6

2.3K 69 5
                                    


الحزنُ لا يزالُ لي مُعلّماً
تسمعهُ أذناي إن تكلما


تراهُ في سود الليالي أذني
إن ضحك الحبيبُ أو تألما

الحزنُ أعطاني حبيبي أحرفي
وأحرفي كانت إليك سلما


==============


حنت "ندى" جذعها، وإحدى يديها مرتكزة على طاولة العمل..

- أين هذه الفردة اللعينة؟!


مالت أكثر وهي تتلمس الأرضية بيديها كلما أمكن، اصطادت يدها شيئاً، كانت إحداها...

سمعت دقاً مزعجاً على طاولتها، فأخذت تتأفف بين انهماكها:

- لو سمحتِ ....

- لحظة، لحظة، لن أهرب من هنا، سأرى أين ذهبت فردتي أولاً!!


وفجأة أطلقت تنهيدة ارتياح طويلة وهي ترفع رأسها وعلى وجهها ابتسامة كبيرة، ويدها اليمنى حاملةً كعبها العالي بظفر..

- أخيـــ ....

و وأدت جملتها قبل أن تكتمل، غابت الابتسامة من على الشفتين، تطلعت إلى حذائها ذو الكعب العالي المرفوع وإلى الواقف أمامها عاقداً حاجبيه بإستهجان...


ألقت ما بيدها بخوف وهي تقف بسرعة، تلعثمت:

- أ..أعتذر، لم أكن أعلم أنه..أنهُ أنت أستاذ.


وضع كفيه على طاولتها وهو يحدجها بغضب:

- أهكذا تعاملون من يفد إليكم لحاجة؟!! تستصغرون خلق الله، وحين يأتي المدير ينقلب وجهكم ولسانكم وكأن على رؤوسكم الطير، أليس كذلك يا آنسة..


صمتت "ندى" وهي تسبُ نفسها ونعالها وذاك الواقف أمامها يزأر كوحش.


- ماذا بك؟! لم لا تردين، أتخالينني لا أعلم ما يدور في هذه الغرفة، أو بما تقولينه أنتِ وزميلاتك الموظفات عني..

- أنا أنا..

- أصمتي..


أطرقت "ندى" للأرض وهي تود لو أن الأرض تُشق فجأة وتبلعها، لا بد أنها "جميلة"، أجل و من غيرها تلك الجاسوسة الفتانة، انتظري علي و سأُريكِ؟!


ضرب على طاولته فأجفلت وتبعثرت خواطرها المحمومة:

- والآن خذي هذه الحسابات وراجعيها...

وألقى الملف، تبعثرت بعض أوراقه على الطاولة، نظرت إليها بنقمة، وصوبت إليه نظرة تماثلها وفمها مقفل بشدة مانعةً إياه أن ينفتح وتنطلق كل أنواع الشتائم التي سمعتها في حياتها...


رفع حاجبيه وكأنهُ يقول بتحدٍ:

- نعم؟!! ردي إن استطعتِ..

أشعلت لقلبك شمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن