إليك عني كيڤن الغـالي :غاضبٌ منك ، وعلى إستحياء اُبعد نفسي عن ان اشتمك .
عدم رد الرسائل هو وقاحه ، لكن ان لا ترد لي ولو بحرفٍ واحد عقب كل ماكتبته في رسالتي السابقه هو مستوىً آخر من الوقاحه والفظاظه .
وحقيقةً ( الى جانب قلقي من عدم رد الرسائل ) فقد توقعت أتّصالاً هاتفياً ، او رسالةً فيها بِضعة أحرف .
ان هدفي من كتابة الرسائل اليك وعلى نحو دائم هو جعلك على علمٍ بمستجدات الامور
وان أحسنت قراءة مابين السطور فستتبيّن انني لا اريد للمسافات بيننا ان تفرّقنا . او تقطع أواصر الصداقة بينناأخي كيڤن ، ردّ لي الرسالة ، او تواصل معي هاتفيّاً فقد أعدت هاتفي للحياة في انتظار إتصالك ، أفعل اي شيء
لكن لا تبقى صامتاً على نحوٍ مُريب ، فـ لديّ ما يكفي من الأمور المُريبة في حياتي .( لدي مايكفي من الأمور المريبة في حياتي )
نعم .
فأنا لم احظى براحتي حتى في منزلٍ جديد ، وبعيدٌ كل البُعد عن السعاده ، بل وقصير الرؤية حتى لا اظنني سأقيم فيه طويلاً .
انه منزلٌ رائـع ، فيه أحدث الاجهزة الكهربائيه ، وارائكهُ مُريحه ، وغُرفة النوم ليست بواسعةٍ تُشعرني انني في جزيره ، وليست بضيّقةٍ حتى تتهاوى عليّ جُدرانها . بل هو مثالي ان صحّ التعبير
مثاليٌ لشاب متحمّسٍ للحياه ، مليئٌ بالفرص ، متعدد العلاقات ، عقله وَرِع ، وأفكاره مهمّه
وليس لـي .
فأنا لست متعدد العلاقات ، وأفكاري خطيرةٌ على الجنس البشري ، وعقلي سوداويّ وقامت ، وقطعاً ، لست متعطّشاً للحياة .يروق لي ذلك المنزل أكثر ، فهو يجاري حُزني وغبائي ، وعلوّي دون انخفاضي ، وقريبٌ مني حتى اذا ما احتجت للرّبت ، يربت علي حتى يكسر ظهري .
مليئٌ بالذكريات ( وهي الشيء الوحيد المُتبقّي لي لأعيش عليه ) في كل ركنٌ من اركانه تجد ذكرى ، واذا نظرت لسقفه وجدت نفسك حينما كنت سعيدا ، واذا ما نزلت لقبوه ستجد نفسك شخصياً .