الفصل الثالث /4

4 0 0
                                    


-نيشان، نيشان

صرخ آدم بهذا النداء مرة تلو المرة وهو خارج من الفيلا حيث وقف على الشاطئ يدير النظر حوله والقلق يعتلي وجهه، لم يغب عن الفيلا سوى عشر دقائق بالضبط، ذهب ليبتاع بعض الأشياء وترك رفيقه تحت حراسة رجال ذلك الشاذ ولكنه لم يجده عندما عاد، تسارعت الأفكار السوداء في عقله وهو يدير النظر حوله، المكان هادئ ولا أثر لرجال الحراسة وأليساندرو في المدينة، رفع يديه ليرفع شعره إلى الخلف حينما استقر نظره على شوارل الذي تقدم نحوه من الجهة اليمنى فقال بلهفة

-هل عثرتم عليه؟

علامات التجهم التي اعتلت وجه الرجل كانت كافية بإرسال جواب كافٍ له ولكنه قبل أن ينطق بحرف واحد ارتفع رنين هاتفه فرفعه مجيبا

-شوارل

راقب آدم تلك الانقلابة في ملامحه من القلق للغضب ليقول بلهفة قلقة

-ما الأمر؟

وهنا نظر إليه ليقول بحدة: إنهما على متن يخت جوفيتيش في عرض البحر.

وعلى متن اليخت تحديدا على قسمه المرتفع سكب أليساندرو لنفسه كوبا من العصير وهو جالس على أحد المقاعد ليرفع نظره نحو أخيه الذي جلس على مقعد أمامه قائلا

-أتريد شرب شيء يا عزيزي؟

رفع نيشان عينيه نحو الشاب الذي جلس أمامه بصمت دون أن يتكلم فابتسم أليساندرو بسخرية قائلا

-ما هو شعورك وأنت غير قادر على تمييز وجه من يجلس أمامك؟

وهنا قال الشاب بنبرة تجلت الكراهية فيها

-ستعرفه قريبا

رمقه أليساندرو باستهزاء ليقول

-ومن سيدفعني لفعل ذلك؟

-لن تنجو بما تفعله يا آليساندرو، وإن كنت تظن أنك ستتمكن من الهرب ككل مرة فأنت مخطئ، لن تتمكن من الاستمرار بهذا المسلسل لفترة طويلة جدا، ففي النهاية سوف تسقط وعندما تسقط ثق من شيء واحد

فرشف من كوب العصير ليقول بفضول

-وما هو هذا؟

عند هذا قال الشاب بحقد

-سأكون هناك لأرى ذلك المشهد

على الرغم من أنه لم يكن يتوقع شيئا آخر إلا أن الدهشة اعتلت وجهه وهو يحدق بتلك الملامح التي علاها الحقد والصوت التي بدت نبرة الكراهية معمقة فيه، بلل شفتيه بمشروبه وهو يراقب الشاب الذي جلس أمامه قبل أن يقول

-ومن الذي سيمكنك من مشاهدة ذلك المشهد؟

-الكثيرون، فصدقني أنت لم تبقي لنفسك أي صديق يمكنك الركون إليه

-وما حاجتي إليهم؟

-ستعرف ذلك عندما تحتاجهم ولا تجدهم هناك لإنقاذك

سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن