Part 5

7.3K 485 558
                                    



الأميّر مَدَ كفّهُ راغباً بتفقُد حرارةِ الراقِد جِوّاره ،
لكنهُ صفعَ يَدَهُ بِقُوة لترتدّ بالهَواء .

تحَرك بِسُرعة نازِلاً منّ السريرِ
ليجلِس علَى الأَرْضِ مستنداً للجِدَار خلفهُ
.

بَينمَا الآخرُ بَقيَ يرمقِهُ بِهدُوء .

"لابُد ان حرارتكَ اختفَت ان كُنْتَ تستطيعُ
القفزَ هَكَذَا ".
"لِما انا بِغُرفتكَ؟" .

اشّاح بنظرِه بَعيداً ، استنكَر الاميرُ ذلكِ
فالفتّى لايُضيعُ فُرصَة لمُراقبتهِ بحقِد .

ضحكَة خفيفة خرجَت مِنْهُ حينَ استُوعبّ
انّهُ بثيابِ نُومهِ وبشعرهِ المُبعثّر .

"عَلَيْك اعتيادُ المَنظّر قَريباً
لِذَا لاتُبعد ابصارَك جيِون "
نَطَق بَينمَا يُغلِقُ قميصهُ فَوْقَ صدرهِ .

تقابلتّ عينيهُمَا ، واحدهُم مصدُوم لِلغايَة
"انا لمّ اُخالفّك لِما ساعتادهُ؟!!"

ضَحِك مُجدداً
"مالذِي فكرتَ بِه ؟ لابُد انّهُ قذرٌ جِداً "
هُو يستمتعُ بِالكَامِل بِحرق اعصابِه .

"اُوه حقاً ؟ اِذاً لِما عَليّ رُؤية لعنتِك شبِه عارياً
صَباحاً انّ لم يَكُن لسبب قذِر ؟ "
"سَتكُون خادِمّي الخَاصَ وتجهيزِي صَباحاً وظيفتُك،
او احدُ وظائِفك التي ستحفظُها كأسمِكّ ،
اَجّل ماتُفكِرُ بِه لبَعد اعتيادِك على الملامسَاتّ ".

الأصغُر لم يَكُن بمزاجٍ عالِيّ ليَرُد على سخريتهِ حقاً ،
انمَا ركَز علّى ماقالهُ بالبدايَة فَهُو الاهَم .
"ستضعُنّي قُربك بِلا قِيُود ؟ هل تُحاوِل الإنتِحَار ؟".

"اَنت من حاوَل الإنتحَار البَارِحة
وتذلَل بيأس للحصُول على المساعدة اليُوم ،
لِذَا اعتقدُ انك لن تَفعَلُ شَيْئاً سيُؤذِي حياتَك "

"مُخطِئ ، اَخبرتُك ان لاتُراهنّ علَي"

"انَا لا أُراهنّ علَى لعبة خاسِرة لاتقلقَ
لا اتوقعُ مِنك شَيْئاً ، قِف الآن وأبدأ بعمِلّك"

"لِما تُعطينّي فُرصَة لِإيذاَئِك ؟"
بَعيداً عَمَا يقُوله نَامجُون فذلكِ هُو واقعُ مايحصُل .

بَعَد صمتٍ طَوِيل ، اشَاح الأميِرُ بانظارهِ
عنّ الفتَى حَاد المَلامِح
"هَل سأنتظِرُ كَثيراً ؟".

لَم يَكُن سُؤلاً كمَا كَان امراً .
هُو بالفعِل فَهِم مقصدّه ومَايُريدِ

ابَعد جِين افكارهُ عديمّة الفائِدة عنَ عَقلِه ،
واستقّام مُقترباً للِزيّ الملكِي المُعلقَ علّى
الحائِط ، مُقرراً التصرُف بِهدُوء فَقَط،
حملهُ ووقفّ قُبالة السريرِ
من الجهة التي يجلِسُ بها الأميّر .

طِفلُ القَمر | NamJinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن