1

13.2K 272 44
                                    



هو قطران.....

وهي غدير يتخللُ بين الأصابع، أيمتزجان يوماً؟!!


ويشـــــاءُ القدر أن يلتقيا ولكن كقضبان السكةِ الحديدية....


فهل تُذيب الشمعة ذلك الجليد بينهما؟!!


"أشعلتُ لقلبك شمعــــــــــــــــة" ستكشفُ لنا عن ذلك..


أترككم مع.....

I Burn a Candle For Your Heart....


(1)


اليوم عطلة والنهار طويل، طويل لا نهاية له...

البيت هادئ على غير العادة، لاعجب فأمها وزوج هذه الأخيرة خرجا لا تدري إلى أين، ومنذُ متى أخبراها بشئ، هي تسمع فتُطيع ثم تسمع فتُطيع ثم تُضرب وتطيع أيضاً!!!

سارت الهوينى من على الدرج، تتأمل جدران البيت، ترى تشققاته، طلاءه الذي تكاد لا تميز لونه، أصبح قديماً مثلها ربما!!

وصلت للصالة، كان التلفاز مفتوحاً على قناة الجزيرة الرياضية، من غيره يشاهدها، تُراه أين ذهب؟!

دلفت إلى المطبخ لم تجده، سارت إلى الممر الخارجي، الميزة الوحيدة في هذا البيت أنهُ لم يكن مسقفاً!!

ركلت حصى اعترضت طريقها بأصابع قدمها الحافية إلاّ من دثار الأيام ومرارة الزمن، الترابُ ساخن قد كوتهُ الشمس، تشعرُ بحرارته تتماوج مع باطن قدميها، ومع ذلك تستعذبُ ذراته ورائحته خصوصاً حين يتحدُ مع المطر!!


المطر........


حلمٌ آخر دونتهُ في دفترها!!!!


حدقت في شمس الظهيرة وهي تستند على شجرة اللوز الضخمة، اتحدت مع جذعها الأجعف، فرقٌ شاسع بينها وبين هذه الشجرة، تلك لها جذور راسخة لا تُنتزع أما هي فلا تعرف لنفسها قرار أو مرسى، يا تُرى ماذا سيؤول إليه أمرها؟!

ضاقت عيناها الآن، كم من مرة حاولت أن تُطيل فترة تحديقها في الشمس، لكن بصرها لا يلبث أن ينقلب خاسئاً وهو حسير، ستدون هذه المحاولة الخامسة ربما في دفترها أيضاً....

التفتت لأفواجٍ من النمل الأسود تتسلق الجذع برتابة جندي، إحداها دغدغت ذراعها، انتابتها قشعريرة هزت جسدها فابتعدت لا شعورياً عن الجذع...

عن الجذع أم الجذور؟!

سمعت صوت سعلة مكتومة، مدسوسة بين الأزقة كلصوص الظلام...

التفتت لمصدر الصوت، وبخطوات لا تكاد تُسمع دارت إلى الجهة الأخرى، لقتهُ يُحني ظهره وهو يكح..

السجارة بيده قد احترقت إلى المنتصف ورائحتها الكريهة قد أغرقت المكان...

- "مجيد" ماذا تفعل؟ زمجرت فيه بغضب.

أشعلت لقلبك شمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن