الفصل الثاني /2

4 1 0
                                    


إن المكان التقليدي الذي بات أعضاء الأسياد باللجوء إليه من قرابة المئة سنة لمراقبة آديميرا وأفراد عدوهم الرئيسي هو لاغوس، فهذه المدينة التي تقع جنوبي أديميرا تشكل ملجآ آمنا لهم بسبب قربها من البحر ومن أديميرا في الوقت نفسه، وكما أصبح من الطبيعي أن يتواجد خدم السادة في هذه الاخيرة أصبح من المعتاد أن تغص لاغوس بالأسياد من جهة أخرى، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع بجاك إلى تملك منزل في لاغوس خلال العملية الأخيرة التي تورطت أسياد الجو بها مع خدم الأسياد قبل ثلاث سنوات، فالمنزل الذي يعتبر أكثر من مجرد منزل عادي يقع في ضاحية كوليارت شرقي لاغوس، وهو عبارة عن طابقين صغيرين تحيط بهما حديقة متوسطة الحجم فيما تنتشر حوله أشجار الغابات التي تملأ الضاحية بأكملها عازلة كل منزل عن الآخر بسياج طبيعي، توقف محرك السيارة عن العمل أمام الباب الرئيسي للمنزل ومنها ترجل كارل الذي يعتبر واحدا من أفضل المخططين في فريق عمليات أسياد الجو، وبرفقته سيرينا التي تعتبر القاتلة الرئيسية في الفريق، فهذه الفتاة منذ أن انضمت إلى الفريق قبل أربع سنوات نفذت مئتي عملية قتل ببراعة دون أن تترك خلفها دليلا واحدا، وأخيرا شوهيد التي تلقب بالتنين، وهو لقب أطلقه عليها جاك نفسه لسببين، الأول أنها فعلا تشبه التنين بنظراتها الحادة والماكرة والقاتلة، أما الثاني فهي تعتبر التنين واحدا من أفضل المخلوقات التي عرفتها في حياتها سواء في الصين أو حتى في أوروبا، تقدم الثلاثة نحو المنزل بمعرفة عميقة فيه، فخلال حربهم الأخيرة كان هذا المكان هو مقر اجتماعاتهم الدائم ونقطة الانطلاق الرئيسية لهم، وقف الشبان في الصالة التي كانت تطل على المطبخ من اليسار ومكتب صغير من اليمين يستقر بجواره سلم خشبي يقود للطابق الثاني، وخلفها باب يقود للحديقة الخلفية، وقف الشبان ينظرون إلى إيفا التي كانت جالسة على إحدى الأرائك واضعة حاسوبها المحمول على حجرها وهي تحدق في شاشته لتقول شوهيد

-ما الذي تفعلينه بالضبط يا إيفا؟

رفعت الفتاة نظرها نحو شبانها الثلاثة لتقول

-أهلا أهلا، لم أتوقع وصولكم بهذه السرعة

رمقها الشبان بلوم وتقدموا ليأخذ كل واحد منهم مجلسه على الأرائك فيما أغلقت هي شاشة الحاسوب لتنظر إليهم قائلة

-إذن ما سبب هذا النشاط كله؟

فقالت سيرينا بسخرية

-إحداهن طلبت إلينا القدوم إلى هنا بالسرعة القصوى، وهددتنا بالقتل إن لم نفعل

تجاهلت إيفا هذا الاتهام المباشر لتقول

-صدقيني لقد أصبح هذا اعتياديا هذه الفترة

وأمسكت الجهاز لتضعه على الطاولة أمامه مردفة وهي تدير نظرها بينهم

-حسنا إذن هل اطلعتم على ما سنفعله؟

سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن