10

2.1K 55 9
                                    


إني خيرتكِ فاختاري
ما بين الموت على صدري

أو فوق دفاتر أشعاري

اختاري الحب أو اللاحب
فجبنٌ ألا تختاري

لا توجدُ منطقةٌ وسطى
بين الجنةِ والنارِ!!


=============


تقلبت على وسادتها، وهي تحاول أن تمنع صوت ضحكاتهم من أن تصل لأذنيها....


لحظتها دفنت رأسها بقوة في الفراش وهي تحيطه بيديها النحيلتين...


لا تريد أن تسمع شيئاً، أي شئ!!!


هم لم يسمعوها حين بكت وتوسلت، حين جثت أمام أقدامهم واحداً تلو الآخر كي يوقفوا هذا الزواج...

بل تركوها وساروا، لم يعبأوا بها، وقالوا وهم يلوون أنوفهم:


"دلع بنات!!!"..

كلا كلا ليس دلعاً البتة، فأنا لم أعرف في حياتي معنى "الدلع"....

الوسادة تتراخى والعينان تُسبلان بوهن فقد أضناهما البكاء وجافاهما الكرى...

ضاع كل شئ، كل شئ، ولم يتبقى من الزمن إلا الغد!!!!

ها هم قد وضعوا فستانها الأبيض في خزانتها وأغلقوها كما أغلقوا حياتها وربما للأبد...

لازالوا يضحكون وهي تبكي...أيُّ مفارقةٍ عجيبةٍ تلك!!

الأصوات تتضح، تتعالى في حبور، وكان أقواها صوت الأب...


الفرحة تكاد لا تسعه، فإبنه الصغير عاد أخيراً من غربته وابنه البكر سيتزوج غداً، أيُّ سعادةٍ تلك التي تغمر قلبه الآن...

امتدت يدها النحيلة إلى قلبها هي الأخرى، قلبها الذي انفجع، بات كليلاً الآن، لا أحد يبالي به، لا أحد...


حتى هو ترك المنزل، وبات في شقتهما المستقبلية!!!


قالوا: ليس فئلاً طيباً أن يرى الرجل عروسه قبل ليلة زفافه...


تركوه يذهب قبل أن أقنعه، قبل أن أثنيه عن قراره!!!


لماذا يا خالي لماذا؟!


ماذا فعلتُ كي تفعلوا بي هذا؟!!


ألا زلت تضحك، وأنا لوحدي أنزف هنا....


لا أريد أن أتزوج...

لا أريد أن أرتدي هذا الفستان، خذوه، لا أريده...

كنتُ قانعة بقدري، راضية بنفسي، لم يا خالي لم؟!

ماذا أفعل الآن، أخبروني؟!

يقولون غداً عرسي، عرسي أنا!!!!


رحماك يا رب رحماك...


الشجن ينطلق من ذاك الرأس المثقل بالهموم، بالآلام...

أشعلت لقلبك شمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن