الى كيـڤن :
لا أعلم كيف أبدأ وماللذي علي قوله ، ولا أعلم حتى ماللذي علي التحفظ به وعدم كتابتـه في الرسالة التي ستخصع لفحص فيدرالي .لكنّ الجدير بالذكر هو أن الامور تزداد سوءًا .
وأنت هو الصديق الوحيد الذي أخبره بهذا وانا أعلم انك ستجلـس محاولاً إيجاد حل دون أن تلقي باللوم علي او تحملني جزءاً من المسوؤليه .صديقي العزيز ، لم أنم الليلة الماضيه وحقيقةً لا أذكر متى آخر مرةً نمت فيها نيمةً هنيّه .
أنه الكاهن المُخيف ، لكن آفاق حكايتي معه لم تعد تتمحور حول كاهنٍ يخبرني عن مدى إبتعادي عن الرب ، بل عن طاغيةْ نرجسي .
لقد مزّقت ثلاث أوراق قبل هذه الورقة سردت فيها كل أحداثٍ الليلة الماضيه ، وأطلعتك على كل تفصيل صغير ، ونقلتك بين زوايا القصة لتنظر من كل جانب .
لكنني مزقتها في النهاية لأنني أعلم ان ذلك الكاهن سيقرأها .
وحقيقةً كل تفاصيل الليلة في كفّه ، وذلك التفصال الأخير في كفّه .
فقبيـل مغادرتي من شقته وقف مبتسما
وقال : سيد زين ، لقد أخبرتك بسرٍّ خطير لا يعرفه أحد عُني ، وانا أعلم انك كفءٌ لحفظه ،وسأستمر في إطلاعك على اسراري كلها لأنني أعلم انك لن ترفع سماعـة الهاتف وتقول ( مرحبا بالشرطه ) الا اذا ماقررت إخبار صديقك الفرنسي المُقيم في أميركا ووالد الطفلة الصغيرة مادلين عن مادار بيننا هُنا ، حينها سأكون غاضباً قليلاً .
ثم مسح على كتفي قائلا : لكنني أعلم انك لن تخون ثِقتي بك .لقد تجاوزني ، أنه يعرف كل شيء عنك ، وخشيت أن يمتد أذاه لطفلتك الغالية على قلبك .
لذا قررت ان أوصل رسالتي هذه لمكتب البريد بنفسي آملاً ان لا يصل اليها .
كيڤن ، لنلتقي في فرنسا ،لقد حجزت تذكرتي بالفعل
وإن كنت تهتم لأمر صديقك المرعوب فستترك عملك وتأتي الى فرنسا .
ولا تحاول التواصل معي عبر الهاتف فأنا لا أستبعد انه يراقب مكالماتي .
عندما تصل الى فرنسا ، لنلتقي في بيت فيرجيني .
وهنـاك ، سأخبرك عن كل شيء . لا تتأخر .