أطفأ ألكسندر محرك سيارته أسفل ظلام الليل الذي سيطر على نيويورك أمام منزل شقيقه، بقي جالسا مكانه وهو يحدق للمنزل الصامت المظلم، لا أحد دخل إلى هذا المنزل منذ وفاة صاحبه، حتى هو لم يجرؤ على فتح الباب الرئيسي والدخول إليه، لقد ترك موت جوليان أسئلة عديدة وكثيرة، فمؤلف الروايات البوليسية الأكثر شهرة على مستوى العالم وجد مقتولا في غرفة نومه قبيل مقابلة صحفية، لقد دق هذا الخبر جدران الصحف ووسائل الإعلام لأسابيع، فالجميع يحاول أن يصل إلى الخبر اليقين الذي سيمكنهم من حل لغز مقتل جوليان بيترهوف، من قتله؟ لماذا قتله؟ وكيف قتله؟، ثلاثة أسئلة دقت جدران جميع رجال التحقيق والشرطة والإعلام، حتى أن هؤلاء الأخيرين قد لاحقوه طوال أيام مطالبينه ولو بتصريح واحد حول حقيقة ما حدث، إنهم فعلا مجموعة من الذئاب المفترسة التي تعتاش من وراء مصائب الناس، لقد صدق من سمى هؤلاء بمثيري الفضائح، ويسأل الناس لِم تضع الدول قيودا على الإعلاميين والصحفيين؟، لو قدر له لألغى هذه المهنة من العالم بأسره واستبدلها بعمال النظافة، ولكن إن كانت الصحافة لا ولن تعرف ما حدث فهو على العكس من ذلك يعرف كل شيء، فبعد تلك الحادثة شرح وسيم له ولآنجليان حقيقة ما كان يحاك ضد شهود المحكمة، وأوضح بشكل صريح أن هدفهم هو أليساندرو جوفيتيش، ولكن السؤال الوحيد الذي لم يجدوا له جوابا بعد، هو لِم قتل ذلك الوغد جوليان ومارسيل وهما الذين لا يعتبران من شهود المحكمة؟، أسند رأسه للمسند خلف رأسه وهو يتابع المنزل الذي غص بالظلام، أيجب به أن يتقدم نحوه ليدخل إليه ويعيد إحيائه؟، طرق السؤال رأسه بقوة كبيرة فهو يحاول أن يتوصل لجواب له منذ دفن شقيقه، كلير تصر على أن هذا أمر ضروري، وتؤكد أن إن كان يريد تجاوز موت جوليان فعليه أن يدخل للمنزل ويضيئه ويبعث الحياة والضجة فيه من جديد، ولكن هذه الجملة لم تقنعه تماما بعد، فمع كل مرة يحاول فيها الدخول يتوقف هنا أمام البواية دون أن يمتلك الجرأة للإكمال والدخول، فما أن يهم بالتقدم خطوة واحدة يتجسد أمامه طيف شقيقه، فقد اكتشف أن وسيم كان محقا، " تخطئ إن ظننت أنه بمجرد أن تراقب التراب يهال على قبره، وأن ترى ذلك الشاهد يرفع فوقه مزخرفا باسمه فأنك ستجد طريقة لتفرغ فيه إحباطك وغضبك "، صدرت عنه تنهيدة مثقلة وهو يستيعد تلك الكلمات في عقله، فإن كان وسيم بنفسه قد عجز عن تجاوز وفاة شقيقه فهل سيتمكن هو من فعل ذلك؟، صحيح أن وسيم تنبأ له بقدرته على فعل ذلك ولكن يبدو أنه مخطئ فعلا، ارتفع صوت جرس هاتفه قاطعا صمت المكان فمد يده ليتناوله مجيبا
-معك ألكسندر بيترهوف
وهنا جاء صوت فتاته قائلا
-مساء الخير يا عزيزي
-أهلا كلير، ما أخبارك يا فتاة؟
-جيدة، ولكن أين أنت حتى الآن؟
-إنني أتجول في الشوارع
ولكن الفتاة قالت ببرود
-بل أنت تقف أمام منزل جوليان
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادة
Actionعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ا...