16

3.9K 125 0
                                    

الالم هو الامل باختلاف ترتيب الحروف ... و ذلك يعنى ان كل امل يصاحبه الم و كل الم يصاحبه امل الشفاء ... و ذلك حال حور و انتظارها حسام ... تحمل كل الامل بداخلها لكى يستيقظ و ايضا الالم ... الم جسدى  سببه الحادث و الم نفسى حزننا عليه و على حالته و ايضا الم الانتظار ... الم انتظارها بان يشفى و يستيقظ ... كل ما تريده هو استيقاظه لا تريد شىء اخر ان يستيقظ  يفتح عينيه و بعد ذلك فكل شىء سيكون كما يريد هو ... 
فبعد ان طمئنها الاطباء بانه خلال ساعات سيستيقظ ... اصبحت هذه الساعات ايام و ليال طوال ... كانت حالتها هى تتحسن و لكن هو كما هو ... ظل اسبوعان فى غيبوبته تلك نائم بلا حركه  و كانت فقط هذه الاجهزه بجانبه التى تدل على  انه مازال على قيد الحياة .. جميع الاطباء اقروا بانه بخير و يجب ان يستيقظ و لكن لا يعرفون عدم استيقاظه حتى الان ... 
ظلت  هى على حالها طوال هذين الاسبوعين تجلس بجانبه و تحدثه عن كل شىء تحدثت معه عن سفرها و كيف كانت تشعر و هى بعيده عنه .. و تحدثت عن بدايه حبها له و كيف اكتشفت ذلك .. تحدثت عن غيرتها من كل هؤلاء الفتيات اللاتى صادقهم و انها كانت تكثر من مشاغبتها معه و راهانتها كل ما كان يصادق واحده جديده لكى لا ينشغل عنها و يبتعد عن هذه الفتاه الجديده التى يصادقها ..
حتى انها اعترفت له بانها ذات مره ذهبت لفتاه كانت تشعر بالغيره منها وهددتها ان تبتعد عنه و الا ستنشر صور لها فى النادى !! و للعجب هذه الفتاه تركته فى اليوم الثانى من غير ان تبين له اى سبب .. و المضحك ان حور كانت لا تحمل اى صور لهذه الفتاه و لكن من غيرتها عليه فعلت هذا ... 
تحدثت معه عن طفولتهم و اصادقائها و الوانها المفضله و اكلاتها كانه لا يعلم ذلك .. مخاوفها و احلامها كل شئء حتى انها تحدثت معه عن علاقه نور و حمزه التى تتطور بصوره سريعه و هما الاثنان لم يلاحظا هذا ... كانت تتحدث و هى تتخيل رد فعله على كل شىء ... المواقف الذى يضحك عليها فتضخك او تبتسم و المواقف التى يغضب فيها فتحاول تهدئته ..
و بينما هى تحكى و تتحدث معه كان هو عايش فى ظلامه ممبتسم ... فى اول الامر كان هذا الظلام يخنقه يجعله يحارب لكى يخرج منه  و لكن بعد ان وصله صوتها  استكانت و هدئت روحه ... و كان صوتها شعله النور التى تنير ظلامه .. كان يستمع باهتمام لكل ما تحكيه يبتسم و يفرح لغيرتها و ذكرياتهم مع بعض .. يستمع باهتمام لتفاصيلها التى كان يعرفها و  يشعر بسعاده و كانه فوق السحاب طائر عندما تتحدث عن حبها و اعترافها به  .. كان فى ظلامه يرسم احلامه و هى بطلتها بوصوتها الذى يصله .. كان لا يريد ان يستيقظ فى اول الايام كى لا يستيقظ من هذا الحلم و لكن بعد ان استمرت هى على عادتها تلك  كان يحارب بشده لكى ينهض من هذا الظلام .. ليرى وجهها  و تعبيرتها وهى تتكلم .. كان يريد ان يستيقظ فقط لكى يرى عينها و هى تتحدث عنها و عنه و هى تعترف بغيرتها و حبها المدفون ذاك .. اراد ان يستيقظ لكى يستمع لها و هو ينظر لوجهها الذى يحفظه قلبا عن ظهر ...  اراد و بشده ان يستيقظ لكى  يظرب هذا الحمزه لانه فى اخر الليل يبعدها عنه لكى تستريح يعلم انه معه حق و لكن كان لا يريد يدها التى تمسك يديه ان تبتعد عنه ...   لذلك ظل يحارب و يحارب حتى استيقظ فى نهار اخر يوم فى الاسبوع الثالث ....
استيقظ ليراها بجانبه كما كان يتخيل .. اول وجه يراها .. حاول ان يتكلم او ينادى عليها و لكن الالم تمكن منه فلم ينطق غير بماء ..
_____________________________________________________________________________
لا يعلم لماذا اصبح يحب ان يراها بل و اثاره غضبها اصبحت هوايته المفضله ...  الكلام معها اصبح من عاداته .... لا يعلم متى و لا كيف اقتربا من بعض  ليذهب كل صباح و يشربيا مع بعض قهوتهم و كان هذه عادتهم منذ الصغر ... 
