12 - eleeh

1.4K 137 73
                                    






مـذكراتـي السرّيه : لقد توسّدني الحزن ، وبات يتّـكئ عليّ بـكل قوته . فلم أدري مالسبيل الى النجاه .


عاينت رسالة كيڤن التي ردد فيها ان علي الصبر ، وذكر صفاتي المَشينة مثل التسرّع وإنقضاء قدرتي على الصبر .
لكن ما لايعرفه كيڤن هو أنني صبرت ، وصبرت ، وصبرت
حتى ملّ الصبر مني ، وحتى خرج شعر رأسي أبيضاً .
إنني أفكر وأفكر أن لكل إنسان حقيبة صبر مخبأةً في صدره ، فهو يصبر ويصبر حتى يظلّ يستخدم صبره وقوداً
وما إن ينفذ هذا الصبر من حقيبته ، حتى تنتهي قدرته على الصبر .
وقد فرغت حقيبتي .
لقد صبرت لسنين طِوال
صبرت أوهم نفسي انني لم أقع في حب بيير
وبعدها صبرت جَزعاً ويئساً من اقتناع عائلتي بحقيقة انني مثليّ
ثم بعد أن تخلوّا عني ، صبّرت نفسي عنهم ، رغم أن روحي تشتاق لأحضان امي ، وشجار أخواتي ، وحفلات الشيّ في الحديقة كلما حصل أبي على ترقيه .
لكن الروابط بيننا تمزّقت ، " عائلةٌ مُسلمه ابنها يحبّ الرجال "
هذه الجمله جعلت أبي يرتعد خوفاً ، وينتفض رامياً إبنه وفلذة كبدِه الى الشارع كما يرمي المُحارب سيفه بعد أنتهاء المعركه .
وفعلاً ، معركتي مع عائلتي قد إنتهت .

لكن لم ينهك صبري أمرٌ مثل إنتظار عودة بيير .
رغم أنني شهدت جنازته وتيقّنت عيناي أنه ميت
الا أنني لازلت أبات كل ليلةً على امـل أن يطرق الباب .


لـقد إزدان صباحي بالمسرّات .
عندما أكتشفت ان حسابي البنكي خالٍ من المال
وكنت في طريقي الى البقالةِ لحاجتي للطعام ولبطاريات الريموت وللحليب وكثيرٌ من الاشياء
فـ عُدت للمنزل مليئاً بالاعباء ، وهناك التقيت جاري المُخيف .
فـ أبتسم قائلاً " سيد زين ؟ لقد ذهبت للبِقالة وعدت خالي اليدين !"

القسيس ✞ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن