انطلقت السيارة بقيادة "زاهر" بسرعة متوسطة ولم يتبادل أحدهم الحديث وكأن على رؤسهم الطير جميعا، فآثروا الصمت وكل مشغول بتفكيره.
حاول "زاهر" أن يركز بقيادته ويرتب بعقله الحديث الذي يريد أن يخبر به "فريدة"
أما "فريدة" فقد كانت تنظر إلى الطريق، وواجهات المحلات، والسيارات المتلاحقة من حولها دون ترى منها شيئا بل كان ما يمر أمام عينيها العديد من ذكرايتها مع "سيف"، أما عن قلبها فقد استمر ينتفض بين ضلوعها خوفا من ذلك الحديث المرتقب الذي سيخبرها به زاهر، خاصة وهي لا تتوقع خيرا من وراء هذه المقابلة !
وبجواهرها كانت "مريم" تنظر إلى الضفة الأخرى من الطريق تحاول أن تلهي نفسها عن إحساس الخجل الذي يعتريها اﻵن، هي تشعر أنها اﻵن ليس لها مكان بينهم، ولا محل لها ولا موضع في جملة حديثهما المنتظر كما أنها ولأول مرة في حياتها تشعر بالغيرة .. وممن؟! من صديقتها التي تعتبرها كأختها.فهي تشعر ببعض الإعجاب الذي يداعب قلبها بشعور لذيذ كلما جمعتها الظروف ب"زاهر" هذا، ولكنه من الواضح أنه مهتم بشدة لأمر "فريدة" ولا تعتقد أنه ملتفت لوجودها من الأساس لذلك يضايقها وجودها اﻵن معهما، لأن وجودها اﻵن جعلها تختبر شعورا سخيفا تجاه صديقتها لم تكن تتوقع أن تشعر به يوما ، وشعورا اَخر تجاه هذا الرجل لا تستطيع تسميته ولا تقدر على تحديد كنهه لكنه شعورا يجعل قلبها يضخ الدم لوجنتيها كلما اجتمعت به بمكان واحد!
تمنت لو أنها عارضت "فريدة" باستماتة حتى لا تذهب معهم ولكن للأسف فات اَوان التمني، وما عليها سوى الانتظار حتى ينتهي ذلك اليوم على خير !فجأة توقفت السيارة، واستقرت أمام إحدى المطاعم الراقية شديدة الثراء .
ترجل ثلاثتهم من السيارة وما إن خرجت "مريم" من السيارة حتى ألقت نظرها على واجهة المطعم الفخمة المميزة، وكتمت بداخلها إعجابا وانبهارا حاولت ألا تبديه، فحالتها المادية الضعيفة لم تسمح لها يوما بارتياد مثل هذا المكان أو حتى أقل منه ولكنها لم تشأ أن يبد عليها دهشة أو إعجابا بما رأت، فلن يسعدها أبدا أن يلاحظ "زاهر" انبهارا ويشعر بتفوقه الطبقي عليها، كزت على أسنانها بغيظ من نفسها لأنها لبت طلب صديقتها ، ياليتها ما جاءت ولا وافقت.
ألقت على "فريدة" نظرة بطرف عينها، فلاحظت أنها أيضا لم يبد عليها تأثرا بفخامة المكان، ففسرت ذلك أنها ربما زارت ورأت أماكن مثل هذه,وأكثر من قبل، مع زوجها السابق أو لعلها مشغولة، قلقة بالتفكير فيما سيقوله "زاهر" عن كل ما حولها ولها العذر على قلقها هي نفسها تشعر بالقلق !دلف "زاهر" إلى المكان، متقدما كلتيهما ببضع خطوات؛ ليقودهما نحو مائدة في زاوية بعيدة عن الآخرين. أزاح لكل واحدة منهما كرسيا لتجلس، وما إن جلسوا حتى أشار للنادل ..
كانت مريم في شغل عن "فريدة" بروعة المكان حولها، تحاول أن تختلس النظر إلى ما حولها دون أن يلحظها أحد، فقد أسرتها الإضاءة الذهبية التي تنبعث من كريستالات النجف المدلاة من السقوف، وكذلك أنغام الموسيقىxالهادئة التي تنساب عبر الهواء فتدغدغ كيانها، كان المكان ساحرا بالنسبة إليها بكل ما فيه.
أنت تقرأ
رواية أشواك الحب "للكاتبة/ فايزة ضياء العشري"
Romance"بداخل صدرها ضيق ... وبداخل عينيها حزن لم يمحه قلم الكحل الذي رسم عينيها ! وقلم أحمر الشفاه الذي صبغ شفتيها بحمرته القانية، لم يستطع رسم ابتسامة حقيقية على شفتيها طالما بسمتها لم تنبع من داخلها، وفرحتها كانت ادعاءََ! كانت موقنة أننا نشرق من الداخ...