3

3.2K 109 7
                                    


فتحت عينيها بتثاقل، زادت من رمشها لعلَّ الصورة تتضح أمامها، رائحة المستشفى تملأ رئتيها، لها رائحة مميزة لا يخأطأها أي أنفٌ أبداً...


تطلعت إلى أزواج العيون الثلاثة المحدقة بها، كان خالها و"ندى" جالسين بجانبها، أما "عمر" فقد بقي واقفاً عند الباب مكتفاً ذراعيه، شعرت بالخجل من الجميع....


التفتت إلى خالها وهي تسأله بغباء كما في الأفلام:

- أين أنا؟!!

ردت "ندى" بدلاً عنه:

- أنتِ في المستشفى الآن ياااا ابنة عمتي.

وابتسمت، إنها تشبه أباها، بل تكادُ تكون نسخة مصغرة منه.


ردت لها "غدير" ابتسامة واهنة وهي تحاول أن تُسند نفسها..


ارتكزت بيديها على السرير لترفع جسدها، أفلتت من فمها صرخة قصيرة، وسرعان ما أرخت يدها، كانت مُجبرة...

هرعت "ندى" لتسندها على ظهرها، كادت دموعها تنزل لكنها حبستها إلى وقتٍ آخر، لم تنظر إلى أيٍ منهم، أطرقت فقط للأرض..

- غدير.

رفعت وجهها ببطء، كان ينظر لها بحنان، بحنان الأبوة، أيُّ قلبٍ تحمل، ليتك كنت معي...

- من فعل بكِ هذا؟! حميد؟؟

أطرقت مرةً أخرى ولم تُجب.

- لا تخافي يا ابنتي، أخبريني..

لازالت مطرقة، خرجت الكلمات من فمها متكسرة:

- لا....لا أحد.

تنهد الخال وهو يستعيذ من الشيطان:

- كيف لا أحد!! إذن من ورّم لكِ فمك وكسر لكِ يدك، الطبيب يقول أن يدك تحتاج لشهرٍ كامل كي يلتأم الكسر.


وبشكلٍ لا شعوري، رفعت بصرها نحو الباب، كان واقفاً يرمقها بتأمل و بريق اهتمام يلمع في عينيه الخضراروين!!!!

حتى الآن لم ينبس ببنت شفه، تغير منذُ آخرِ مرةٍ رأتهُ فيها...

- غدير!!

عادت لتتصفح وجه خالها، عيناه تطالبها بالإجابة لكنها تمتنع...

"إذا أخبرتك، من سيبقى معها في البيت؟! مجيد!! إنه لا يكاد يكون موجوداً هناك، دائماً مع أصدقائه...

هم أولاً ونحنُ...أخيراً..".


تنهد الخال يائساً منها..

تمتمت في نفسها:

- ما كان عليّ أن آتي، ماذا بمقدوره أن يفعل؟! لو عدتُ للبيت مباشرة لأخذتُ جزائي وانتهى الأمر...يا تُرى كم الساعة الآن؟!


دقّ على ركبتيه ثم أضاف:

- على العموم لقد اتصلتُ بوالدتك لأطمئنها، مسكينة كانت قلقة..

أشعلت لقلبك شمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن