Part 2

7.7K 569 400
                                    



-

حَمَّل جسدَ اخيهِ على ظَهرهِ مرتجفاً ،
لكنهُ ثبتّ ولَم يَسقُط رُغم وهنِ ساقيّه ، المُوقفُ
مهُيب جداً وضخمُ للغايّة كي يتوقفُ جِين عن الارتجافُ .

مُتجهاً لِحضيرة الدجاجِ متوسطة الحجمِ ،
وضع جَسَد اخيهُ مشلُولُ القدمينَ على الأَرْضِ
وفتحهَا مطلقاً الدجاجاتِ خارجهَا ، ثُم عادّ ليسحبَ
اخيهِ مُدخلاً ايّاهُ بالقفصّ ، بقيّ مَعَهُ واحتضنهُ
كيَ يُهدِأهُ قدرّ المُستطاعُ حَتَّى لايُذعّر حين يتركُه
بِسَبَب مرضهُ ضِدّ الدماءَ  .

ولشدُة تعبِ الأصغّر غطّ بالنُومِ متمنياً ان يَكُون كابوساً ،
وانه سيستيقظُ فُوق العُشب جوارَ توأمهُ السخيفُ .
قَبّل جينّ رّأسَهُ وخرج مقفلاً القفصَ عليهِ .

وتحركَ بسرعةُ شديدة ليدخُل القصرّ ،
لمّ يُقابِل احداً ، وهذا الهدُوء مُخيفّ للغايُة !
لاصوت يسمع سوى وقعِ اقدامهُ السريع على رُخامِ
الأرضيّة المُلمّع .

جين نفسهُ لايعرفُ من اينّ اتَى بُكل هذه الشجاعُة
ليدخُل القصرّ المُعتمَ مُجدداً بعد ان خرج منه قَبّل قليلُ .
فقطّ يعلمُ انّهُ يُريدُ الإطمِئنانَ علّى والديّه ، واخوتِهِ .

دَخَل غُرفَة اخوتهِ الصّغَار ولَم تَكنُ تحوِي احداً .
نادّى عليهمُ بَينمَا يسيرُ باركانهَا ويُحاول تحسس اي شيءُ
"يُونغّ تشُول ، هاسُونّ ، يُوّ
اين انتمُ ؟ انَا جينّ لاتخافُو .
اجيبُو عَليّ ، سأخرجُكم من هُنا ".

ورغُم الظلامِ الذّي يطمسُ معالمَ وجهه هُو قدّ
اِبتَسمَ ، متأملاً ان يُجيبهُ اَحدُهم ولو بِأنيُن خافتّ ،
لكنهُ جَر خطاهُ مُغادِراً حينَ لم يَحْصُل على استجابَة .

ذاتُ الأمرُ حَصَّل مَعَ غُرَفِ بقيّة اخوتهِ ،
اصبحَ يجُر خُطاه خائفاً للغُرفة الأخِيرَة ،
غُرفة والديّه التّي لم يدخُلها اَبداً مُنذُ صِغرِه
لان والدهُ كان يمنعهمُ جميعاً مِنْهَا .

البابُ كَانَ شبهّ مفتُوحّ ، دفعهُ بِخفّة حارصاً
ان لايُصدر صوتاً بِيَدِه المتنافِضّة ،
النّافِذة كانتَ مفتوحةَ بالكامُل وضوءُ القمرِ انارَ
الغُرفَة جاعلاً مِنَ ملامحهَا واضحةً للغايُة .

علّى الأَرْضِ تناثرتّ اجسادُهم .
عائلته التّي جَالَ القصرّ منتفضاً من فكرة فقدانهمُ .
كانُو غارقينَ بدمائِهمَ فُوق بعضّهمَ .
لم تحتمِل اقدامهُ المزيّد ، وسقطَ ارضاً ليبدأ الزحفَ
نحوهُمّ .

حَمَّل رأس والدتهِ واضعاً اياهَا علّى حُضنِه
"اُم."

ورغُم محاولته بنطقّ شيءُ قدَ فشِلَ .
كفُه البيضاءُ وجدتّ طريقهَا فُوق الثقُب
الأحمّر مكانَ صدرهَا ، لقلبِهّا المتُوقفّ.

طِفلُ القَمر | NamJinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن