الفصل الأول /11

4 0 0
                                    


سرت تلك الموسيقى الهادئة في كل ناحية من الحديقة الخلفية للمنزل، وعلى تلك الأرجوحة الخشبية التي استقرت بجوار عدة مقاعد من خشب الزيتون المزخرف بأيدي محترفة، حول منضدة من نفس المصدر غطي سطحها بالزجاج واستقر عليها مشغل الموسيقى إلى جوار إبريق القهوة، رفعت آنيتا فنجان قهوتها إلى شفتيها لترشف منه وهي مستمتعة بالهدوء الصباحي الذي يملأ المكان مترافقا مع الموسيقى الهادئة، فكراهيتها العميقة للنوم إلى وقت متأخر دفع بها لاستغلال نشاطها في أشياء أخرى، عدا عن ذلك فهذا الوقت الذي يمتد من الخامسة فجرا إلى السابعة صباحا هو أفضل وقت يمكن استغلاله للتفكير، فبواسطة كوب من القهوة الطازجة الساخنة والموسيقى الهادئة والنسيم الصباحي المنعش أخرجت للمنظمة أفضل خططها وأشدها قوة وفتكا، والخطة الحالية لم ولن تكون استثناءا على هذه القاعدة، تحركت الأرجوحة ذهابا وإيابا بهدوء دون أن تقض تناغم المكان قبل أن يحطمه صوت آليتا قائلا

-ما الذي تستمعين إليه بحق السماء؟

أدارت الشابة نظرها نحو شقيقتها التي تقدمت نحوها لتطفأ مشغل الموسيقى ما دفع بالفتاة لترمقها باستنكار ولكنها تجاهلتها ببساطة، وتقدمت لتلقي بجسدها على الأريكة بجوارها هازة إياها بقوة ما دفع بكوب القهوة للتراشق هنا وهناك، فقبضت آنيتا عليه بيديها الاثنتين مبعدة إياه عنها وقالت بغضب

-آليتا

حركت الفتاة الأرجوحة بقوة مستمتعة ليعتلي السخط ملامح آنيتا التي قالت

-سحقا لكِ

ونهضت عن الأرجوحة لتتقدم نحو أحد المقاعد الهزازة وجلست عليه متابعة بحدة

-إنكِ فعلا مفسدة للجو

ابتسمت آليتا باستمتاع وهي ترى هذه النظرات الحادة على ملامح شقيقتها، فهي طالما عشقت إثارة سخطها بهذه الطريقة، ودفعها لتفقد كل ما تبقى لها من أعصاب، لا سيما أن أكثر ما تعشقه هذه الفتاة هو الظهور بمظهر القائدة الهادئة الرزينة المتحكمة بكل عصب من أعصابها، تابعت هز الأرجوحة بقوة لتقول

-أين ماريا؟

رشفت الفتاة من كوب القهوة معيدة الهدوء إلى ملامحها لتقول

-لا تزال نائمة، وهو ما كنت أتوقعه منكِ

ورمتها بنظرة حادة بآخر جملتها لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها دفعتها لتقول

-حاولت ذلك ولكنني لم أتمكن من النوم لذا عرجت على غرفتك ولكنني لم أجدكِ فيها، فخمنت أن تكوني هنا

عند هذا قالت الشابة بسخرية

-وقلتِ في نفسكِ أنه حان الوقت لإزعاجي

-بالضبط

تنهدت آنيتا بتعب مستسلم فيما أمسكت آليتا إبريق القهوة لتسكب كوبا بها وقالت

سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن