11- eleven

1.3K 133 11
                                    






مـن كـيڤن الى صديقه زين :

عزيزي زين ، طِبت وطابت أوقاتك .
لقد افتقدتك كثيراً ، حتى شعرت ان جزءاً ما مِن أيامي مفقود ، وحتى سمعت صدى ضحكاتك في الأرجاء
انني أكتب لك رسالتي هذه في موقف الباص .
والجو هُنا ممُطرٌ بإنهمـار ، أكاد لولا المِظلات فوق المقاعد أغرق فيه وانا لا اجيد السباحه .
أردت إبلاغك انني على علمٍ برسائلك وأقرأها جميعاً
وانني أيضاً على علمٍ بمدى ريبتك وخِيفتك من الرجل الذي يتربّص بك .
وحقيقةً انا مُنذهل ، ففي السابق ظننت ان كل مخاوفك من ذلك الرجل هي مجرّد أوهام يستقيها عقلك ، وأخذت ابرر أن وساوسك قد ظلمت الرجل في نواياه .
ولا أنكر أنني أحببته من طرائفه وفعائله التي ترويها لي
بل وشعرت انني أريد لُقيـاه .
لكن صدمتي كانت كبيرةً بجميع المقاييس عندما علمت عن علاقته بـالغالي بيير ، فهو لم يذكره حتى لي من قبل ، ولم يحدّثني عن ان هنالك كاهنٍ يمتد له بصله .
زين الغالي ، إننا نتذكر جميعاً كيف كان بيير متديناً في معظم أمور حياته ، لذا فـ صِلة القُرب بينهما لا تقبل الشكّ مُنذ أنه يحتفظ بصورةٍ عائليه تضم بيير فيها .

وعندما تمعّنت في رسائلك ، وجدت بين أحرفها خوفاً كبيراً ، فهذا الرجل قد إجتاح عالمك المُغلق من سنواتٍ طوال فجأه !
لكن زين الذي أعهده لم يكن سيرضى ان يلعب بـه أحدهم كما كُرة البيسبول بين يداه ، يقلبك يمنةً ويسره
تارةً يبثّ الخوف فيك ، وتارةً يبثّ الطمأنينه.

نعم إنك خائف ، والمرء حين يخاف لا يُفكر
لكن الذكـي هو من يخاف
و خوف الذكي هذا لا يعني ان تُحرم عيناك النوم ، او ان يدق قلبك صدرك كل الاوقات ، بل ان تحتال على الامور، وتُديرها بكل ذكاء .

زين العزيز ، إنك قليل صبر ، وقليل حيله ، لكن أغبى فعلةٍ يمكن أن تخطر في بالك هي أن تحاول مواجهته مباشرةً .
خُذ الأمر بالحيلة والنفس العميق ، وكن طيباً معه حتى تتّقي شرّه .
وأأكد لك ، لن يطول الأمر حتى ينكشف ستاره ويفضح نفسه
حينها سيتّضح لنا كل شيء دون أن نبذل جهداً في كشفه .

أوصل تحياتي للهامستر ناديا ، قل لها ان زوجتي تتحدث عنها طوال الوقـت .

كُن قوياً زين ، كُل الحب .
صديقك المُخلص دوماً ، كيڤن .


€€'

القسيس ✞ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن