشدوهة - دوماً -
قرر الانتقال لموجةٍ اخرى فـدعاني وياليته لم يفعل
- يشرفني ان ترافقني لتناول قدحاً من الشاي كنوعٍ من الترحيب بك في منزلي الجديد .فـصرخ عقلي " لا. لا. لا. "
لكن نظراته كانت تصرخ " هل تفعل ام امزّق احشائك "ووافقت .
لكنني اصررت على تبديل ملابسي قبل المغادرة معه فلن احتمل حديثه حولها مجدداً ، وأقترح هو الآخر ان ينتظرني في الداخل ! داخل منزلي !وجلس الى الاريكة البُنيّة التي كانت تُحبها جدتي ممّا أغضبني فنهرته مُبعداً اياه عنها وأحسست حقيقةً انني جرحته بفعلتي تِلك !
عمُوماً ، غيرت ملابسي ونزلت إليه لأجده قد اختفى من مكانه ووصل الى المطبخ !
من سمح له بالتجول في منزلي !فغضبت مرةً اخرى وتحدثت : عذراً سيد باين لكنني لا أحب عندما يتجول احدهم في منزلي دون أذنٍ مني !
فأعتذر مرتين ، وانتظرني خارجاً ، بينما عُدت والتقطت سلاحاً ابيضا صغيراً اذ يسهل تخبئته .
وايضاً ، خبّئت هاتفي في جيبي الخلفي مع وضع رقم الشرطة في اتصالات الطوارئ .