الفصل الثالث /8

9 1 0
                                    


إن آخر مرة شهد فيها اللؤلؤة البيضاء هذه اللهفة والضجة والعمل الشديد كان عند الاحتفال بحفل شار الخمسين قبل سنة، فقاعة الاحتفالات في قصر الضيافة التي احتضنت ذاك الحفل يومها عجت اليوم بهذه الحركة المتتالية حيث أن ديكور القاعة أقيم على الطراز الملكي، فبعد أن تولت سيلاندا التجهيز برفقة الرجلين أوضحت آشلي أنها تريد طراز الحفل ملكيا كي يتماشى مع ثوبها، وهو ما أقرته سيلاندا بعد مشاهدة الثوب، وبعد أسبوع كامل من العمل الجاد والمستمر على طول أربع وعشرين ساعة وضعت اللمسات الأخيرة على القاعة بالكامل وعلى الطريق التي شقت حديقة القصر من بوابته وصولا إلى بوابة القاعة، دخلت سيلاندا إلى صالة الجلوس مرتدية ذلك الثوب الخمري الهادئ الذي زادها جمالا وهيبة، فالسيدة التي تجاوزت سن الشباب بدت كشابة مثيرة يوم زفافها، وقفت أمام المرآة متأملة نفسها حين تهادى لسمعها زياد قائلا

-تبدين رائعة بهذا الثوب سيلاندا

التفتت السيدة نحو زياد وروبرت الذين خرجا من المكتب ببذتين رسميتين لتقول بابتسامة

-وأنتما كذلك

تقدم الاثنان ليجلسا على الأرائك حيث قال روبرت

-أين الشبان؟

تقدمت سيلاندا لتأخذ مجلسها أمامهما قائلة

-لا يزالون في الاعلى

وهنا قال زياد باستنكار

-حتى الآن

-أجل، لست أدري ما الذي يفعلونه، ولكن لا أحد منهم قد أنهى تجهيز نفسه بعد

وهنا قال روبرت بخيبة

-إن هذا الجيل لا يدرك معنى الالتزام بالوقت على الإطلاق

فقال زياد موافقا

-ولن يتعلمه في حياته بأكملها يا صديقي

عند هذا تهادى لسمعهم تلك الضجة القادمة من الأعلى فرفع الثلاثة نظرهم نحو السلم الذي نزل عليه ألكسندر ومايكل ونيكولاس وكريستيان وجيسون وآدم ونيشان والعريس، الشبان بأكملهم اتشحوا بالبذات السوداء بينما ارتدى وسيم بذته البيضاء الملكية، نهض زياد عن الأريكة وهو يتمعن في الشاب الذي تقدم منه بطلته الجذابة والتي زادها اللون الأبيض المذهب إشراقا، لقد حاول وسيم دائما أن يبني لنفسه شخصية مستلقة تخرجه من اسفل عباءة والده، ولكن ما لا يمكن لهذا الشاب أن ينكره هو أنه يشبه والده بشكل كبير، على الرغم من أن السواد الأعظم من معارف وسيم يقولون أنه يشبه والدته كثيرا، وأنه لو كان فتاة لكان النسخة الثانية منها، صحيح أن وسيم ورث وسامته وجماله من والدته وأخذ هدوئها وحكمتها وثقتها، إلا إنه في هذه اللحظة لا يمكنه أن يتخيل إلا أن أمجد يقف أمامه، تقدم وسيم ليقف أمام وصيه السابق قائلا

سلسلة الأسياد-الجزء الخامس-خدم السادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن