8

2.2K 63 5
                                    


أبعدتُ عنك سيدي فؤادي
فارجع إلى طبائعِ الاستبدادِ

اغضب وصح فلن يضجّ مسمعي
لأنني أسمعُ في حيادِ

الحبُّ مات بيننا لأنهُ
لا حُبّ بين العبدِ والأسيادِ!!


==============

أناملها تلامس شفتيها المرتجفتين وقد ارتكزت بإحدى يديها على سطح الأرض بضعف...


هي لا تصدق ما حدث للتو!!


كيف حدث ذلك؟!


هو السبب، ذلك الغشاش المخادع يخالني لا أعرفه، لا أفهمه، لكن لا...


لا وألفُ لا، سأحاربه....سأٌقاومه حتى آخر رمقٍ لي..


لأنني...لأنني أكرهه!!


أكرهه وكفى!!


امتدت أصابعها لخدها وهي تهزُّ رأسها، الدموع تملأ الوجه المعذب، تحفر في حناياه شيئاً، والخطوط تتضح لتكون معلَماً,,


السطور تُرسم، والوجه صفحة، يحتاج لمن يفهمه ويقرأه....


عادت لتهز رأسها غير مصدقة....


الحروف تتبعثر، والكلمات تتلاشى وتبتعد هناك، حيثُ لا قلم، لا حبر، لا سطور!!


همست لنفسها بخوف:

- و خالي، ماذا سيقول عني الآن؟!!

- ماذا سيفعل؟!

- رحماك يا رب رحماك....


نجوم السماء تتراءى من خلف زجاج النافذة، ها هي تنبض بقوة ووضوح، في نورها أمل وألم!!!


اتجهت لفراشها وهي تحيطُ نفسها بدثارها، لعلها تشعر بالأمان قليلاً، قلبها لم يتوقف عن الدق بعنف، بجنون...


أخذت تطمأن نفسها:


ما حدث كان كذبة، كذبة سقيمة من تخيلاتي...


لا بد أنني كنتُ أحلم، أتوهم...


ولكن....


كيف حدث ذلك أخبروني، كيف؟؟!!


الجبين لازال يتصفد عرقاً رغم الجو المكيف، وباب الغرفة المجاورة لم يُوصد بعد!!!


=================


- "غدير" انهضي..

- ............

- غدير!!

ردت دون أن تفتح عينيها، الصوتُ كان متعباً، راحلاً منذُ الأمس:

- ماذا تريدين؟!

- هيا افطري.

- لا أريد.


"لا أريدُ شيئاً، لا أريد أن أراهم، لا أريدُ أن أرى خالي".

- أيتها الكسولة!!

أشعلت لقلبك شمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن