الفصل السادس

2.8K 85 2
                                    


نظرت ساره اليه قليلا ثم قالت:لا
نظر لها عمر متعجبا:لا ايه مش فاهم
ابتلعت ساره غصة في حلقها وقالت
:لا مبحبكش ولا عمري هاحبك ياعمر
ترك عمر يدها ونظر لها بصدمه وقال
:ليه.. في حد تاني
نظرت له ساره نظره لم يفهمها وقالت
:انا لازم امشي مينفعش اللي بيحصل دا
هنا غضب عمر وقال:انتي كل اللي همك عايزه تمشي..وانا مشاعري مش مهمه عندك
ردت ساره قائله:انت قولت هتقبل اي رد ودا ردي
استشاط عمر غضبا من ردودها الجامده
وقال:انتي مبتحسيش ايه حجر.. انا كان لازم اعرف دا من زمان انتي فعلا عمرك ماهتحبي حد ياساره لأنك واحده مبتحبش غير نفسها انتي انانيه مبتفكريش في اي حد
نظرت له ساره بدهشه من كلامه قائله
:انا ياعمر
أجاب عمر بغضب:ايوه انتي ايه نسيتي.. افكرك انا نبدأ بوالدك لما كان بيموت في المستشفى وطلب يشوفك وانتي مروحتيش مع انك كنتي عارفه انه هيموت بس انتي بانانيتك متنزلتيش وروحتيله.. وغير كل دا مامتك انتي عارفه انها مش هتخرج من المستشفي غير معاكي ليها مخرجتهاش.. ليكي قلب تسبيها دا هي اللي فضلالك سيباها لما تموت في المستشفي وتسيبك هي كمان
انهي عمر كلامه ونظر لساره التي كانت قد اغرورقت عينيها بالدموع وتركته وذهبت سريعا خارج المكان
وقف عمر قليلا ينظر أمامه بجمود ثم ارجع شعره للخلف وزفر بغضب ثم خرج سريعا ليلحق بها ظل يبحث عنها ولكنه لم يجدها ففكر انها ربما عادت للمنزل ركب سيارته سريعا وفي طريقه اعتقد انها من الممكن لم تعود للمنزل امسك هاتفه ليتصل بها وسمع صوت رنين هاتف في السياره فتذكر انها تركت حقيبتها والهاتف التقط الحقيبه ليقع الهاتف أسفل قدمه وانحني ليحمله ولكنه فجاءه سمع صوت فرامل قويه نظر أمامه ليري سياره تقترب منه بسرعه وكان هذا اخر شيئا رائه وبعدها لم يرى غير الظلام الظلام فقط

في ذلك الوقت في منزل حازم كانت والدته تجلس مع رانيا
داليا:رانيا خالتك اتصلت وقالت انهم هيجوا كمان يومين
شعرت رانيا ان قلبها يقفز من مكانه وقالت بهدوء عكس مابداخلها:يوصلوا بالسلامه
داليا:يارب

