زاهر!!
هتفت باسمه من بين شهقتها المتفاجأة.
فابتسم لمفاجأتها كما كان يريد، فمظهرها الطفولي الذي أسر قلبه بعينيها اللتين ازدادتا اتساعا، من أثر الدهشة وشعرها المفروق على جانبي رأسها، ومعقود بربطة رقيقة على كلا الجانيبن؛ جعلها بعينيه أشبه بطفلة صغيرة ضلت طريقها فجأة.سقوط قناع العناد، والقوة التي ترتديه فجأة أمامه جعله يزداد هياما بها فوق هيامه الرابض بقلبه، فانطلق لسانه يقول بصوت خفيض:
- اشتقت لك يا قاسية القلب.
استفاقت من مفاجأتها على صوته الرخيم الذي يعلن اشتياقا لها!إلى أنها تقف أمامه بشعرها، ومنامتها الوردية، فأغلقت الباب في وجهه بسرعة، كأنها رأت ماردا من الجن! ألصقت ظهرها بالباب، وانتبهت وصدرها يعلو ويهبط بسرعة في انفعال
كيف أتى إلى هنا؟ ولمَ؟ما الذي يريده منها، بعد ردوده الباردة التي جمدت سعادتها وأمطرت صقيعًا شتويًا على جنبات كيانها.
لم يتوقع تصرفها المفاجئ؛ لذا لم يكن لديه رد فعل سريع لتفادي إغلاقها الباب بوجهه، فضحك بصوت مسموع، وهو يرى خيالها القصير يلتصق ظهره بظهر الباب من الداخل، فاقترب بوجهه من الباب يحدثها من ورائه قائلا بنفس النبرة الخفيضة:
- اذهبي يا شاطرة ونادي لي أمك.استفاقت من مفاجأتها على صوته، فازدادت ضربات قلبها علوََا، وازدادت أنفاسها اضطرابا، ثم انتبهت إلى مظهرها الذي استقبلته به بمنامتها الوردية وشعرها المعقود على كلا الحانبين، فهرولت مسرعة إلى غرفتها لترتدي إسدال الصلاة، ثم حررت شعرها، وشكلته على هيئة كعكة أسفل رأسها، وأحكمت حجابها عليه، ثم أسرعت لتفتح الباب الذي عاود ضيفها الطرق عليه من جديد، بعدما أغلقته بوجهه بشكل غير لائق نتيجة لمفاجئتها.
فتحت بابها وكأنها فتحت له بابا للجنة، أو منفذََا لربيع أخضر، ينشر على قلبه الفرحة، وعبير زهور!
طلت بوجهها الرقيق الأنثوي المغوي رغم براءة طلتها من فرجة الباب، ولا تزال عيناها مضطربتين، يرف رمشهما بسرعة وكأنها غير مصدقة رؤياه، أو لعلها تبحث لمجيئه عن سبب، ورغم اضطرابها إلا أنها تظل فتاته العنود القوية رغم هشاشتها، فأخفت كل تقلباتها وراء قناع قوتها المصطنع الذي سقط عنها منذ دقيقة أو أقل، ليبدي من ورائه وجه طفلة باكِ.
أستند بكفه على الحائط المجاور للباب، ولم يبعد عنها ناظريه ولو لحظةِِ، يحاول أن يعتقل نظراتها التائهة في خوف بعسل عينيه فيذيقها حلاوة شعوره بها، لكن هيهات من اقتناصه لنظرة منها أو اشتباك طويل لنظراتهما الحائرة!.وعندما سكتت ولم تقبل ولم تدبر، بل الصمت هو السيد الشاهد على وحودهما، فسألها وعلى شفتيه ابتسامة عذبة قائلا:
- هل ستضايفينني على السلم؟فنظرت له نظرة لائمة يعرف فحواها، يعرف أنه قد خذلها بصمته، وهي استطاعت أيضا ترويضه بتمنعها عنه، وها هو قد جاء رافعا راية السلام فلم اللوم؟!
أتاهما من الداخل صوت أمها سائلا:
- من بالباب يا مريم؟!
أنت تقرأ
رواية أشواك الحب "للكاتبة/ فايزة ضياء العشري"
Romance"بداخل صدرها ضيق ... وبداخل عينيها حزن لم يمحه قلم الكحل الذي رسم عينيها ! وقلم أحمر الشفاه الذي صبغ شفتيها بحمرته القانية، لم يستطع رسم ابتسامة حقيقية على شفتيها طالما بسمتها لم تنبع من داخلها، وفرحتها كانت ادعاءََ! كانت موقنة أننا نشرق من الداخ...