ابتسم و هو يتذكر بدايتهم مع بعض فى معمل التحاليل و كيف انها مجنونه .. او يوم مساعدتها لحور لتذهب لحسام اول مره  .. و كيف اقتربا من بعضهما البعض هما ايضا ..  و بسبب ذلك اصبحت نور تقضى معهم الكثير من الوقت ... 
كان ينتظهرها امام احد غرف مرضها و مع قهوتها ليتذكر مره ذهب ليستدعيها ظننا منه انها دكتوره حور متناسيا هذا الدكتور الاخر .. ليوجه احدى الممرضين اليها فى هذا القسم من المستشفى  ..
 ليتجه اليها وعندما يجدها قال باستهزاء :  ماشاء الله يا دكتور انتى ليكى فى كل حاجه !! .. تحاليل و عظااام و فلسفه و كمان قلب !! .. ماشاء الله ماشاء الله .. 
لتضحك هى بغرور مجاريته فى حديثه : شكرا شكرا .. مش غرور و لا حاجه بس للاسف انا اعرف فى كل حاجه هنا ..
فيرد هو باستهزاء: اه صح فعلا ... دا حتى الاستقبال عارفه فيه 
لتؤمى هى بموافقه  و ابتسامه ليكمل هو : و لا انتى ممرضه هنا  مش دكتوره !! .. لا لو ممرضه كان هيبقى لبسك على الاقل زى باقى الممرضات ... انتى مريضه هنا صح !! 
لتضحك هذه المره بشده من قلبها .. بينما هو ينظر لها متعجبا منها لتقول بعض محاولتها ان تهدا 
نور : معلش هحطم احلامك .. بس للاسف انا فعلا دكتوره هنا .. لتكمل بفخر : الدكتورة نور صلاح دكتوره قلب اطفال 
لينظر لها هو الاخر بفخر و اعجاب لطريقه تعرفيها و فخرها بنفيها و كانه تتحدث عن تحقيق حلمها حقا .. ليقول بعدها محاوله له عدم اظهار اعجابه لها 
حمزه بمزاح مره اخرى : اطفال !! .. و دول بتتعاملى معاهم ازاى .. و اصلا بتتعامل مع حد عاقل ازاى عشان يدوكى منصب انك تتعاملى مع اطفال .. انتى المفروض تتعاملى مع مجانين .. غيرى التخصص صدقينى  هتعرفى تتعاملى معاهم جدا 
لتنظر له بنصف عين و تقول : انت بتتريق عليا !! ... لا لا مسمحلكش 
ليرفع حاجبه بتحدى لتقول له بعد ثوان : عارف انا هوريك عشان تصدق انا اشطر دكتوره و لا لا 
لتمسك يديه و تشده خلفها  باتجاه احدى الغرف فى الممر ..  كانت حركه عفويه منها و لاكن لم تعرف ان حركتها هذه ماذا فعلت فيه ..  شعر بتوتر و ارتجاف فى قلبه كان اول مره تمسك يديه امراءه .. كيف هذا و هو حمزه صديق حسام لذك يعرف جميع انواع النساء .. نعم  لم يدخل ابدا فى علاقه جديه او صداقه حب .. و لكن كانت حوله النساء من جميع الانواع ولم تؤثر فيه ابدا لمسه امراءه كلمستها الان ... لذلك سحب يديه من بين يديها لتلتفت هى باستغراب و تعتذر و تكمل كان لم يحدث شئ .. غير مدركه لما يحدث له 
تتبعها يومها و هو يفكر فى تاثير لمستها تلك .. و الحق يقال ان يومها اظهرت كم هى فعلا دكتورة ناجحه و مجتهده
ليبتسم هو متذكرا كيف كان غريب يومها هو ليصحك على حاله فينتبه للقهوه التى بيديه .. ليتذكر كيف ابتدت هذه العاده الغريبه 
فى يوم ما استيقظ متعبا مننومه الغير مريح فى المستشفى فذهب لحضر قهوه لكى يستيقظ ... بعد ان ابتاع كوبه و عائدا على غرفته تقابلوا فى منتصف الطريق ليلقى عليها الصباح فلم تهتم بالرد عليه لتسحب الكوب من يديه و تبدا فى الشرب منه ليتعجب هوويغضب من حركتها تلك  ..تعجب هو غصبه وقتها لم يعلم هل كان بسب مزاجه المتعكر ام تجاهلها و عدم ردها عليه !!! ام من حؤكتها و تفكيره و قتها انها تفعل ذلك مع الجميع و عند اتاته هذه الفكره و ظنه بان الجميع ما هم الا رجال ثار و قال : ايه اللى انتى عملتيه دا ؟  فى حد يعمل كدا !!
لتنظر له باجهاد و تبرر اعتقادا انه تضايق من شربها من كوبه : بعتذر بس بجد كنت محتاجه القهوه جدااا .. اااه شكرا و هخلى حد يجبلك واحده تانيه 
فتلتفت لتنادى احدى الممرضات لتطلب منها لتحضر له اخرى 
ليقول بغضب و ضيق هو و هو يذهب مبتعادا عنها : مش عيز حاجه انا بس ياريت تخلى بالك من تصرفاتك بعد كدا 
_____________________________________________________________________________
انتهى البارت 
متنسوش الفوت و الكومنتات برايكوا يا حلوييين 
و بعتذر على التاخير و الاخطاء الاملائيه 
Have funnnn



حور عين (الجزء الثانى -قمر "حسام و حور ") حيث تعيش القصص. اكتشف الآن