كانت ساره قد ذهبت إلى مكانها المفضل في تلك الحالات وبما انها في مدينه الاسكندريه فبالتاكيد هو البحر
ذهبت إلى تلك الصخره التي تجلس عليها دائما منذ كانت صغيره.. افرغت ساره جميع دموعها وهي تبكي وقالت:يارب انا مليش غيرك انت اللى فاهمني وعالم بيا انا مش عايزه اتعلق بحد تاني اكتر من كدا كفايه بابا انا عارفه ان دا قدر وانا مبعترضش عليه والله انا راضيه بس مش قادره اكمل..انا عارفه انه هو بيحبني واني كسرت قلبه بس انا مكنتش اقدر اقوله غير كدا كنت هاتعبه معايا وساعتها هاكون انانيه بجد..
صمتت قليلا ثم لمست تلك الصخره وتذكرت ذكريات قديمه جدا عندما كانت في العاشره من عمرها
ساره:لا ياعمر دي صخرتي انا مبحبش اقعد غير عليها
نظر عمر لذلك الشخص الذي كان يجلس على صخرة ساره مثلما تقول ثم ذهب لذلك الرجل قائلا ببراءه:عمو لو سمحت ممكن تقوم من هنا علشان احنا نقعد وساره متزعلش
ابتسم الرجل لعمر ونظر لساره قائلا
:طيب مافي أماكن كتير اشمعني دا
عمر:لان دي بنقعد عليها علي طول من قبلك ياعمو
ابتسم الرجل قائلا:انتوا جايين مع مين
قالت ساره:جايين لوحدنا
وقال عمر:ايوه إحنا بيتنا قريب وساره كانت عايزه تخرج فانا خرجت معاه علشان مش ينفع تخرج لوحدها
ابتسم لهما الرجل وقام ليجلسوا
عادت ساره الي الواقع وقامت لتذهب للمنزل
في ذلك الوقت في المشفي الذي يعمل به كلا من ياسمين وحازم
اخبرهم الممرض ان هناك شخص تعرض لحادث ذهبت ياسمين لتفحصه رائته من بعيد وشعرت انه مألوف لم تتبين من ملامحه فقد كان مغطي بالدماء وعندما اقتربت منه شهقت بفزع وقالت:عمر
اتي حازم في ذلك الوقت ورائها وهي فزعه وتحاول ان تفيق عمر.. نظر لها بتعجب وقال
:انتي تعرفيه
كانت ياسمين قد اوشكت علي البكاء وقالت
:دا ابن عمى وابن خالتي وأخويا كمان
فهم حازم قلقها وابعدها عن عمر وقال:انا هاشوفه انا
جائت الممرضه وقالت:احنا فحصناه والمريض لازم يتحوله دم يادكتور وبسرعه لانه فقد دم كتير وكمان في اشتباه بكسر في القدم
نظرت ياسمين له وهي تبكي فقال حازم
:اعتقد لازم تقولي لاهله علشان يعرفوا ياياسمين خليكي اقوي من كده
نظرت ياسمين اليه فهو قد نادي باسمها فقط بدون ألقاب شعرت بشئ ارتجف بداخلها ولكنها نفضت تلك الافكار قائله:اها انا هتصل بيهم
احضرت هاتفها واتصلت علي عمها
كانت ساره قد عادت للمنزل ووجدت شيماء جالسه بالداخل جلست بجانبها وصمتت
نظرت لها شيماء بتعجب وقالت:هو مش عمر كان معاكي
سألتها ساره:انتي عرفتي منين
اجابتها شيماء بعد تفكير:ياسمين قالتلي
اومأت لها ساره وقالت:ايوه بس..
شيماء:بس ايه
قطع حديثهم صوت طرق الباب قامت ساره لتفتح وتهرب من اسئلة شيماء وجدت عمها ويبدوا عليه الفزع
ساره بقلق:في ايه ياعمي
ممدوح:عمر عمل حادثه ياساره ولازم نروحله حالا
كانت شيماء قد قدمت وسمعت ماقاله فقالت
:انت بتقول ايه يابابا.. عمر فين
قال ممدوح:بسرعه بس انا قلقان ومامتك بتستني في العربيه
اسرعت شيماء بينما كانت ساره متسمره في مكانها فلم تستوعب ماحدث بعد
نظرت لها شيماء قائله:مش هتيجي
اشارت لها ساره بالنفي فهمت شيماء رهبتها من المشفي وذهبت وراء والدها
اما ساره جالست لتتذكر ماحدث وتقول بحزن
:انا السبب
نتركهم قليلا ونذهب الي مكان بالجوار حيث منزل عائله رفعت الاسيوطي قديما
كان هناك شاب في عقده الثاني طويل ولديه عين فيروزيه ظل يبحث بعينيه عن شئ ما حول هذا المنزل.. رأي شخص مار بجواره فاوقفه قائلا:لو سمحت حضرتك من هنا
اومأ له الرجل قائلا:ايوه يابني اتفضل
هو:طيب هم الناس اللي كانوا ساكنين هنا راحوا فين
اجابه الرجل قائلا: من وقت ما الاستاذ رفعت اتوفي وهم مش هنا تقريبا عند اخوه ممدوح
ثم نظر له بشك قائلا:هو حضرتك مين
نظر له الشاب بابتسامه انا ادهم الرافعي..وهم عيلتي.. قصدي زي عيلتي وكنت مسافر ولسه راجع
بادله الرجل الابتسامة قائلا:حمد لله علي السلامه..
ثم استأذن وانصرف
ظل ادهم ينظر للبيت واغمض عينيه قائلا
:وحشتوني.. أخيراً رجعت
وانطلق ليذهب الي منزل ممدوح الاسيوطي فهو يعلمه جيدآ
اما في المشفي فكانت ياسمين تصرخ علي الممرضه قائله:ازاي مفيش عينة دم بنك الدم ازاي مفهوش
حاول حازم تهدئتها قائلا:اهدي يا ياسمين العصبيه مش هتحل حاجه خلينا نفكر
في ذلك الوقت راءت ياسمين عائلتها تأتي ويبدوا عليهم الفزع
قالت فريده بخوف:عمر حصله حاجه ياياسمين
حاولت ياسمين التماسك وقالت:الحمدلله مفيش حاجه خطيره بس هو محتاج نقل دم وزمره دمه مش موجوده في المستشفى
قالت شيماء سريعا:ساره نفس فصيله الدم
ضربت ياسمين راسها قائله:انا نسيت ازاي
قال حازم:طب الحمد لله المشكله اتحلت بس بسرعه ياجماعه
قالت ياسمين بارتباك:بس هاتيجي ازاي
قال ممدوح:انا هاكلمها
ثم اتجه للخارج واتصل بها ولكن هاتفها مغلق
جاءت شيماء من خلفه قائله:إيه يابابا اتصلت
ممدوح:تلفونها مقفول
شيماء بتذكر:انا نسيت موبايلي هناك في بيتهم اتصل عليه
فعل والدها مثلما قالت اجابت ساره فورا كأنها كانت تنتظر المكالمه ولكن هي كانت ستتصل بهم في الحقيقه من هاتف شيماء بعد ان تذكرت انها نست هاتفها في سياره عمر
ممدوح:ساره حبيبتي لو سمحتي تعالي
وقع قلب ساره في قدميها وقالت بخضه
:ايه اللي حصل ياعمي
ممدوح:عمر محتاج دم ومش لاقيين فصيلة دمه
صمتت ساره قليلا قبل ان تقول:حاضر انا هاجي ياعمي

حب تائه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن