سادت الضجة كل ناحية من قاعة الاجتماعات التي ملئت بالقادة المئتين الذين شغلوا جميعا بالتحدث مع بعضهم البعض حول موضع واحد لا ثاني له، فطوال اليومين الماضيين وهم يستمعون لحجج كل طرف من الأطراف المؤيدة والمعارضة، ولكن الشيء الوحيد الذي خرجوا به هو أن هناك شيء لا يقال لهم، هناك أمر ما يقف خلف معارضة هذا التوجه ولكن لا أحد يدرك ما طبيعته بالضبط، لقد حاول كل فرد داخل القاعة أن يعرف بالضبط ما طبيعة هذا السبب الخفي ولكن بلا جدوى، وقف نيكولاس أمام المنصة وهو يفرقع أصابعه بتوتر واحدا تلو الآخر فيما عينيه مثبتتين على الحضور جميعا، لا يدري لِم ينتابه شعور سيء جدا، شعور لم يسبق له أن راوده بهذه القوة، ستحصل مصيبة هذا اليوم إنه متأكد من هذا، إنه لا يزال مقتنعا حتى الآن أنه كان عليهم أن يستعملوا ورقة خدم السادة ولكن...، أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على قلقه حين تهادى لسمعه صوت جاك قائلا
-تبدو متوتر فعلا
التفت نيكولاس نحو الرجل الذي تقدم ليقف بجواره ليقول بتوتر شديد
-أجل يا جاك، إن لدي شعورا سئا حول هذا الموضوع
-إنك تحمل الأمر أكثر مما يستحق
-لا، لا أفعل، إنني أعطيه حجمه الكامل وربما لم أعطه حجمه الكامل حتى
وأردف بعينين بدا التوتر جليا فيهما
-إن خسرنا اليوم فهذا يعني ضعف أملنا في الفوز المرة القادمة وهذا يعني ببساطة انتهاء كل شيء، وأنا لست مستعدا لخسارة شركتي لا وألف لا، لقد تعب والدي في بنائها وأنا تعبت في إكمال سيرها ولن آتي الآن كي أقف أشاهدها تنهار هكذا ببساطة، لا يمكنني فعل هذا لا يمكنني
راقب جاك تلك النظرات المتوترة التي ملأت عينيه، عندما حدثه لأول مرة ظنه شابا مستهترا غير عابئ بأي شيء ولكنه عكس هذه الصورة بأكملها خلال الأيام الماضية، لقد سمع كولين تقول أن نيكولاس إدجار يمتلك شخصيتين، نيكولاس العادي ونيكولاس إدجار، ويبدو أن كلامها صحيح مئة بالمئة، فما شاهده خلال الأيام الماضية هو نيكولاس إدجار رئيس شركات ديفوريا، مد يده ليضعها على كتف الشاب محاولا تهدئته وقال
-سيكون كل شيء على ما يرام
راقبه نيكولاس بصمت وهو يحاول أن يقنع نفسه بصحة هذا الكلام حينما دخل أعضاء اللجنة المشتركة إلى القاعة، وبعدة دقائق أخذ كل واحد مجلسه فيما أخذت اللجنة مجلسها على المنصة، أما أعلى هذه الأخيرة فقد أضيئت تلك الشاشة الكبيرة التي ظهر عليها قسمين الأول خاص بنعم والثاني خاص بلا، حول شونزوي نظره نحو الحضور الذين استقروا على مقاعدهم ليقول
-أيها السادة جميعكم قد حصلتم على كل الإجابات والمعلومات المتعلقة بقضيتنا هذه، لذا لن نعيد ولن نكرر ما قلناه طوال الأيام الماضية، الآن حان الوقت لتقرروا بالضبط ما تريدون، أرجو منكم أن تضغطوا على الخيار الذي تريدونه أمامكم، لأن معنا عشر دقائق لإنهاء هذه المسألة للأبد
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادة
Actionعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ا...