الى كيڤن العزيز :لقد هجرني النوم هذه الليله .
وباتت عيناي ساهرةً محمرّهان عقلي في صراعٍ مع نفسه ، يتصارع كما يتصارع موج البحر
يحاول ان يتذكر ان كنت قد التقيت الكاهن المخيف مع بيير من قبل ، لكنني واثقٌ انه لا يمتّ له بصله
وقطعاً لا أحد من اولئك الذين في الصورهلقد عرفني بيير الى جميع افراد عائلته ، بمن فيهم ابناء عمومته الغريبون . وهؤلاء .. ليسوا منهم .
لقد تخاطب عقلي مع قلبي ، ومرارة الذكريات شعرت بها في حنجرتي
فقلبي يريد بعض الهدوء ليستذكر الماضي ، ودموعي تريد البكاء شوقاً لتلك الإبتسامه
لكنّ عقلي يصنع جوّا مختلفاً ويحاول إيجاد رابطٍ يربطهم ببعض
ولكن حتى اسم العائله مُختلف .لذا شددت همّتي ، وأغلقت رواية " صامويل وحقل البطاطس " عند الصفحة العاشره
ورحت ارتدي معطفي الجلدي الاسود الذي اودّ لو اذكرك من أين ابتعناه سوياً لولا انه سيفسد عليك وطأة الأحداث .
ثم قصدت شقته وفي جعبتي كثيرٌ من الاسئله ؛
من أنت
من اين تعرف بيير
ماذا تريد
ما قصتك
ما دوافعكوطرقت الباب عليه مراتٍ عديده ، لكنه أبى ان يفتح
وتنهدت تنهيدة قويه
ورحت ارسم دوائر بمقدم قدمي على الأرض ..وتذكرت قولاً لشكسبير " البلايا لا تأتي فرادى كالجواسيس، بـل سرايا كالجيش "
كيڤن العزيز ، لقد بات شعور الخوف في داخلي يصبح حقيقياً
فأياً من هذا لم يعد مزحه .
وهذا الرجل يراقبني ويُلاحقني كما ألاحق الكتب العتيقه .